روكسان هـ. تجربة الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
لا أعرف من أين أبدأ. كان ذلك في الثالث من ديسمبر 2007؛ كان زوجي وابني قد بدآ للتو الاستعداد لإجازة عيد الميلاد. كنت أشعر بالتعب ولم أكن أتناول الطعام بشكل جيد خلال اليومين أو الثلاثة أيام السابقة، لكنني اعتقدت أن ذلك بسبب انشغالي. قررت الصعود إلى الطابق العلوي للاسترخاء، ولكن لدهشتي شعرت بالغثيان. أذكر وجود ألم خفيف ولكنه مؤلم في أعلى ظهري. كنت أشعر بضيق شديد في التنفس. عرض عليّ زوجي أن يأخذني إلى المستشفى، ولكن بطريقة ما (لست متأكدة كيف) شعرت في أعماقي أنني لن أتمكن من الوصول إلى هناك.
طلبت من زوجي الاتصال برقم الطوارئ 911، وأرسل ابني البالغ من العمر ثلاثة وثلاثين سنة للبقاء معي. ازداد الضغط ولم أستطع التنفس، وعرفت أن النهاية قد اقتربت. آخر شيء أذكره قبل فقدان الوعي هو أنني كنت على ركبتي أصرخ طلبًا للمساعدة. استعدت وعيي قليلاً لدرجة أنني تمكنت من نزع جهاز التنفس من فمي، ثم دخلت في الظلام، وشعرت وكأن الوقت يمر بسرعة كبيرة. قال لي زوجي إنه في تلك اللحظة أخبره أحد الأطباء بضرورة إخراجي من المستشفى وإلا سأموت. قامت عائلتي بنقلي إلى مستشفى آخر، وهناك تم وضعي في غيبوبة. لست متأكدة متى حدثت تجربتي في الاقتراب من الموت، ولكن أخبرني الطاقم الطبي أنني تعرضت سبع مرات لتوقف في القلب. الآن يطلقون علي لقب "المرأة المعجزة".
تجربتي كانت كالتالي:
في البداية كان المكان مظلمًا، لم أكن في جسدي بل في هيئة روح. لم أكن أسير بل كنت أطفو أو أطير. أول شيء أتذكره هو أنني رأيت متجر قديم في الريف له شرفة خشبية. كان هناك أطفال صغار يجلسون خارج المتجر، وكان يبدو عليهم الشعور بالبرد لأنهم كانوا يرتدون ملابس شتوية. عندما اقتربت، شعرت وكأنني أعرفهم؛ بدا لي أنهم أعمامي الذين لم يعودوا على قيد الحياة. لكن كان من الغريب أنهم كانوا أطفالًا في التاسعة من العمر تقريبًا. كانوا ينظرون إلى دراجة قديمة ذات عجلتين، وكانوا يشعرون بحماس كبير تجاهها. لم يعرفوا من أنا؛ استطعت أن أرى ذلك من تعابير وجوههم. كان هناك ثلاثة أو أربعة أطفال بالمجمل. لاحظت أن سراويلهم كانت مبللة، فقلت لهم: "أممم، الجدة ستغضب منكم كثيرًا". وعندها نظروا إليّ لأول مرة.
في تلك اللحظة، سمعت صوت جدتي ورأيت وجهها، لكنها كانت أصغر سنًا بكثير مما أذكرها. قالت: "روكسان، تعالي إلى منزلي لنصنع الخبز". شعرت براحة كبيرة (كانت جدتي مشهورة بخبزها المنزلي على الأقل في عائلتنا، ناهيك عن منزلها). أتذكر أنني كنت في منزلها لفترة من الوقت، وكان هناك أطفال صغار يدخلون ويخرجون. أعتقد أنهم كانوا أعمامي الذين توفوا. كان لدي شعور بأنني في زمن آخر. ظللت أنتظر رائحة الخبز المنزلي والقهوة، ولكن بدلاً من ذلك جلسنا على طاولتها وتحدثنا. قالت إنها لم تندم كأم على شيء فعلته، باستثناء شيء واحد فقط: أنها لم تخبر أطفالها أبدًا كم كانت فخورة بهم جميعًا، وأنها كانت تتمنى لو استطاعت إخبارهم بذلك الشيء فقط.
