ساندرا هـ. تجربة الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

رعب التجديف في نهر روغ، 11 يوليو 2005

في يوم الجمعة الموافق 8 يوليو 2005، في اليوم الثاني من رحلة التجديف، كنت أجدف في نهر روغ باستخدام كاياك قابل للنفخ. هذا النوع من قوارب الكاياك المسطح يسمح للراكب بالجلوس فوقه تقريبًا، مستندًا إلى "وسادة" منفوخة بدلاً من الجلوس داخل الكاياك. كنت في موقع بين القاربين الثالث والرابع الذين كان على متن كل منهما ستة ركاب. اجتزت بنجاح بعض المنحدرات المائية وبدأت أشعر بشيء من الملل بسبب هدوء الماء لمسافة طويلة بين المنحدرات في هذا الجزء من النهر. قررت البقاء في القارب في انتظار عبور بقية المجموعة من المنحدرات، ثم خططت للخروج من الكاياك والعودة إلى القارب العادي.

لكن عند اقترابنا من "جونز ريفل" (منحدر مائي من المستوى الثاني)، لم أستطع الاقتراب من الصخور الجليدية على الجانب الأيمن كما أردت، لأن التيار القوي كان يسحبني نحو اليسار. انقلب قارب الكاياك الخاص بي، واصطدم جسدي بصخرة جليدية ضخمة حيث انحشرت وظهري على الصخرة، وكان وجهي تقريباً في منتصف مستوى سطح المنحدرات المائية. كانت التيارات القوية تسحبني نحو الأسفل تحت الماء، بينما كنت أحاول بكل قوتي أن أصعد للحصول على نفس. تبعني الكاياك إلى الصخرة وضربني في رأسي قبل أن ينجرف في النهر؛ لحسن الحظ كنت أرتدي خوذة، وكنت قد أحكمت ارتداء سترة النجاة الواقية قبل البدء في التجديف.

كان صوت التيار صاخبًا بشكل لا يصدق، وكانت المياه البيضاء تحيط بي كالدوامة من رأسي إلى قدمي. كنت ملتصقة بالصخرة ولم أستطع رؤية أي شيء بسبب المنحدرات، لكنني كنت واثقة من أنني أعرف الاتجاه للأعلى نحو السماء. وبينما كنت أكافح للصعود إلى السطح، كنت أشعر بقوة التيار وأفقد الأمل في أن قوتي يمكنها أن تتغلب على الماء، لكنني واصلت المحاولة. وفجأة، سحبني التيار القوي إلى تحت الصخرة الأولى ومن ثم سحبني إلى يميني. وكما قيل لي لاحقًا، فقد سحبني التيار إلى خلف الصخرة الكبيرة الأولى، حيث كانت التيارات القوية لا تزال تمنعني من الوصول إلى الهواء. كنت أرى السماء لكنني لم أتمكن من الوصول إلى الهواء مهما حاولت. أعتقد أن رأسي كان على بُعد بوصات قليلة فقط من سطح الماء، لكن حتى عندما أرجعت رأسي للخلف، كانت التيارات المائية تغطي وجهي ولم أشعر بأي هواء. حاولت الحفاظ على هدوئي، والتفكير في كيفية الخروج من هذا الموقف. لم أستطع تصديق قوة التيار! بدأت أشعر بالذعر وأنا أدفع بكل قوتي ضد الصخور لكنني لم أستطع التحرك إطلاقاً ضد التيار القوي.

شعرت بأن الماء كان يسحبني ببطء نحو الأسفل شيئًا فشيئًا. ورغم محاولاتي المستميتة، تم سحبي مرة أخرى تحت الماء، وهذه المرة تم سحبي إلى نفق تحت صخرة ضخمة ثانية. كنت أستمع لصوت الفقاعات وضوضاء المياه بينما كان يتم سحبي بين الصخور. كنت خائفة للغاية؛ فقد رأيت العديد من الكهوف الممتدة تحت الصخور خلال رحلتنا، ولم أعرف إلى أين كان يسحبني التيار. كنت خائفة من أن أنسحب إلى كهف تحت الصخور حيث أعلق وأختنق، لكن لم يكن لدي خيار سوى الذهاب حيث كانت المياه تأخذني.

