ريتشارد هـ. تجربة الاقتراب من الموت 3730
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

أكتب حاليًا كتابًا عن هذه التجربة. لذلك لا يمكنني أن أكتب كل شيء هنا. كانت التجربة في المجمل تجربة روحية مذهلة ومؤثرة وملهمة، غيرتني بشكل جذري، ونتج عنها تسارع في وعيي وإدراكي، وأذهبت عني الخوف، لا سيما الخوف من الموت، وتركتني بإحساس قوي بمعنى أعمق، وبصيرة رائعة عن الحالة البشرية والأهمية الكبرى للعلاقات الانسانية. لقد أعطتني التجربة قناعة راسخة بأنه لا يوجد ما نخشاه بشأن الموت أو الحياة الآخرة، وعززت من قدراتي الحدسية وإحساسي العميق بالسلام الداخلي، وكل هذا أدى إلى أن يتكون لدي تقدير أكبر للحياة، ورغبة صادقة في أن أعيش حياتي إلى أقصى حد، وقناعة بأنني يجب أن أفعل شيئًا ذا قيمة خلال فرصتي الثانية في الحياة. كما كان للتجربة تأثيرات تتجاوز ذلك!

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ حدوث تجربة الاقتراب من الموت: ديسمبر 2003.

عناصر تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ نعم. تعرضت لأزمة قلبية.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر رائعة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لا.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما هو مذكور أعلاه.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ بعد التجربة – حينما كنت في وحدة العناية المركزة وبعدها في غرفة خاصة للتعافي – غمرت الرؤى وعيي، وشعرت بقرب مذهل من شيء يتجاوز الفهم. كنت مشغولًا بالاكتشافات والإلهامات التي كانت تصلني حول كيفية عيش الحياة. غمر أفكاري (وكياني) شعور قوي بالغفران والحب، وشعرت أنني أختبر نوعًا من الوعي الكوني. كما أنني استحضرت ذكرى وجودي في بيئة جميلة لا توصف أو مشهد عقلي مذهل، مما غيّرني بشكل دائم.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.

هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. لقد تحطم إحساسي ومفهومي للوقت.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق. يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرةلا أستطيع أن أقول إن رؤيتي قد تغيرت، لكن رؤيتي الداخلية تغيرت بالتأكيد. عند مغادرتي المستشفى، بعد إقامة استمرت أسبوعين، شعرت أن انطباعي هو أن البيئة المادية أصبحت أكثر جمالًا مما كنت أتذكرها. ولا يزال هذا الشعور يرافقني، ربما بدرجة أقل.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. غير مؤكّد. كما تعلمون، لا أستطيع تحديد إجابتي بشكل موضوعي، ومع ذلك أشعر أن شيئًا ما قد حدث لسمعي، كأنه أصبح أكثر حساسية. إلا أن ذلك لم يستمر بعد التجربة.

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.

هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ غير مؤكَّد. لا أتذكر أني مررت عبر النفق الكلاسيكي المعروف بوجود النور المشرق في نهايته. لكن يبدو أنني مررت عبر مكان مغلق من نوع ما. لكن هذا الجزء غير واضح تمامًا في ذاكرتي.

هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟ أشعر وكأنني التقيت بكيان ما، لكنه ليس الله ولا مرشد روحاني. لا أستطيع التذكر. لكن يبدو أنني خرجت من التجربة بإحساس أنني تواصلت مع شخصية أو كيان قوي – أو شيء ما. مرة أخرى، ذكرياتي عن هذا الجزء غير واضحة. لذا، لا أعرف كيف أجيب على السؤال. لذلك سأختار "لم أقابل أي منهما".

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ غير مؤكَّد. يبدو الأمر كذلك، لقد رأيت نور مذهل، بدا أكثر من مجرد نور. ربما كان واقع آخر أو عالم آخر. ولكن مرة أخرى، ذكرياتي عن هذا الجزء غير واضحة تمامًا.