وهنا تغير كل شيء. أصبحت في مكان آخر كان به القليل جدًا من النور. أمامي، رأيت سحبًا زرقاء، زرقاء أكثر من أي شيء يمكنك تخيله، مع سحب بيضاء براقة، بياضها لا مثيل له. وبينما كنت أنظر إلى هذا المشهد، رأيت ذهبًا؛ لست متأكدة ما إذا كان طاولة أم طريقًا أم سياجًا أم مذبحًا. عندما اقتربت أكثر، رأيت شخصية. في البداية لم أكن أعرف من هو، لذا اقتربت أكثر. رأيت يسوع واقفًا أمامي. لم أصدق أن هذا حقيقي حتى تحرك. كان مشرقًا بالنور، وكان الحب يتدفق منه، وكان يعرفني ويعرف كل شيء عني. كان مثاليًا بكل معنى الكلمة: بشرته، شعره، عينيه؛ لم يكن مثل أي شيء رأيته من قبل ولا من بعد. ملابسه كانت بيضاء وزرقاء، مزيجًا متجانسًا في ثوب واحد. كانت نظرته مزيجًا من القبول والتقدير والحب. مدّ ذراعيه نحوي، وكانت يداه تدعوني للاقتراب. وبحماسة ولهفة ركضت نحوه.
بمجرد أن اقتربت منه، تعانقنا، ولكن لم يكن مثل عناق بشري. لم يكن هناك عظام؛ بل بدا الأمر وكأن روحه دخلت فيّ وروحي دخلت فيه. كنت في حالة من السلام التام. ثم رأيت نفسي كطفلة تبلغ من العمر ثلاث أو أربع سنوات، عارية، جاثية في وضع القرفصاء على منصة بيضاء. وكانت هناك جناحان ملائكيان ضخمان مغلقان حولي. عندما أُنغلق الجناحان، ظهر القليل من الدم قرب قاعدة الجناح. شعرت بالأمان والدفء. عدت وأنا أعلم أن يسوع يحبنا جميعًا مهما حدث. وأنه ينتظر استقبالنا والترحيب بنا. إنه دائمًا معنا بالروح. لم أكن شخصية سيئة يومًا، لكنني أرغب الآن في أن أكون إنسانة أفضل. لقد غيرتني هذه التجربة وغيرت موقفي تجاه الحياة. لقد حدثت حالات توقف قلبي السبع خلال يومين ونصف.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
12-3-2007.
عناصر تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. المرض. ترتبط التجربة بعملية جراحية. تعرضت لأزمة قلبية. قال الأطباء أنني تعرضت لنوبة قلبية... لكن لم يحدث أي ضرر للقلب... لقد توقف جسمي بالكامل عن العمل... وتم وضعي في غيبوبة لمدة ثلاثة أسابيع... أصبت بنوبة قلبية في منزلي. وفي تلك اللحظة، توقف قلبي لأول مرة، ثم حدثت لي ست نوبات قلبية أخرى بعد ذلك. كل وظائف جسدي توقفت، الكبد، الكلى، وحتى مستوى السكر لدي ارتفع إلى 666. وبقيت في غيبوبة لمدة ثلاثة أسابيع.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ تجربة رائعة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد فقدت الوعي بجسدي.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما هو مذكور أعلاه.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ خلال الوقت الذي قضيته مع يسوع والجناحين والدماء.
هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. لقد مر الجزء الأول من التجربة بسرعة. الجزء الثاني كان أبطأ، أما النهاية فكانت الأسرع. كل هذا حدث بينما كنت في غيبوبة لمدة ثلاثة أسابيع، لكن بالنسبة لي بدا وكأن الأمر استغرق ثوانٍ.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. كل شيء كان مختلفًا، وكانت الألوان أكثر سطوعًا ووضوحًا، وكان مجال رؤيتي مقيدًا إلى حد ما. بدا كل شيء صلبًا ولكن لا يمكن لمسه. كانت الرؤيا الأولى تقريبًا بالأبيض والأسود أو بلون برونزي، وليس بها الكثير من الألوان. ولكن مع استمرار الرؤية، أصبحت الألوان أكثر إشراقًا وسطوعا.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لا. عندما سمعت شيئًا، كان فقط صوت جدتي واضحًا. الأطفال كانوا يتحدثون، لكنني لا أذكر عن ماذا كان الحديث. أعتقد أنه كان عن الدراجة القديمة. ولم أسمع يسوع، فقد كان التواصل معه تواصلاً فكريًا (تخاطريًا).