وفجأة اقتربت من سطح الماء حينما كنت بين الصخرتين الجليديتين الثانية والثالثة، وكانت ساقي اليسرى محشورة بين الصخرتين، ولم أستطع تحريك جذعي. لكنني كنت أستطيع دفع قدمي اليمنى قليلاً مقابل صخرة صغيرة تحتي، وكان مرفقي الأيمن كان يتحرك قليلاً، لذا كنت أحاول الاستناد بقدمي اليمنى ومرفقي الأيمن محاولة الوصول إلى الهواء. ولأن قدمي كانت تستند إلى الصخرة وتدفع جسدي، فقد ظلت قدمي تنزلق أثناء الدفع. عند هذه النقطة، كنت أستخدم كل ما تبقى لدي من قوة، وكنت أحاول مد جسدي قدر المستطاع، وكنت أرجع رأسي للخلف قدر الإمكان. ورغم أنني كنت أبتلع الكثير من الماء، إلا أنني تمكنت من الحصول على بعض الأنفاس الصغيرة المتقطعة بين أمواج الماء. وبينما كنت مستندة على الصخور وظهري للنهر، لاحظت من زاوية عيني اليمنى قاربنا يمر أمام الصخور الكبيرة. رأيت شخصًا في مقدمة القارب يشير باتجاهي، ثم رأيت القارب يختفي في النهر. أتذكر أنني شعرت براحة كبيرة عندما أدركت أن أحدهم رآني، لكنني لم أكن متأكدة مما إذا كان بإمكاني البقاء حتى يعودوا لإنقاذي. حاولت أن أفتح فمي كي أصرخ طلبًا للمساعدة، وتمكنت من قول: "ساعدوني!"، لكنني فوجئت بمدى الرعب في صوتي عندما تدفقت المياه فجأة إلى فمي. وفي تلك اللحظة، أدركت أنني ارتكبت خطأً فادحًا.

بدأت أرى "نجومًا"، وبدأت رؤيتي تصبح مظلمة. كنت أصلي بصدق وأطلب من الله أن ينقذني. وظهر أمامي مشهد، كان صورة لأبنائي كاميرون وچاريد كأنه عرض شرائح يظهر على الجانب الأيمن من وجهي، لكنها كانت صورة واحدة باللون البني الداكن ظلت تتكرر باستمرار. كنت أعرف أن هذه صورة أبنائي، لكنهما كانا فيها أكبر سنًا، ربما في العشرينات من عمرهما. توسلت إلى الرب ليُنقذني. كنت أعلم أنني كنت أبكي، لكن الماء كان يغسل دموعي فلم أشعر بها. كنت في حالة من الهلع بينما واصلت التضرع إلى الله لينقذني. أردت الحياة بشدة، وكنت تقريبًا متأكدة أنني على وشك الموت. كنت أدعو الله أن يكون لديه خطط لإنقاذي. لم أكن أرغب في فقدان أولادي، وقد ملأتني تلك الفكرة بحزن عميق لم أشعر به من قبل! أتذكر أنني كنت أدعو الله: "يا رب، لا تدعني أفقد أولادي!"، وكنت أشعر بحزن لا يُحتمل؛ كنت أعيش حالة من الموت العاطفي وأنا أفكر في أبنائي. بعد تكرار الدعاء عدة مرات، تذكرت فجأة دعاءً آخر، ودعوت الله بتوسل وإلحاح: "يا رب، أرجوك لا تدع أولادي يفقدونني!"، كانت تلك اللحظة نقطة تحول فارقة في حياتي، وأعتقد أنني اكتشفت فيها، ربما للمرة الأولى أنني أستحق الحياة، وأن لحياتي قيمة.

كان كل شيء يتحول إلى ظلام وشعرت بجسدي يسترخي لا إراديًا. وكلما استرخى جسدي، كلما كافحت للبقاء واعية، لكنني كنت أخسر المعركة بسرعة حيث كنت أنجرف أكثر فأكثر تحت الماء. كل آمالي في الاحتفاظ بأنفاسي أو أخذ نفس جديد من الهواء كانت تتلاشى بسرعة. كنت أشعر بجسدي يُسحب تحت الماء، وفجأة صار الظلام دامسًا وأصبحت كل الأشياء ساكنة، بلا صوت على الإطلاق. كنت أشعر بجسدي يُسحب عبر نفق، قدمي أولًا ثم وجهي، وكنت أصطدم بالصخور لكن دون أي ألم.

