روري ر. تجربة الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

في ليلة رأس السنة، كنت أنا وصديق العمر نحتسي الخمر في إحدى الحانات. كان هذا الشخص صديقًا مقربًا لي منذ زمن طويل. وفي وقت لاحق من تلك الليلة، عندما كنا عائدين مشيًا إلى المنزل، قرر أن يخبرني بأنه يحبني. لم يكن الأمر مثل الإعلانات التجارية التي يقول فيها الشخص "أنا أحبك"، بل قال لي "أنا واقع في حبك". أخبرت صديقي أنني غير مهتم بمثل هذا النوع من العلاقات، وأدرت ظهري له وبدأت أبتعد. ناداني باسمي "روري"، فاستدرت لأرى ماذا يريد، فإذا به يوجه لي لكمة غادرة. أنا طولي حوالي خمسة أقدام وخمس بوصات (165 سنتيمتر)، ووزني 125 رطلاً (57 كيلوغرام)، أما هو فطوله يزيد على ستة أقدام (183 سنتيمتر) ووزنه يتجاوز 180 رطلاً (82 كيلوغرام). ضربني وطرحني أرضًا، حاولت النهوض ولكنني لم أتمكن من تفادي ضربة أخرى أطاحت بي أسفل التل. عندما نظرت للأعلى رأيت نورًا مضاءً في بيت قريب، فركضت نحوه لأطلب من أصحاب البيت الاتصال بالشرطة (في ذلك الوقت لم أكن مؤمنًا بالله، ولكني الآن أستطيع أن أقول الحمد لله أن شخصًا ما كان موجودًا في المنزل). فتحت السيدة الباب واتصلت بالشرطة. ولأنني كنت في حالة فوضوية والدماء تغطيني بشكل كبير بسبب الهجوم، فقامت السيدة بإغلاق الباب في وجهي. في نفس اللحظة تقريبًا، وصل صديقي السابق وأمسك بشعري وسحبني على الدرج (كانت هناك حوالي أربع درجات). سقطت بقوة على الممشى وأصابتني حالة من الارتباك.

جلس صديقي السابق فوقي وبدأ يضربني وهو يقول إنه يحبني، فقلت له: (اعتذر عن هذا التعبير الجارح) "تباً لك، أنا لست مهتمًا بهذا أيها الشاذ". فبدأ يخنقني. والشيء التالي الذي أدركته هو أنني كنت مستلقيًا على ظهري، ولم يكن لدي أي إحساس بالألم بل شعرت بالراحة. وكل شيء من حولي كان يضيء بلون بيج، لم يكن نور أبيض نقي، بل نور بيج. وكانت هناك ثلاث كائنات من حولي، اثنتان منهما إناث وواحد ذكر. هذا ما أدركته أن اثنان منهما كان لهما طابعًا أنثويًا وواحد كان ذكوريًا. كانوا يلوحون لي أن أبتعد كأنهم لا يريدونني. وفجأة وجدت نفسي أتنفس بصعوبة وأنا أنظر إلى شخص يبكي. تحولت مشاعر الذعر والألم التي كانت تتملكني إلى شعور بالهدوء. بعدها أدركت أن الشرطة وصلت وأنقذتني. وهذه هي قصتي.

كما قلت، لقد كنت ملحدًا متعصبًا، ولكنني الآن أعلم أن الله موجود، ولا أشك في ذلك. لقد غيرت هذه التجربة حياتي إلى الأبد، وكأنني لم أكن مستعدًا بعد للموت أو لدي شيء لم أتمكن من إتمامه قبل أن أغادر هذا العالم.

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: 31/12/1997.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ نعم. تعرضت لهجوم إجرامي. كنت على وشك الموت خنقًا.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.

هل تعاطيت أي أدوية أو مخدرات والتي من المحتمل أن تكون قد أثرت على التجربة؟ غير مؤكّد. كانت ليلة رأس السنة الجديدة وتناولت الكثير من الكحول، لكن لا يمكن لأي كمية من الكحول أن تفسر تجربتي.

هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟ لا، لا أتذكر أنني حلمت يومًا حلمًا بهذا الوضوح من قبل.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ نعم. كنت مستلقيًا على ظهري، لكني لم أشعر بوجود أي دعم تحتي – كأنني كنت في الفراغ. كنت أنا والكائنات الثلاث، لا شيء آخر.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ من المؤكد أنني كنت في حالة سُكر، لكن الألم والذعر ذهبا عني ليحل محلهما احساس بالهدوء.

هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. بدا أن الوقت كان يمر ببطء مع الكائنات. ولكنه مر بشكل أسرع حتى وصلت الشرطة. بدا أنني تحملت أقل مما تحملته بالفعل.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لم أسمع شيئا. كانت الكائنات تهز رأسها لي، وكأنها تقول لي: "لا، ليس الآن".

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ لقد تم إرسال الشرطة إلى الموقع. هذا هو الدليل الوحيد الذي يمكنني تقديمه.

هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا.

هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. قابلت ثلاث كائنات. لم يتحدثوا ولكن الشعور كان بأن أعود إلى جسدي. كأنهم كانوا يشعرون بألمي، وأن ما كان يحدث لي كان مأساويًا وغير مخطط له.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. رأيت نورًا لونه بيج .

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ شعرت بالهدوء، وكأنني كنت محبوبًا ولكن وجودي هناك غير مطلوب. شعرت أنني لا أستطيع أو لا ينبغي لي البقاء.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ لا. فهمت فقط أنه لم يكن من المفترض لي أن أموت حينها.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ لا.

هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك الآن؟ كالفيني (مصطلح يشير إلى أتباع المذهب الكالفيني، وهو مذهب مسيحي يتبع تعاليم اللاهوتي جون كالفن. يركز الكالفينيون على مفاهيم مثل القدر المحتوم وسيادة الله المطلقة في الخلاص والاختيار الإلهي.)

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. الآن عرفت أن هناك إله. وتعلمت أن هناك شيئًا بعد الموت. لقد أعطتني التجربة التركيز الذي كنت أفتقر إليه.

فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:

كانت التجربة مع مرور الوقت: بقيت على حالها تقريبًا.

ما هي التغييرات التي حدثت في حياتك بعد مرورك بتجربتك؟ لقد أجبت عن هذا السؤال بالفعل.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ ما زلت لا أذهب الكنيسة ولكني الآن أصلي كثيرًا! كنت قد فقدت الأمل في كل شيء تقريبًا قبل مروري بالتجربة، كأنني لن أحقق شيئًا أبدًا. ولكن الآن لدي شعور بالهدف. هناك شيء يجب أن أتمه هنا على الأرض.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. الشعور والإحساس بالرفاهة وصلاح الحال الذين شعرت بهما عندما كنت محاطًا بتلك "الكائنات".

هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ لا.

هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ أفضل ما في التجربة هو إيماني الجديد بأن هناك حالة أعلى وأسمى من الوجود، وتركيزي الذي تجدد. أما الجزء الأسوأ فيها هو أنني الآن غير راضٍ أكثر من أي وقت مضى بحياتي على الأرض، وأنني فقدت أيضًا صداقتي مع صديق العمر.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. لم يصدقني أحد.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ كانت تجربة غريبة، ولكنكم تعرفون ذلك، أليس كذلك؟.