ريتشارد ل. تجربة الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
لن أخوض في الأسباب التي دفعتني للانتحار غرقًا. لكن يكفي أن أقول فقط أنني كنت أواجه العديد من المشاكل في ذلك الوقت. كان ذلك في سبتمبر 2002، وكنت مع بعض الأصدقاء على الشاطئ. لقد كان قرار الانتحار وليد اللحظة. قلت للأصدقاء أنني سأذهب للسباحة، وظن أصدقائي أن هذا ما سأفعله، وقالوا شيء من قبيل: "ها هو ريك المجنون يسبح بملابسه". لم يكن لديهم أدنى فكرة عما أنتويه.
أتذكر أنني سبحت متجاوزًا الأمواج، وكان الماء باردًا وأيقظني حقًا. ثم نزلت إلى أعماق البحر قدر ما أستطيع. لكنني شعرت بالخوف فرجعت إلى السطح. أتذكر أنني نظرت إلى السماء وقلت لنفسي: "فقط افعلها". ثم أخذت نفسًا عميقًا ونزلت إلى أعماق البحر مرة أخرى، ثم أخرجت كل الهواء من رئتي وأخذت نفسًا عميقًا. وبسبب ضغط الماء ونية الانتحار، امتلأت رئتاي بالماء كالمكنسة الكهربائية.
في تلك اللحظة فقدت السيطرة على جسدي الذي بدأ يتشنج بعنف بسبب الماء، وهو يحاول البقاء على قيد الحياة بطريقته. كانت التجربة مؤلمة، لكنني كنت أكرر في ذهني وأقول: "سينتهي هذا بعد دقيقة"، كررت ذلك مرارًا وتكرارًا كي أتجاهل الألم والقلق الناتجين عن الاختناق. لا أستطيع أن أخبركم لكم من الوقت استمر هذا، لكن بدا وكأنه استمر لبضع دقائق. وصل الألم إلى حد معين ثم توقف. كنت واعيًا تمامًا لكن الألم تراجع. كنت أعرف أن قلبي كان ينبض بسرعة كبيرة، كنت أشعر به وهو يحاول التمسك بالحياة.
عندها أتذكر أن جسدي بدأ يسقط. لم أترك جسدي بل هو الذي سقط عني وتلاشى بعيدًا، وشعرت بأنني فقدت صديقًا عزيزًا. كان شعورًا فظيعًا بالخسارة، وأدركت أني ميت. كنت لا أزال واعيًا! واعيًا جدًا. أتذكر أنني قلت لنفسي: "يجب أن أرى نفقًا ونورًا"، لكنني كنت أشبه بفكرة في الفضاء، كنت وحيد تمامًا في العدم. لذلك انتظرت وانتظرت. ثم صدمتني حقيقة ما فعلته للتو. قلت لنفسي: "هل سأبقى في هذا المكان إلى الأبد! في هذا الجحيم! ماذا فعلت؟!". كان الخوف لا يوصف. ليس من المفترض أن ننهي حياتنا بأنفسنا. كنت مدركًا تمامًا لما فعلته، ومدركًا لأن فكرة البقاء وحيدًا في هذا العدم إلى الأبد كانت لا تطاق، لكن ماذا يمكنني أن أفعل؟ كان الوقت قد فات.
وفجأة سمعت صوتًا في الفراغ. صوت رجل يقول: "لا بأس. كل شيء على ما يرام. كل شيء بخير". وعندها تحولت من الرعب التام إلى السلام التام والقبول بحياتي ومسؤوليتي. لم أعد قلقًا بشأن الجنة أو الجحيم ولا بشأن موتي. هذا الصوت قبلني ولم يحكم عليّ. بل أنا من حكمت على نفسي بطريقة ما، وفهمت على الفور حياتي وأهمية أن نعيش الحياة حتى نهايتها بغض النظر عن مدى صعوبتها، وأهمية أن نخرج من أنفسنا، وأن نكون بصحبة الآخرين لمساعدتهم. كان ذلك الفراغ هو الانفصال التام عن الجميع. كنت في حالة "أنا".
بعد أن سمعت الصوت وفهمت ما وصلني، رأيت نور ليزر أخضر منخفضًا ناحية اليمين، في العدم. كان مسطحًا وعريضًا أمامي ومتجهًا إلى أعلى اليسار. من الصعب وصفه. لكن مع اقترابه تسارع، وكنت على شعاع النور متجهًا إلى أعلى اليسار.