بدا الأمر كأنني كنت أُسحب بقوة غير مرئية، لكنني لم أكن خائفة بقدر ما كنت واعية فقط بما يحدث. أتذكر أنني شعرت بالدهشة من مدى الهدوء والظلام الرائع الذي كنت فيه. لا أستطيع إيجاد الكلمات التي تصف مدى السكينة التي أحسست بها. والآن أتفهم لماذا قال بعض الذين مروا بتجارب مماثلة: "لم أرغب في العودة". كان ذلك الاحساس مختلفًا عن أي شيء اختبرته من قبل، وأعتقد حقًا أنني لن أشعر بسلام كهذا حتى أفارق الحياة وأغادر هذا العالم. أعتقد أنني فقدت الوعي في ذلك الوقت، لأنني لا أتذكر كيف مررت عبر النفق ولا كيف صعدت مع التيار مجددًا – لكن يبدو أن جسدي قد مر بالكامل تحت الصخور وطفى فوق سطح النهر مع اتجاه المجرى، على بُعد حوالي ثلاثين ياردة (27 متر) من موقع الحادث الأول. اكتشفت لاحقًا أن المرشد الذي حاول إنقاذي قال إنني بقيت تحت الماء لمدة ثلاث إلى أربع دقائق، وأنه فقد رؤية خوذتي لمدة تتراوح بين عشرين إلى ثلاثين ثانية عندما كنت محشورة بين الصخور، لذا أفترض أن تيار الماء سحبني خلال نفق طويل.

كنت حينها أطفو على ظهري في مجرى النهر، لكنني كنت أشاهد نفسي من الأعلى، بدلاً من أن أعيش فعليًا ما أراه. كنت أرى نفسي أطلق فقاعات وأتقيأ الماء، لكن سرعان ما يتم استبدله بموجات جديدة من الماء. بدا الأمر أنني كنت أختنق بينما كنت أحاول أن أتنفس. رؤية الماء وهو يملأ فمي المفتوح ويغطيه بدت غريبة من "زاوية رؤيتي الحقيقية"، ولم أكن أستطيع أن أفسر السبب؛ بدا الأمر كأنني كنت أشاهد فيلمًا بالحركة البطيئة. أتذكر أنني قلت لنفسي أنني يجب أن أحاول أن أهدأ وأن أتنفس ببطء. كنت أعرف أنه من المفترض أن أوجه جسدي بحيث تكون قدمي في اتجاه مجرى النهر، وأن أستخدم ذراعي كثقل لتحقيق التوازن، لكنني لم أتحرك ولم أستطع أن أفسر لماذا لم أفعل ما تعلمته. رأيت أصابع قدمي تبرز فوق الماء، لكن ذراعي كانتا تحت رحمة التيارات المائية العنيفة، وكانتا معلقتان بجانبي تحت الماء. ورغم أنني كنت أتعرض للكثير من الضربات، إلا أنني لم أكن أرى شيئًا من داخل جسدي المادي، الذي كان يبدو هادئًا جدًا حينما كنت أطفو برأسي أولاً في اتجاه النهر. لا أتذكر سماع أي أحد أو رؤية أي مناظر، لذا لا أعتقد أنني كنت واعية في ذلك الوقت. كنت فقط أشاهد جسدي المرتخي وهو يتلقى ضربات الصخور والتيارات. كنت أشاهد الماء يملأ فمي باستمرار، وكنت أشعر بالقلق على تلك الفتاة دون أن أدرك أنني كنت أنا.

قال لي كيث، مرشدي (وهو أيضًا مسعف وأب سعيد لثلاثة أطفال)، إنه لم يتمكن من رؤية وجهي من تلك الزاوية من القارب، لكنه اعتقد أنني ربما كنت فاقدة للوعي. أخبرني أنه مد مجدافه فوق وجهي لأتمسك به، لكن ساقي وذراعي كانوا مرتخين في الماء كدمية قماشية – لكنني لا أتذكر أنني رأيت مجدافه. قال إنه كان على وشك أن يلقي لي بحبل السحب، لكنه لم يعتقد أنني سأتمكن من الإمساك به أو التشبث به. ومن الواضح أن النساء الموجودات في القارب لم يكنّ قريبات بما يكفي للإمساك بي أيضًا.

