تجربة ر.ت.ف، في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
أدركت في البداية أن شيئًا مختلفًا كان يحدث عندما ركزت عيني على عنكبوت أو ذبابة بالقرب من زاوية سقف غرفتي بالمستشفى. تساءلت لماذا يجب أن أنظر إليها. والشيء التالي الذي عرفته أنني كنت أشاهد صورة لنفسي على سرير المستشفى، شاحبًا وبلا حياة. كان الجانب الشاحب منظرًا ماديًّا والجانب فاقد الحياة كان إحساسًا قويًّا، كحيوان يشعر بشيء ما لكنه لا يستطيع تفسيره. استغرق الأمر مني بضع لحظات لأدرك أنني كنت أنظر إلى نفسي من خلال عيني العنكبوت لأن الصورة كانت "متعددة الأوجه"، مثل النظر إلى شيء من خلال منشور.
وفي المرحلة التالية من التجربة كان جوهر نفسي يطفو عبر غشاء رمادي من الضباب الدوامي. وصل كياني أو وعيي أو جوهري إلى درج حجري ضخم، تباطأ لفترة وجيزة في الخطوة الأولى ثم بدأ في صعود الدرج بالطفو لأعلى.
وصلت إلى أعلى الدرج وكانت الدرجة العلوية أكبر من سابقاتها. وللحظة كنت في حيرة من أمري. واجهني باب كبير من خشب البلوط - قديم جدًّا وصلب. كنت أعلم أنني لا أستطيع النزول عبر الدرج لأن القيام بذلك سيعني العودة إلى جسد استنفد فائدته.
وفي اللحظة التالية كنت على دراية بشيء من الحركة خلف الباب. أتذكر أنني كنت أتساءل كيف كان هذا ممكنًا لأن الباب كان شديد الكثافة. على أي حال بدأ الباب ينفتح قليلًا. وفي تلك اللحظة كان كياني مغمورًا أو مستوعبًا في ضوء أبيض دافئ ومشرق. رافقني وعي بالسلام الأبدي اللامتناهي. تقريبًا كسحابة تكشف عن أشعة الشمس بعد العاصفة. لا يمكن للكلمات أن تصف التجربة حقًّا. كنت أسمع موسيقى متناغمة ولكن لم أسمعها بقدر ما شعرت بها. أحس كياني بنظام طبيعي رائع يتجاوز أي درجة من الكمال المتخيل. كان ذلك طبيعيًّا تمامًا ولم أكن خائفًا على الإطلاق من أن أصبح جزءًا من هذا الوجود.
لم يفتح الباب بالكامل. وبينما كان كياني يحاول التأقلم مع هذه الأحداث العجيبة أغلق الباب فجأة. أغلق بطريقة سلطوية. كان إغلاقًا متعمدًا. حدث ذلك بسرعة كبيرة لدرجة أنني اعتقدت أنه لا بد أني تخيلت ما شعرت به مسبقًا.
ولسبب ما في تلك اللحظة أدركت وجود ثقب المفتاح في منتصف الباب. ومتلهفًا استرقت النظر من خلال الفتحة وحصلت على أحاسيس مقتضبة للغاية كما لو كان الباب مفتوحًا. وهنا أيضًا كان الكمال يتجاوز الإيمان. كنت على علم أيضًا بشيء أشبه بـ"مؤتمر القبول" يجرى خلف الباب. التقطت مقتطفات من المناقشة. "يوجد خطأ ما"، "لم يحن وقته بعد"، و"لديه عمل أو مهمة لم تكتمل بعد".
لقد تحطم كياني عندما أدرك أنه سيعاد إلى جسدي، لغرض فريد والذي سيتضح لي. وبعد أن سمح لي مرتين بإحساس النور بدأت رحلتي إلى مكان أدنى، كنت مليئًا بالحزن والأسى الشديد.