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ عالم روحاني أو غير أرضي بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ رغم أنني لا أستطيع أن أتذكر خروجي من جسدي، إلا أني مررت بالعديد من تجارب الخروج من الجسد في حياتي، لذلك لن يكون غريبًا أنني مررت بتجربة أخرى. أعتقد أنني ربما انفصلت عن جسدي، لكن بصراحة لا أستطيع أن أتذكر كيف حدث ذلك. أما فيما يتعلق بالمشاعر، فلم أشعر بالخوف قط (على ما أتذكر)، وكنت أشعر طوال الوقت أن كل شيء سيكون على ما يرام في النهاية. ورغم أنني عانيت مما أطلق عليه الطاقم الطبي "صانع الأرامل" (مصطلح طبي شائع يُستخدم لوصف نوع خطير جدًا من النوبات القلبية ينتهي عادة بالموت)، وقيل لي أن نوبة قلبية كالتي أصابتني لا ينجو منها أحد تقريبًا (في الواقع، لم يسبق لهم أن رأوا أحدًا ينجو منها)، إلا أنني شعرت بإحساس مذهل من الهدوء والسلام. وبطريقة ما، حتى قبل مغادرتي المستشفى، شعرت أن هذه التجربة كانت أعظم تجربة في حياتي، وكان لدي انطباع واضح بأنني قد حصلت على هدية رائعة. ومع ذلك، لم تكن أيامي في المستشفى سعيدة على الإطلاق – فقد مرت عليّ هناك لحظات وساعات عديدة صعبة ومؤلمة.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. لا، ليس على حد علمي، ولكنني أجريت مراجعة واعية لأحداث حياتي (تقييم روحي) أثناء وجودي في المستشفى. كنت أرغب في فهم كيفية تحسين حياتي. وكان لدي الكثير من الأفكار. رغم أن حياتي قبل الحدث كانت جيدة جدًا، وكنت أعيشها سعيدًا وراضياً تماماً.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ لقد بدت قدراتي الحدسية وكأنها نمت بين عشية وضحاها! واليوم أصبحت لدي قدرة مذهلة على الشعور بما سيحدث، وعلى رؤية وفهم ما هو أبعد من حدودي المعرفية المدركة.

هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ أعتقد أنني أتذكر وصولي إلى حدود من نوع ما، لكنني لا استطيع شرحها.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ ليبرالي.

هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ نعم. ربما ليس لدي اهتمام كبير بالدين. لكنني مهتم بشدة بالروحانية. كانت هذه نظرتي قبل مروري بالتجربة، لكنها الآن أصبحت أكبر وأكثر شمولًا. يبدو أن الدين يحاول تفسير ما لا يمكن فهمه لكن بمصطلحات طفولية.

ما هو دينك الآن؟ ليبرالي.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. ربما ليس لدي اهتمام كبير بالدين. لكنني مهتم بشدة بالروحانية. كانت هذه نظرتي قبل مروري بالتجربة، لكنها الآن أصبحت أكبر وأكثر شمولًا. يبدو أن الدين يحاول تفسير ما لا يمكن فهمه لكن بمصطلحات طفولية.

هل رأيت أرواحًا لشخصيات متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

فيما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم، لقد رأيت أشياء كثيرة، وكثير منها بدا منطقيًا لي حينها. شعرت أن لدي هدفين: الأول: أن أعيش حياتي بطريقة جديدة وجريئة، وأن أحترم علاقاتي وأعيش حياتي بعمق أكبر؛ الثاني: كانت لدي قناعة بأن لدي عملًا خاصًا يجب أن أقوم به، يشمل تعليم الناس أو إجراء أبحاث عن الحياة بعد الموت، أو الوعي أو أي شيء! أردت أن أخبر العالم بما وجدته وتعلمته واكتشفته. شعرت بإحساس لا يتزعزع بأن نظريات البشر عن الحياة والموت كانت خاطئة، وأن الحقيقة أعظم وأكبر بكثير من أن يتم فهمها أو تفسيرها باستخدام المنطق البشري العادي.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. وأنا أكتب عن هذا الأمر على نطاق واسع. إن العلاقات قادرة على تغيير أي منا بشكل عميق. ورغم أنني كنت معالجًا نفسيًا لمدة تسع وعشرين سنة، إلا أنني لم أكن أرى الأهمية الكبيرة والجمال والقوة في علاقاتنا. لكن الآن أصبحت أبذل المزيد والمزيد من أجل علاقاتي. لا زلت أرتكب أخطاء، لكنني أصححها وأمضي قدمًا. لا فائدة من الجدال والمناجزة. نحن جميعًا متشابهون. نحن في جوهرنا واحد. هذا هو الإدراك الذي منحتني إياه التجربة.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم.

هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم، يبدو أن جميع قدراتي الإدراكية الحدسية قد تعززت.

هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ قوة عائلتي عندما تجمعوا حول سريري في وحدة العناية المركزة، وكيف شعرت بالطاقة الكاملة بسببهم. لقد شعرت بطريقة ما أن عائلتي قد ساعدت في شفائي جزئيًا، وقد يشمل ذلك أفراد العائلة المتوفين. بعض أفراد العائلة، الذين لم أكن قريبًا منهم قبل التجربة، أصبحوا فجأة قريبين مني، وشعرت بروابط جديدة معهم. أدركت أن ما كان يفصل بيننا لم يكن له أهمية. كانت علاقاتنا أكثر أهمية مما كنا نتصور. لذلك لم يعد لاختلافاتنا التافهة قيمة.

هل سبق وأن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، لقد شاركت هذه التجربة على الفور مع بعض الأصدقاء الموثوق بهم – كان عليّ أن أفعل ذلك! فقد غمرتني التجربة بشدة. ولكن مع مرور الوقت، بدأت في تقليل مشاركتي لها لأن الناس إما لم يتمكنوا من التعامل معها أو لم يصدقوها. أشعر أن إحساسي بالاكتشاف خلق توترًا أو صراعًا مع معتقدات بعض الناس. ربما شككوا في تجربتي، لأنه لا يمكن أن تكون حدثت بهذه الطريقة. لكن كثيرين تأثروا بها بطريقة إيجابية. لقد نظمت ورشة عمل عن التطوير المهني وقدمتها في العمل، وذلك بعد وقت قصير من عودتي إلى العمل (بعد ثلاثة أشهر)، للمعالجين النفسيين والمساعدين المحترفين. وقد نالت إشادة كبيرة، وكثير من الدموع والتعليقات الإيجابية. كان الناس منفتحين عليها وتأثروا بها. قال البعض إنني يجب أن أعرض الورشة وأتنقل بها في جولات، بحيث تكون مصدر إلهام وتجديد للمساعدين المجتهدين في كل مكان. بالمناسبة، كانت هناك ممرضات في المستشفى يعتنين بي، وقلن إنهن يعتقدن أنني سأفعل شيئًا مهمًا جدًا في حياتي، وأنني سأستخدم فرصتي الثانية في الحياة لتحقيق غاية أسمى.

هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ نعم، لطالما وجدت هذا الموضوع مثيرًا للاهتمام، وقد قرأت كتب دكتور مودي ومقالات أخرى في مجلات حول هذا الموضوع على مر السنين. لطالما كنت مهتمًا بدراسات الوعي، لكنني لم أقرأ أي شيء أو أدرس هذا الموضوع لسنوات عديدة.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا، لكن إحساسًا واضحًا بالتجربة ظل يرافقني في كل الأوقات. وسيظل كذلك دائمًا. أصبحت أعيش الآن حياة فائقة القدرات، لعدم وجود كلمة أفضل. تحدث المفاجآت والاكتشافات المذهلة طوال الوقت. أصبحت حياتي اليومية متأثرة بمنظور جديد.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ أشك أنني سأتمكن يومًا من التخلص من القناعة العميقة بأن كل الأنظمة الفلسفية والوجودية الأرضية ببساطة مضللة. ليس الأمر كما يعتقد الناس أو يتخيلون أو يتصورون ما سيحدث "هناك" بعد الموت. البشر صانعو معاني، لذا من المفهوم كيف ظهرت آلاف الأفكار المختلفة على مر العصور. قد يكون هناك عناصر من الحقيقة في كل أو كثير منها. ولكنني الآن أعتقد أن الصورة الكبيرة لا يمكن استيعابها إلا من خلال تجربة اقتراب من الموت أو من خلال نوع من التجارب الصوفية غير العادية أو الظواهر الخارقة. وحتى عندئذٍ، لا يمكن استنتاجها أو استيعابها إلا جزئيًا.

هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ أود أن أعرف المزيد عن كيفية تفسير الأشخاص لتجارب الاقتراب من الموت التي مروا بها، وما هي أنواع الصراعات الداخلية التي تنشأ نتيجة لهذه التجارب. وما هي الأسئلة التي يحملونها معهم الآن بعد أن نجوا من مواجهة الموت. وما هي الجوانب التي لا يمكنهم توصيلها إلى الآخرين؟ أنا متأكد من أنني أستطيع التفكير في الكثير من الأسئلة الأخرى. أود الحصول على نسخة من هذا النموذج المكتمل – فقط للاحتفاظ بها في سجلاتي الخاصة.