الشيء التالي الذي أتذكره هو أنني كنت أشاهد نفسي يتم سحبي بالقرب من قاربنا، لكن لم أكن أعرف من كان حولي أو أين كنا. كنت أشاهد من الأعلى بينما كان كيث يمسك بسترتي من المنطقة الخلفية للقارب – واحدة من أعلى نقاط في القارب. أردت أن أخبره بأنني يمكن أن أتجه إلى الجانب وأمسك بالحبال الموجودة على جانب القارب، لكن لم يكن لدي سيطرة على جسدي ولم تكن هناك كلمات تخرج من فمي، كانت أشبه برسالة ذهنية. أتذكر أنني رأيت يدي تضرب جانب القارب بدلاً من الإمساك بأي شيء بينما كان يتم سحبي لرفعي على القارب، أعتقد أن ذلك حدث لأنني كنت أُسحب من سترتي. أعتقد أنني كنت أتناوب بين الوعي واللاوعي، لأنني كنت واعية بقدرتي على تحريك نفسي قليلاً باتجاه الجانب الأيمن من القارب، بينما كان كيث يسحبني وعلى وشك رفعي إلى القارب. كنت أحاول مساعدة كيث على إدخالي إلى القارب، لكن عضلاتي لم تكن تتجاوب، وكنت أشاهد نفسي أتحرك دون سيطرة. كنت مستلقية في منتصف القارب تقريبًا فوق مبرد وواحد من القضبان المنفوخة. كان جسدي يتقيأ الماء، وأتذكر أنني شعرت بالإحراج من ذلك، لكنني كنت سعيدة أنني لم أتقيأ طعامًا، فقط ماء.

سمعت امرأة لها لهجة شرق الساحل تصرخ مرارًا وتكرارًا: "انزعوا خوذتها ربما كانت تقطع وصول الهواء إليها"، لكنها لم تكن كذلك، وفكرت أنها كانت مزعجة قليلاً وقلقة دون داعٍ، لأنني كنت هادئة تمامًا ولم أشعر أنني موجودة في جسدي حينها. كنت في الأعلى أشاهد ما يحدث من الجانب الأيمن من مقدمة القارب. كنت واعية بما يحدث، لكنني لم أكن أعيشه جسديًا؛ من الصعب شرح ذلك. طوال الوقت كان كيث يتحدث معي بهدوء شديد، ويطلب مني أن أحاول أن أتنفس. كان يقول لي "أنتِ تقومين بعمل رائع"، ويشرح كل شيء كان يفعله "سأفك السترة الآن. سأزيل الخوذة الآن". كنت لا أزال أشعر بالسلام كأنني كنت واعية إما بالشعور جسديًا بنفسي حينما كان يتم سحبي أو عاطفيًا بلما اعتقدت أنني يجب أن أشعر به جسديًا؛ لا أعرف. كنت مشوشة قليلاً لأنني كنت أشاهد عملية إنقاذي من الأعلى. لقد ساعدني أسلوب كيث الهادئ والمهني حقًا، لأنني لم أكن قادرة على الحركة لكنني كنت أعرف أنه يعتني بي. أتذكر فقط أنني كنت مستلقية هناك، أحاول تجميع بعض الطاقة، ورأيت نفسي بعد أن تمت إزالة الخوذة وأفكر: "حسنًا، شعري ليس سيئًا حقًا" (التي اعتبرتها لاحقًا ملاحظة طريفة).