أفقت في سيارة الإسعاف ولا أستطيع أن أخبركم كم كنت متفاجئًا بعودتي! اكتشفت أن شخصًا كان يمارس الطيران بالمظلة رآني طافيًا على وجهي، ونادى على من كانوا على الشاطئ. أحد أصدقائي سبح نحوي وأعادني إلى الشاطئ، وقال لا بد أنني كنت ميتًا لمدة عشرين دقيقة على الأقل. لأنني كنت منتفخًا وأرجوانيًا. كذب صديقي على المسعفين بشأن الفترة الزمنية لوفاتي خوفًا ألا يكلفوا أنفسهم عناء محاولة إنعاشي. رجال الإطفاء في أوكسنارد أنقذوا حياتي وصديقي أعادني، وأنا ممتن لهم. قضيت ثلاثة أيام في المستشفى. وأجرى الأطباء فحصًا للدماغ، ولم يجدوا أي تلف في الدماغ، وهو أمر معجز لأنه بعد ست دقائق بدون أكسجين كان من المفترض أن أموت دماغيًا. أصبحت أرى الحياة بشكل مختلف جدًا الآن.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
18 سبتمبر 2002.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
غير مؤكّد. محاولة انتحار. آسف، لم أفهم السؤال.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ غادرت جسدي بوضوح ووُجدت خارجه.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما ذكرت بالأعلى.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ مفهوم الوقت يصعب تحديده هناك. لقد كنت في حالة انتباه شديد طوال التجربة.
هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. لم يكن للوقت وجود حقيقي هناك. لكنني كنت خائفًا من البقاء هناك إلى الأبد في العدم.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم، كأنني كنت موجودًا في فضاء ليس به نجوم، فضاء فارغ تمامًا.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لا.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ غير مؤكّد. لقد تم حملي على شعاع من نور الليزر الأخضر المسطح.
هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ غير مؤكّد. سمعت صوت رجل مسموع بشكل واضح. قال: "لا بأس. كل شيء على ما يرام. كل شيء بخير".
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم، بدا الأمر كما لو أنني كنت محمولًا على النور، لكني كنت جزءًا من النور.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ شعور لا يمكن تصوره بالخوف والوحدة. ثم شعرت بالسلام والقبول.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟ السعادة.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. كان الأمر أشبه بوعي فوري بحياتي كلها من زاوية مختلفة. كما لو كنت والدي بطريقة ما.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ غير مؤكّد. أتذكر الشعور بالخسارة عندما مات جسدي، وكأنني فقدت صديقاً عزيزاً. في تلك المرحلة كنت مجرد روح، أما جسدي فلم يكن أنا على الإطلاق، بل كان شخصًا آخر أو رفيقًا، لكنه لم يكن أنا حقًا.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ ليبرالي. "لقد نشأت مسيحيًا. ولكنني كنت أكثر روحانية، وفقدت إيماني نوعًا ما في ذلك الوقت".
هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ نعم، لم أعد خائفًا من الموت أو الجحيم أو الحساب، أو أي من تلك الأمور المروعة. في النهاية نحن من نحكم على أنفسنا. نحن القضاة والمحلفين لأنفسنا. إن الله، الكون، أيا كان ما نسميه، يحبنا حتى عندما نكره أنفسنا.
ما هو دينك الآن؟ ليبرالي. أنا شخص روحاني وليس ديني. لكن أرى أن يسوع رائع.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم، لم أعد خائفًا من الموت أو الجحيم أو الحساب، أو أي من تلك الأمور المروعة. في النهاية نحن من نحكم على أنفسنا. نحن القضاة والمحلفين لأنفسنا. إن الله، الكون، أيا كان ما نسميه، يحبنا حتى عندما نكره أنفسنا.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم، أعلم أن لكل واحد منا دورًا أكثر أهمية في المخطط الكبير للأشياء، دور أكبر مما يمكن أن نتخيله. لأننا قد لا نفكر في التأثيرات والنتائج التي يحدثها كل منا في كل شيء. كلنا مسؤولون أمام بعضنا البعض وأمام أنفسنا.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم، أصبحت أقدر الجميع كثيرًا الآن. لم أعد أهتم بالتفاصيل الصغيرة كما اعتادت أن أفعل. أصبحت أكثر تفهمًا أو تعاطفًا مما كنت عليه سابقًا.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ غير مؤكّد. الكلمات تحد من قوة التجربة.
هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ غير مؤكّد. أشعر أنني أصبحت شخصًا أكثر تعاطفاً.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ لم أعد أدخن أو أشرب الخمر أو أتعاطى المخدرات، لقد أصبحت رجلاً أفضل مما كنت عليه. هذا المكان الذي عدت إليه هو نفس المكان لكنه أصبح مختلف لأنني أصبحت مختلف. نحن هنا كي نمر بالتجارب، وجميعنا جزء من بعضنا البعض، من نفس الأصل. أحاول دائمًا أن أخرج من دائرة نفسي، وأن أبذل جهدًا لمساعدة شخص آخر.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، أشعر أن هذا هو أحد شروط حصولي على فرصة ثانية. لكنني أخبر فقط الأشخاص الذين أشعر أنني مجبر على إخبارهم أو الذين من المفترض أن أخبرهم. إنه أمر شخصي، وبعض الأشخاص إخبارهم قد يكون شيئًا جيدًا، والبعض الآخر قد لا يكون دوري تنويرهم.
هل كانت لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ نعم، لقد قرأت كتباً عن هذا الموضوع عندما كنت أصغر سناً. قرأت كتاب "الحياة بعد الحياة" وأشياء من هذا القبيل. لقد كنت شخصًا تحليليًا وواعيًا للغاية. في الواقع كان لدي توقعات. لكن تجربتي لم تكن كما توقعتها على الإطلاق.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ أصبحت حياتي أفضل بكثير الآن. لقد كنت محظوظًا.