أدركت أن كياني عاد إلى جسدي عندما استعدت عواطفي الجسدية. شعرت أنني أستطيع البكاء بما يكفي لملء المحيطات.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
يونيو ١٩٦٨.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟
نعم، مرض. كنت مريضًا داخليًّا في المستشفى، التشخيص - مرض هودجكين (مرحلة متقدمة)، كان لدي ورمان تحت "العلاج الإشعاعي بالكوبالت"، لا يوجد علاج كيميائي. منطقة العلاج من الخصر إلى طرف الأنف. تسبب المرض الإشعاعي في تساقط الشعر، كنت ميتًا سريريًّا غير مسجل في اللائحة الطبية .. يمكن أن تموت من مرض هودجكين، وهو سرطان يصيب الجهاز الليمفاوي.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟
مزعجة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟
نعم، نظرت من خلال عيني ذبابة إلى جسد مشوه كان يخصني. رأيت ربما ستة عشر صورة لنفسي من خلال كل عين. ولثانية وجيزة اعتقدت أن الأمر كان أنيقًا جدًّا حتى أدركت حقيقة تلك الصور.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟
شعرت بالوعي الشديد والانتباه لما كان يدور من حولي. يمكنني وصف التفاصيل بوضوح. تتوافق الأحداث مع كل ذكرى.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أو أبطأ؟
بدا أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. من السهل جدًّا أن يظل الوقت ثابتًا خلال هذا الحدث. أعلم أن الوقت ليس له معنى خلف ذلك الباب.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
أعتقد أنني سمعت الباب ينفتح، لم يحدث "صريرًا" تمامًا، بل كان أقرب إلى الانزلاق. كانت الموسيقى خلف الباب عبارة عن أكثر الأصوات تناغمًا على الإطلاق. لم أسمعها جسديًّا بل شعرت بها. وأيضًا كان ذلك البيان الصادر بشأني والذي يفيد بأن أجلي لم يحن بعد وما تلاه، كان محسوسًا أيضًا. كانت الأصوات في غرفتي عند عودتي مسموعة جسديًّا.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟
نعم، يوجد تفسير واضح مفاده أن كياني أو روحي قد أُخذت إلى الجنة وكشف لها الخلود.
هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟
لا.
هل رأيت ضوءًا غريبًا؟
نعم، لقد شكل انعدامًا تامًّا للظلام في كل مكان. والغياب الكامل للحرارة والبرودة، وبالتأكيد لم يشكل تهديدًا ولم يكن مزعجًا بأي شكل من الأشكال.
هل بدا لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟
عالم روحاني أو غريب بشكل واضح. كان البصر من الطيران أكثر تجسيمًا. وبعد أن فقدت القدرة على الطيران كان البصر والرائحة واللمس والذوق عديم الفائدة. ربما سمعت الموسيقى عند الباب لكنني متأكد من أنني شعرت بها.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟
العجب والشك والسلام والوئام والفرح الشديد والحزن الشديد إذا كان ذلك ممكنًا.
هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟
كل شيء عن الكون. لقد كشف لي عن شيء بتفاصيل تجعلني مندهشًا للغاية إذا ثبت أن الآخرين قد كشف لهم بنفس ما كشف لي. أنا أتعامل مع التجربة على أنها نعمة معرفية. لقد كشفت عن هذا الحدث ربما لعشرة أشخاص على مر السنين. شعرت أن معظمهم يقفون على مفترق طرق ويحتاجون إلى تأكيد بأن القادم حقيقي.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟
برق الماضي أمامي، دون تحكم مني. شعرت أن ما عشته لا بد أن جميع النفوس ستعيشه. ربما القديس بطرس على أبواب السماء.
هل عرضت عليك مشاهد من المستقبل؟
مشاهد من مستقبل العالم. فقط إلى الحد الذي يطلب مني فيه الكشف عن معرفتي من وقت لآخر للأشخاص الذين أشعر أنهم في حاجة إليها.
هل وصلت إلى هيكل مادي أو حدود؟
نعم، كان من الواضح أن الباب يشكل حدًّا، ولم يكن لدي أدنى شك بشأن ما كان على الجانب الآخر.
هل وصلت حدًّا أو نقطة لا عودة؟
لا.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟
معتدل.
ما هو دينك الآن؟
معتدل.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟
نعم شعرت بأكثر مما أستطيع شرحه. ستصيبني محاولة وصف كل شيء بالمرض عقليًّا وجسديًّا، ناهيك عن فهمه. جعلت التجربة من الممكن تقبل العابرين في حياتي كما يفعل الطفل. أشعر بأمان شديد في إيماني.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟
لا.
هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟
نعم، لقد كنت أشعر طوال حياتي بأنني قد أكون أكثر تعاطفًا وحساسية من معظم الناس. إنه ليس شيئًا تتعلمه بل مجرد شعور.
هل يوجد جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟
كانت تجربة الضوء هي الأفضل. وكانت العودة إلى جسدي هي الأسوأ.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم كما قلت، لقد شاركتها مع حوالي عشرة أشخاص. في كثير من الأحيان أتردد في مشاركتها. أعتمد على إيماني لاستشعار من ستصله الرسالة. بكى البعض وارتاح البعض ولم يصدق البعض الآخر. أحاول أن أظهر سعيدًا أمام الأشخاص السعداء لكن بشكل عام أحاول تقديمها بأسلوب خال من التأثير العاطفي قدر الإمكان وأدع الناس يتوصلون إلى استنتاجاتهم الخاصة. فأنا لست تاجرًا.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟
لا.
هل يوجد أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟
أعلم أنه لا بد من وجود أشخاص آخرين مروا بهذه التجربة، وأود التواصل معهم.