وفجأة كأنني تلقيت أمرًا أو كأن أحدهم ضغط على مفتاح الإضاءة، رجعت فجأة في جسدي مجددًا. جلست وحاولت الابتسام والتصرف بشكل طبيعي حتى يهدأ الجميع، لكنني كنت ألهث من أجل تنفس الهواء. عدت إلى جسدي بسرعة شديدة! شعرت بالحزن تقريبًا لأنني لم أعد أشاهد ما يحدث من الأعلى. لم أكن قلقة على نفسي في القارب، ولم أدرك أهمية ما كنت أشاهده إلا بعد ذلك بوقت طويل. قوبلت بنظرات الدهشة من النساء الموجودات في قاربي وكذلك النساء الموجودات في قارب آخر قريب منا. أتذكر أنني كنت قلقة جدًا على من حولي الذين كانوا خائفين، وأعتقد أنني ظللت أطمئنهم أنني بخير. عندما أفقت كان كيث يفحصني ليرى إن كنت قد تعرضت لكسر في ساقي أو أي شيء آخر. نظرت إلى أسفل ورأيت أن ساقي اليسرى كانت تحمل آثارًا حمراء عميقة على طول قصبة الساق اليسرى، وكدمات كبيرة تتشكل في الأماكن التي كان ينضغط فيها جسمي على الصخور. كانت نظارتي الشمسية الطبية مدمرة تمامًا (مما أزعجني)، وكان صندلي نصفه متدلٍ من قدمي اليمنى. كما جُرحت ذراعي وساقاي وتعرضت لكدمات، لكنني كنت أعلم أنني محظوظة للغاية. شعرت بالغثيان، لكن فكرة التقيؤ من جانب القارب كانت محرجة للغاية. لم أعاني من أي كسر في عظامي، وأنا سعيدة جدًا لأنني كنت أرتدي خوذة وسترة نجاة، لأن الحادث كان من الممكن أن يكون أسوأ بكثير. ظللت أشعر بالألم وكنت أجد كدمات جديدة سوداء وزرقاء على جسدي بمرور الأيام، لكنني كنت أبتسم قليلاً عندما أراها، مدركة كم أنا محظوظة لكوني هنا.

بعد تجربتي، كان الجو هادئًا جدًا داخل قاربنا. وكانت صديقتي المقربة وجارتي (جيل) في قارب آخر، تبادلنا النظرات ورأيت كم كانت قلقة. بعد وقت قصير توقفت جميع القوارب عند قطعة أرض جميلة تحتوي على مبنى حظيرة تاريخي مليء بمعدات زراعية قديمة وأشياء زجاجية. عندما غادرنا القوارب وسرنا عبر الحقل الأخضر إلى المباني، مشى معي بعض مرشدي القوارب الأخرى للسؤال عن حالي والتأكد من أنني بخير. حاولت جاهدة ألا أبكي، لكن كان من الصعب السيطرة على مشاعري. كانت هناك دموع كبيرة تنبع من أعماقي، وكنت أشهق بتلك الطريقة التي تحدث عندما يبكي الشخص بشدة. قلت لهم فقط أن "الوضع كان مخيفًا جدًا" لكنني سأكون بخير. استمروا في سؤالي: "هل أنتي متأكدة، لأننا نستطيع إخراجك من هنا. لست مضطرة لمواصلة الرحلة". أوضحت لهم أنني لا أريد التسبب في مشاكل أو إفساد رحلة أحد. أخبروني أن هذه الأمور يجب أن تكون آخر ما يقلقني، لكنني أصررت على أنني بخير. بعدها رأيت جميع المرشدين واقفين معاً يتبادلون حديثاً جاداً، وقد افترضت أن الأمر كان له علاقة بحادثتي. كنت في حالة من الذهول حينما كنت أتجول بين المباني، وبقيت منعزلة مع نفسي أكثر من المعتاد. تجولت لفترة قبل أن أجد نفسي أنظر إلى النهر من وراء سياج أبيض قصير ومن بين شجيرات التوت؛ كنت مرهقة عقلياً وجسدياً وأبكي بحرقة. كنت في حالة من فوضى المشاعر العاطفية، لكني أردت البقاء في الرحلة.

تمكنت من الاستحمام في المحطة التالية حيث كنا سنبيت ليلتنا، وأعتقد أنني لم أشعر بمثل هذا الهدوء أثناء الاستحمام من قبل. من المضحك الآن أن أقول إن أفضل دش أخذته في حياتي كان في مكان بارد بأرضية من الصفيح مع ستارة بلاستيكية مهترئة، ونسيم بارد يتسلل إلى الداخل، لكنني كنت مرتاحة فقط لأنني كنت على طبيعتي، كنت أقف تحت الماء الدافئ حيث أمكنني البكاء مرة أخرى دون أن يسمعني أحد. بعد أن انتهيت وعدت إلى رفاقي البالغ عددهم حوالي خمسة وعشرين سيدة، حاولت التظاهر بالثبات لكني كنت محطمة من الداخل. شربت بعض المشروبات في تلك الليلة مثل الآخرين. ابتسمت وقلت: "نعم، أنا بخير، شكراً" مرات عديدة. في صباح اليوم التالي وضعت على وجهي قناع الشجاعة مرة أخرى، واستعديت لخوض غمار الماء. كنت أشعر بالألم في ساقاي وذراعي، وازدادت الكدمات وضوحاً. لكنني شعرت بعدم الراحة عندما لاحظت بعض الفتيات الأصغر سناً يلقين نظرات خفية نحوي ثم يتحدثن. عادةً ما أكون واحدة من أوائل الواقفين في الطابور استعدادًا لأي مغامرة، لكنني في ذلك اليوم لاحظت أنني جعلت الآخرين يدخلون قبلي إلى القوارب. بالتأكيد كنت احترم النهر في ذلك اليوم. كنت قد اجتزت جزءاً كبيراً من مراحل الرحلة السابقة دون ارتداء سترة النجاة حينما كنا في المياه الهادئة، لكن في ذلك اليوم كنت أرتديها بإحكام شديد، لدرجة أنني كنت أشعر بضغط السترة مع كل نفس. وقد جعلني ذلك أشعر بالأمان أكثر.

