ريا ف. تجربة الاقتراب من الموت المحتملة
|
وصف التجربة:
في البداية، بدا الأمر لي كأنني كنت أتحرك عبر نفق مظلم باتجاه نور أبيض في نهايته البعيدة. كان النفق والنور يكبران. وفي النهاية، خرجت إلى ما بدا وكأنه عالم جديد غريب، مظلم وغامض. شعرت بالوحدة أثناء استمراري في التحرك.
كان أمامي شخص يعيق طريقي، كانت له هيئة مظلمة غامضة (بدا وكأنه رجل). كان يرتدي رداءً طويلًا ذا قلنسوة، وكان يبدو كشبح مظلم أمام توهج وردي رائع ينبعث من السحب الباستيلية التي ملأت السماء من خلفه على مسافة بعيدة. كان التوهج الوردي يجذبني ويملؤني بإحساس رائع بالحب الكامل والقبول التام. كان هذا هو الوطن، وأردت أن أكون هناك بالكامل. لكن الشخص لم يسمح لي بالمرور. لم أستطع رؤية وجهه، لكنني لم أشعر بالخوف. شعرت فقط بحب هائل صادر منه. لم أسمع كلماته، لكنني كنت أفهم ما كان يخبرني به: لم أُكمل مهمتي بعد، وكان عليّ أن أعود. حاولت الاحتجاج. لم أكن أريد العودة. كنت أرغب في الدخول إلى النور الوردي.
ثم أصبح الأمر غريبًا جدًا. الشيء التالي الذي أدركته هو أنني كنت داخل فقاعة في الفضاء بين النجوم. امتلأت الفقاعة التي تحيط بي بنور أبيض ساطع، ولم أعد أستطيع رؤية ما كان بالخارج. كنت أشعر أنني أسافر بسرعة أكبر وأكبر عبر الكون عائدة إلى وجودي السابق.
ثم بدأت أشعر بالقلق. تساءلت، ماذا لو لم أعد إلى نفس الحياة؟ أصبحت الرحلة وعرة، مثل التحرك فوق أخاديد على قرص فونوغرافي كوني. بدأت أتمنى وأصلي أن أجد بطريقة ما "الفتحة الزمنية" أو "الأخدود" الصحيح، وألا أستيقظ لأجد نفسي بين أشخاص مختلفين في عالم آخر غير العالم الذي عرفته.
أصبحت اهتزازات الرحلة أسرع فأسرع، ومع الرعشة الأخيرة، عدت إلى جسدي. استيقظت في نفس السرير وفيما اعتقدت أنها نفس الحياة. لكن هل كانت كذلك؟. منذ ذلك الوقت، لم أعد أبدًا نفس الشخص، وتغيرت حياتي بالكامل بشكل جذري.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
أكتوبر 1986.
عناصر تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. التجربة مرتبطة بعملية جراحية. إجراء جراحي طويل وشاق للغاية.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر رائعة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد غادرت جسدي بوضوح وكنت موجودة خارجه.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما هو مذكور أعلاه.
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ عندما واجهت الشخص المقنع، وأردت الدخول إلى النور الوردي. وأيضًا في طريق العودة عندما كنت قلقة بشأن الرجوع إلى نفس الحياة.
هل تسارعت أفكارك؟ أسرع من المعتاد.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. في البداية، لم يكن للزمن أي أهمية. لكن أثناء العودة، بدا أن الزمن كان يتسارع بشكل هائل، مثل نيزك يطير عبر الفضاء.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. الألوان الوردية التي رأيتها كانت تشبه إلى حد ما صور تلسكوب هابل التي تُظهر السديم حيث تولد النجوم، على سبيل المثال. كانت الألوان والمشاعر المنبعثة منها دافئة ومريحة. الشخص الذي واجهته كان ظلًا مظلمًا، ولم أستطع رؤية وجهه، فقط ملامح القلنسوة والرداء الذي كان يرتديه.
كان الأمر الأكثر غرابة هو وجودي داخل الفقاعة، في البداية كنت أنظر إلى رحلتي عبر النجوم، ثم أصبحت محاطة بنور أبيض أغشى بصري وجعلني غير قادرة على رؤية ما هو خارج الفقاعة في طريق عودتي. كان الأمر أشبه بالتحليق داخل نجم شهاب.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. لم أسمع أي أصوات أثناء تواجدي في الفضاء. وعندما "تحدث" معي هذا الشخص المقنع بالرداء، لم أسمع أي كلمات، لكنني استطعت أن أفهم ما قاله لي. كان عليّ أن أعود. لم أسمع أي صوت حتى أصبحت رحلة العودة صعبة، ثم سمعت صوت ارتطام حينما كنت أعود إلى جسدي بصعوبة.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم في البداية فقط. ثم قادني النفق إلى بُعد آخر، في مكان ما في الفضاء.
هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟ نعم. قابلت شخص واحد فقط، كان رجلًا غامضًا مغطى برداء داكن. لم أكن أعرفه. أخبرني أنني لم أنتهِ من مهمتي بعد، لذا كان عليّ العودة. كان تواصله معي مليئًا باللطف والحب. وعندما احتججت، لم يجادلني. والشيء التالي الذي أدركته هو أنني كنت في طريقي للعودة.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. كنت في مكان مليء بالسحب الوردية الرائعة، كان النور يشع بالحب والدفء.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ عالم روحاني أو غير أرضي بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ لقد شعرت بحب وقبول كبيرين من النور الوردي ومن الشخص الذي قابلته. لقد شعرت أن هذا الشعور سيكون أعظم إذا تمكنت من الاقتراب من النور. كما شعرت بحزن وخيبة أمل كبيرين عندما علمت أنه يتعين عليّ العودة. وشعرت بالتردد، بل وحتى بالغضب. كنت أريد البقاء.
في طريق العودة، شعرت بقلق شديد بشأن المكان الذي كنت ذاهبة إليه، وما إذا كنت سأعود إلى نفس الحياة.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ نعم.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ ليبرالية. لا شيء.
هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ نعم. بدأت بكتابة ودراسة مواضيع ميتافيزيقية عميقة.
ما هو دينك الآن؟ ليبرالية. لا شيء.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. بدأت بكتابة ودراسة مواضيع ميتافيزيقية عميقة.
هل رأيت أرواحًا لشخصيات متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
فيما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم. لا داعي للخوف من الموت. سأعود يومًا ما. مجرد معرفة أن مثل هذا المكان وهذه المشاعر ممكنة كان بمثابة اكتشاف هائل.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. قبل التجربة كنت أعمل في الأبحاث والأعمال عالية التقنية، معظمها بمفردي. بعد التجربة، بدأت العمل مع العديد من الأشخاص في مجموعات وفرديًا. كما بدأت بإلقاء محاضرات وتعليم الآخرين لاحقًا. ومع ذلك، كانت كل هذه السلوكيات الجديدة صعبة للغاية في البداية لأنها كانت جديدة تمامًا، رغم أنني كنت اعتمد على مهاراتي وخلفيتي السابقة.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. لا أحد يريد أن يصدق أنها كانت تجربة حقيقية.
هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ لا.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ اللقاء مع الشخص المقنع بالرداء، والشعور بالحب الذي تلقيته. بعد التجربة، لم أعد أخشى الموت، بل بدأت أتطلع إليه بطريقة ما. أصبح من الأسهل تقبل حياتي بعد ذلك، حتى لو لم أكن أعرف بالضبط ما كان عليّ فعله بعد عودتي.
هل سبق وأن شاركت قصة هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، حاولت مشاركة التجربة مع عائلتي على الفور، لكنهم لم يأخذوها على محمل الجد. بعد عشرة أو خمسة عشر سنة، بدوا أكثر انفتاحًا عليها. إنها شيء نادرًا ما أتحدث عنه.
هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ غير مؤكَّد. لم يكن هناك الكثير من المعلومات عنها في ذلك الوقت. كنت قد سمعت عن أشياء كهذه، ولكن لا شيء يشبه ما مررت به. لم أسمع عن هذه التجارب إلا منذ سنة 1986، سمعت أشخاصًا يصفون هذه التجارب بمزيد من التفصيل. لكنني لم أسمع أبدًا عن أي شخص كان موجودًا داخل فقاعة من النور.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ ذهبت إلى عرافة قبل أربع سنوات بدافع الفضول. سألتني إن كنت أخطط لإجراء جراحة. قلت لا، بالتأكيد لا. ثم وصفت لي بتفاصيل دقيقة ما رأته. قالت إن هذا شيء كنت قد أعددته لنفسي (لم أفهم ذلك في حينها). ما وصفته كان مطابقًا تمامًا لما حدث لي أثناء الجراحة بعد أربع سنوات.