وصف التجربة

ذهبت إلى مستشفى الولادة لولادة طفلي الأول وكنت مستعدة نفسياً لذلك ومتهيئة جسدياً تماماً وبنيتي رياضية.. وتمت عملية الولادة طبيعياً.

وكانت الطبيبة منبهرة بمدى تحملي للألم وبمدى تجاوبي معها والممرضات أطلقن عليّ اسم (المثالية) وأنجبت ولداً.. ولكن المشيمة لم تخرج.. كانت الطبيبة تضغط على البطن للمساعدة ولكن بدون فائدة.. قالت: لابد من استدعاء الجراح لإخراج المشيمة وشاهدتُ الطبيب قادماً ثم بدأت أحس بأنَّ سقف الغرفة يدور ويدور وبأنني بدأت أرتفع من الأرض نحو السقف وأدخل في نفق لولبي يرتفع بي نحو الأعلى بسرعة. وكنت أتصور أني أحدِّث زوجي وأوصيه بالطفل الذي أنجبته وأقول له: أنا أموت الآن والطفل يجب أن يلقى عناية جيدة خذه إلى إحدى جدتيه.. كنت أردد الشهادتين أشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله مراراً وتكراراً... وأشعر بأني أمضي في النفق اللولبي بسلاسة وسرعة ويسر وسعادة لا توصف وعندما بدأت استرداد الوعي وجدت نفسي ما زلت على قيد الحياة حزنت لأني افتقدت ذلك الشعور الذي لا يوصف.

هل يصعب وصف التجربة بالكلمات؟ نعم.

في وقت تجربتك، هل كانت هنالك أحداث مترابطة تهدِّد الحياة؟ لا.

ما مدى وعيك وحرج موقفك الصحي أثناء التجربة؟ لم أكن في كامل وعيي، تصورت مثلاً أن كمامة الأكسجين سماعة هاتف.

كيف كان أعلى مستوًى لك من الوعي والانتباه أثناء التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك العادي اليومي؟ أكثر وعياً وتيقظاً من المعتاد. لم أكن واعية لما يحدث حولي من أحداث ولكني كنت واعية تماماً لما يجري لي.. يعني فقدت اهتمامي بما يجري حولي ولكني كنت أدرك أنني انتقل إلى عالم غريب وكنت أظنه عالم الموت.. واستسلمت تماماً لذلك وكنت واعية تماماً له، وأفرح كثيراً لأنني أتمكن من نطق الشهادتين مراراً وتكراراً.

هل اختلفت رؤيتك بطريقة ما عن المعتاد، رؤية كل يوم وفي كل جانب (كالوضوح، مدي الرؤية، الألوان، اللمعان، درجة العمق)؟ نعم. كنت أرى لمعاناً.

هل اختلفت حاسة سمعك بطريقة ما عن المعتاد، في أي جانب (كالوضوح، القدرة على معرفة مصدر الصوت، إرتفاع الصوت)؟ لا.

هل شعرت بانفصال عن جسدك؟ نعم.

ما هي العواطف التي شعرت بها أثناء التجربة؟ كنت أشعر بالتسليم والرضى والفرح، وبأنني شيء خفيف الوزن تماماً، وبأني تحررت من قيود ثقيلة وبالرغم من معرفتي بأني تركت خلفي مولوداً صغيراً إلا أن ذلك لم يحزنني.

هل عبرت من خلال نفق؟ نعم. ليس نفقاً بمعنى نفق بل شيء أشبه ما يكون بدوامة لولبية مريحة ليس فيها أحد غيري.

هل رأيت ضوءًا روحياً؟ نعم. كان المكان مضيئاً ومشرقاً ولكن ليس نوراً مبهراً.

هل رأيت أي كائنات في تجربتك؟ لا.

هل أتتك مشاهد من ماضيك؟ لا.

هل لاحظت أو سمعت أي شيء يختص بأناس آخرين أو أحداث أثناء تجربتك يمكن أن تتأكد من صحتها بعد ذلك؟ لا.

هل شاهدت أو زرت أماكن جميلة أو أبعاد أو مستويات أخري؟ لا.

هل كان لديك شعور باختلاف المكان أو الزمان؟ نعم. كنت أحس بأني خارج حدود الزمان والمكان... رددت كثيراً هذه الجملة لزوجي.. كنت كأني خارج حدود الزمان والمكان.

خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة خاصة أو معلومات عن هدفك؟ لا.

هل وصلت حدَّاً أو هيكلاً فيزيائياً محدَّداً؟ لا. شعرت أولاً أني وصلت إلى سقف الغرفة ثم إلى النفق اللولبي ثم بدأت الارتفاع بشكل لولبي نحو الأعلى.

هل أصبحت مدركة للأحداث المستقبلية؟ لا.

هل تملك أي هبات نفسية، غير عادية أو هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ لا.

هل سبق لك مشاركة هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، بعد حوالي خمس ساعات رويتها لزوجي ووالدتي.

هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ لا.

ما الذي كنت تؤمن به بخصوص واقعية تجربتك بعد مرور (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

هل هنالك جزء من تجربتك أو عدَّة أجزاء ذات مغزى خاص ومهمَّة بالنسبة لك؟ دائماً عندي إحساس بأني مررت بتجربة فريدة قلما يمر بها الآخرون.

ما الذي تؤمن به الآن بخصوص حقيقة تجربتك؟ كانت تجربة حقيقية بالتأكيد. وكنت دائماً أتساءل: هل للتخدير في العمليات علاقة بمثل هذه التجارب؟ وهل كل من مر بعملية جراحية يمر بتجربة مماثلة؟ ولكني لم أصادف أحداً في حياتي العملية روى مثل هذا الموقف على كثرة العمليات التي تُجرى كل يوم.. إلى أن تصفحت موقعكم اليوم.. فوجدت العديد ممن رووا قصص مشابهة كانوا في غرفة العمليات وبالذات بعد التخدير.

هل تغيَّرت علاقاتك تحديداً بسبب تجربتك؟ نعم، صرت أكثر حلماً وأناة وصفحاً لمن أساؤوا إليّ وعاهدت نفسي أني لن أؤذي أحداً ولن أتحدث بسوء عن أحد والتزمت بذلك إلى حد كبير ولله الحمد.

هل تغيَّرت ممارساتك/ معتقداتك الدينية منذ تجربتك؟ لا. لم يحدث.

في أي وقت في حياتك، هل أعاد لك شيئاً ما جزءًا من التجربة؟ لا. لا يوجد.

هل هنالك أي شيء آخر تودُّ إضافته بخصوص تجربتك؟ لا.

هل الأسئلة المطروحة عليك والإجابات التي أدليت بها تصف تجربتك بشكل شامل ودقيق؟ نعم. المعلومات دقيقة قدر استطاعتي.

هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك على توصيل تجربتك؟ لا توجد اقتراحات.



مراجعة وتدقيق: أحمد حسن - السودان.