لم أشعر بالخوف في حياتي كما شعرت عندما حوصرت بين الصخرتين الأخيرتين. ولا أذكر أنني دعوت بصدق مثلما دعوت الله في تلك اللحظة. لطالما أحببت أطفالي من كل قلبي، لكنني لم أشعر بحبي لهما بهذا القدر كما شعرت به في تلك اللحظات التي اعتقدت أنها قد تكون الأخيرة. أنا متأكدة تماماً أن الله أنقذني في ذلك اليوم. تحدثت إلى كيث عن التجربة كثيراً في الأيام التالية من رحلتنا. ورغم أنه يعرف النهر جيداً، إلا أنه لا يملك تفسيراً لكيفية انتقالي من النقطة (أ) إلى النقطة (ب) في ذلك اليوم؛ قال إن خوذتي الصفراء (التي كانت كل ما استطاع رؤيته عندما رآني) اختفت ببساطة، ثم فجأة ظهرت مجدداً في النهر، وقد أسعده ذلك. تفسيري الوحيد هو أن الله أنقذني – وأنا متأكدة من ذلك. حياتي لن تكون كما كانت قبل هذه التجربة، وأنا ممتنة جداً لبقائي على قيد الحياة – لا أستطيع حتى التعبير عن شكري بالكلمات.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: "8 يوليو 2005".

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ نعم. تعرض لحادث غرق.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ تجربة رائعة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد غادرت جسدي بوضوح ووُجدت خارجه.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما ذكرت أعلاه.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ أعتقد أنني كنت أكثر وعياً مباشرة بعد فقداني الوعي الجسدي؛ كان كل شيء هادئاً تماماً.

هل تسارعت أفكارك؟ أسرع من المعتاد.

هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. لقد مررت بالنفق الأسود بسرعة مذهلة، وشعرت كأنني دخلت إليه جسديًا ولكني خرجت منه روحًا وليس جسدًا ماديًا. عندما أقارن المسافة المادية التي قطعتها بالمدة التي شعرت انني استغرقتها للمرور عبر النفق، اجد أن المسافة المادية كانت أقصر بكثير.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. أحتاج عادةً إلى ارتداء نظارات طبية، لكن نظارتي سقطت أثناء تجربتي إلا أنني تمكنت من الرؤية بشكل مثالي بمجرد خروجي من الظلام.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم، كان صوت هدير الماء مرتفعًا بشكل لا يُصدق. لكن فيما بعد لم أكن أسمع أي أصوات عندما كنت أراقب جسدي وهو يطفو في التيار.

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.

هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم. كنت أمر بسرعة كبيرة عبر نفق من الظلام، لكن بدا كأنني كنت مدركة لجسدي، رغم أن جسدي وعقلي كانا يسيران معاً، إلا أنهما كانا منفصلين عن بعضهما البعض.

هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ لا.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ لا .

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ شعرت بمجموعة واسعة من المشاعر تراوحت ما بين فقدان الذعر الفوري إلى الهدوء إلى الانزعاج من بعض الأشخاص الذين كانوا موجودين حولي أثناء إنقاذي.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ نعم، كنت محاصرة تحت الماء حتى فقدت الوعي. وبمجرد خروجي من جسدي المادي، شعرت بسلام وهدوء تامين. لم أشعر بأي قلق بشأن أي شيء سلبي على الإطلاق.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ مسيحية. معتدلة.

هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ نعم، أؤمن الآن بقوة الصلاة أكثر من أي وقت مضى. كما أؤمن بأن ما أصلي من أجله قد لا يكون دائمًا ما أحتاج إليه. لكن الله سوف يوفر لي أفضل ما يمكن بطريقته الخاصة.