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا أعلم كيف انتقلت من بيت جدتي إلى السماء، لكنني أعلم أن خلفي كان مظلماً، وأمامي كان النور، لكن لم يكن هناك نفق أو حاجز.
هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟ نعم، لقد رأيت أعمامي، اثنين أو ثلاثة منهم. فقط أقروا بوجودي. طمأنتني جدتي وأخذتني إلى منزلها. تحدثنا حديثًا قصيرًا عن ندمها الوحيد. رأيت يسوع. لقد عبَّر (يسوع) ليس فقط عن حبه العظيم لي، ولكن بطريقة ما أصبحت أفهم الآن كيف يمكنه أن يحب الجميع بحب عظيم، وأن وجوده حاضر في كل مكان وفي كل شيء.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. السماء، النور، شيء من الذهب والنور كان يتلألأ على شعر يسوع وفي عينيه، ونوع من النور كان ينبعث من ملابسه وجلده.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ عالم روحاني أو غير أرضي بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ لقد شعرت بالهدوء والسلام والرضا والسعادة والحب والراحة والأمان.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. لقد تعلمت أن الله وحده يعرف لماذا نفعل ما نفعله وما هي الأسباب وراء قيامنا بذلك، لذلك فهو القاضي الوحيد.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ كان هناك شيء من الذهب خلف يسوع، وكنت أشعر بالفضول لمعرفة ما هو. وأيضًا عندما وُضِعت على المنصة وأُغلِق الجناحان عليّ، لم أكن أعرف إلى أين كنت ذاهبة.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدلة. كاثوليكية غير ملتزمة بالممارسة.
هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ نعم، لقد نشأت وتربيت على المذهب الكاثوليكي. لذلك علمونا أننا سنرى الله في يوم من الأيام وأنه يحبنا، وأنا الآن أعلم أن هذا صحيح يقينًا، لأنني شعرت به ورأيته.
ما هو دينك الآن؟ معتدلة. الكنيسة الكاثوليكية القديمة...
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم، لقد نشأت وتربيت على المذهب الكاثوليكي. لذلك علمونا أننا سنرى الله في يوم من الأيام وأنه يحبنا، وأنا الآن أعلم أن هذا صحيح يقينًا، لأنني شعرت به ورأيته.
هل رأيت أرواحًا لشخصيات متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم. أننا نستطيع أن نحب الجميع، وأن نسامح الجميع، وأن الله وحده هو القاضي لأنه يعلم لماذا نفعل الأشياء التي نفعلها في قلوبنا.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. يقول زوجي إنني تغيرت وتقول ابنتي إنني أصبحت أكثر لطفًا، فهي في السادسة والثلاثين من عمرها. أحاول أن أكون أكثر تفهمًا. أشعر بحب أكبر لأصدقائي وعائلتي. أشعر بالوحدة مع الله، وأصلي أنه إذا كان ليسوع مهمة لي، أن أكون مستعدة لتلقيها وتحقيقها من أجله.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. لا توجد كلمات لوصف التجربة. إنها تجربة رائعة، مستحوذة على كل شيء، مليئة بالحب، جميلة، لكن الكلمات ليست جيدة بما يكفي.
هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ غير مؤكّد. لست دراية علم بها بعد.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ كل ما حدث كان ذا معنى. تمكنت من رؤية جدتي، وكنت أستطيع أن أخبر أبناء عمي أنني رأيت والدهم. أرسلت رسالة إلى والدي من والدته.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. أشاركها مع أي شخص يرغب في الاستماع إليها، كلما استطعت. بعض الناس يبكون، معظمهم يشعرون بالقشعريرة، البعض يشاركون تجاربهم معي، ويذهبون ليخبروا شخصًا آخر.
هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ نعم، من التلفاز ولكن ليس كثيرا.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ ربما كانت التجربة حقيقية.
لم تكن التجربة حقيقية بالتأكيد. لم أرى أعمامي قط وهم أطفال. كانت الألوان مختلفة عن أي شيء رأيته من قبل. ويسوع، الشعور الذي شعرت به عندما رأيته وعانقته، كان مختلفًا عن أي شيء مررت به من قبل.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ نعم، عندما يشارك الآخرين مشاعرهم معي، عندما أتحدث مع أصدقائي، كل شيء الآن يتضمن جانبًا روحيًا. حتى الكاهن في كنيستنا شاركت التجربة معه، وأصبحت عظاته أكثر تركيزًا على الحب والمغفرة.