ما هو دينك الآن؟ مسيحية. معتدلة.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم، أؤمن الآن بقوة الصلاة أكثر من أي وقت مضى. كما أؤمن بأن ما أصلي من أجله قد لا يكون دائمًا ما أحتاج إليه. لكن الله سوف يوفر لي أفضل ما يمكن بطريقته الخاصة.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:

هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم، اكتشفت أنني مهمة بالنسبة للآخرين. لم أشعر قط بهذا القدر من تقدير الذات من قبل.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم، بالتأكيد! كنت أحب أطفالي من كل قلبي قبل الحادث، لكن حبهما أصبح أكثر وضوحاً بعد التجربة؛ فهما نور حياتي – حتى وهما في سن الخامسة عشر والثمانية عشر. :) أصبحت علاقاتي مع عائلتي أكثر أهمية بالنسبة لي، رغم أنها لم تكن متوترة حقاً. اكتسبت وعياً أقوى بالأشخاص والأشياء التي كنت أعتبرها أموراً مفروغاً منها؛ الآن أقدر تلك الأشياء أكثر وأحاول ألا أعتبر أي شيء أو شخص كأمر مفروغ منه بعد الآن. بفضل تحسن تقديري لذاتي، أصبحت أكثر راحة في تقبل من أكون. أعتقد أن ذلك سمح لي بالدخول في علاقة حب مع شخص احترمني وأحبني لما أنا عليه بالضبط. وللمرة الأولى أنا في علاقة زوجية سعيدة بعد أن بقيت أماً عزباء لحوالي خمسة عشر سنة.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم، بعض الأجزاء منها لم أكن متأكدة هل كنت واعية أم كنت أشعر فقط أنني يجب أن أكون واعية.

هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ لا.

هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ نعم، أثناء الدعاء والتوسل طلبت من الرب ألا يجعلني أفقد أطفالي. وفجأة أدركت أنني لا أريد أن يفقدني أطفالي أيضًا. لقد كانت نقطة تحول فورية في حياتي أن أعرف أنني كنت مهمة وأن أطفالي بحاجة إليّ. تلك اللحظة جعلتني أقدر الحياة أكثر وأخفض الجدران العالية التي بنيتها حول نفسي على مر الزمن. الآن أنا في علاقة زوجية سعيدة بعد أن بقيت أماً عزباء لحوالي خمسة عشر سنة.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، لقد شاركت التجربة الجسدية فقط مع الآخرين في رحلة التجديف في نفس ليلة التجربة. لقد أخافت البعض؛ وظل آخرون يسألونني عن مشاعري، وشعوري بالراحة، وما إلى ذلك.

كما شاركت التجربة الجسدية فقط مع عدد قليل من زملائي الموثوق بهم عندما عدت إلى العمل. ومرة أخرى، قالوا إنهم لو كانوا مكاني لشعروا بالخوف، واعتبروني محظوظة.

لقد قمت بكتابة تجربتي بعد ثلاثة أيام من الحادثة، وشاركتها مع عائلتي المباشرة فقط.

هل كانت لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لا.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.

هل هناك أي شيء آخر تود فعله لتجربتك؟ لقد عانيت من مشاكل متزايدة في الذاكرة والتركيز بعد الحادث بفترة وجيزة. لقد ذكرت التجربة للعديد من الأطباء، لكن خلال السنة الماضية أصبحت المشكلة أكبر لدرجة أنها أثرت سلبًا على حياتي وحياة من حولي. بعد حوالي سنة من الفحوصات التي أجراها لي متخصصون، شخّصني طبيب نفساني عصبي بإمكانية الإصابة بالصرع الفصي الصدغي والقلق المزمن، ويعتقد أن كليهما مرتبطان بشكل مباشر بنقص الأكسجين الذي عانيت منه أثناء غرقي.

هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ إذا حدثت هذه التجربة أثناء ممارسة نشاط (مثل: رياضة، إلخ) فهل توقفت عن ممارسة هذا النشاط أم أن استمتاعك به قل؟ في حالتي، أمارس أنشطة رياضية في الماء بعد الحادث، لكنني لم أعد أذهب في رحلات التجديف الطويلة. لماذا أغامر بمصيري؟ :)