سارة د. تجربة الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
كنت في الثانية عشرة أو الثالثة عشرة تقريبًا. كان والدي يعتدي عليّ بعنف (التعذيب الجنسي والجسدي والسادية اللفظية وغيرها من الأفعال الإجرامية) منذ أن كنت في السادسة من عمري. لقد أخبرته أنني حامل منه قبل أسبوع أو أسبوعين تقريبًا، وأنني سأذهب إلى الشرطة أو لأي جهة رسمية (كان عددها قليل جدًا في أوائل السبعينيات). وزادت حدة التوترات. وفي صباح أحد أيام السبت ربما قرب الظهر، كنت آخذ بعض الأشياء من غرفة المعيشة. اضطررت إلى المرور بالقرب منه في منطقة ضيقة لنقل أغراضي إلى الطابق العلوي. فلكمني في وجهي لأنني "نظرت إليه بشكل خاطئ"، ثم أمسك بي من حلقي ودفع جسدي إلى الخلف وإلى الأسفل نحو الدرج الخشبي. وظل يضرب رأسي من الخلف بالدرج، وكان يلوي رقبتي بيديه. لقد كان يعصر رقاب الدجاج بهذه الطريقة.
في هذا الوقت من حياتي كنت مسيحية جدًا. وفجأة تلاشى نور الشمس، وشعرت أنني أسقط أو يتم سحبي بلطف إلى الوراء، بعيدًا عن العنف، كنت أسقط في حفرة عميقة ومظلمة. لقد سقطت، وتلاشى أبي من المشهد. وفجأة عاد النور، ووجدتني أقف على ممر ترابي في نفق أخضر من الأشجار، وكان الوقت في أوائل الصيف وفي الصباح الباكر. (بينما كان الوقت على الأرض في منتصف الخريف). كان الضباب ملتصقًا بقمم الأشجار، ورأيته يتدرج بين جذوع الأشجار. لقد كنت في حيرة من أمري، لأن ما أعرفه عن الاقتراب من الموت هو انني كان من المفترض أن أطفو، وأنظر إلى جسدي، وأسمع المحادثات التي كانت تدور بالأسفل، ثم أذهب وأقابل أقارب متوفين لم أراهم من قبل، ثم يأتي يسوع المسيح ليأخذني. لكن ما يحدث معي كان لا يتناسب مع أفكاري المسبقة. ولم يكن المكان يبدو أو يوحي بأنه مثل الجحيم مثلًا، ومن هنا كانت حيرتي. لكنني ذهبت على أي حال. ومشيت في ذلك الممر، معتقدة أن الله يساعد أولئك الذين يساعدون أنفسهم، وأنني سوف أجد يسوع في المرج المشرق في نهاية الممر. لقد وجدت مرجًا، لكنه كان مليئًا بضباب الصباح، الذي كان لا يزال يرتفع.
ومن بين هذا الضباب، كان بإمكاني رؤية خيمة بيضاء متسخة قليلًا ومستعملة على طراز العصور الوسطى. خرج منها رجل ورآني ثم تراجع إلى الداخل قائلاً إنني كنت هنا. كان يرتدي سترة وبنطال ضيق وحذاءً طويل الرقبة وعباءة، وكان يضع مجوهرات قديمة على طراز السلتيك أو الفايكنغ. كان شعره الأسود يصل إلى ما تحت كتفيه، وكان مثبتًا إلى الخلف على شكل نصف ذيل حصان. دخلت الخيمة ووجدت بها رجل آخر يرتدي نفس الملابس. الشخص الأول كانت ملابسه باللون الأخضر والأزرق والبني. أما الشخص الذي كان بالداخل فكانت ملابسه تميل أكثر إلى اللون الأحمر. وكانت مجوهراته أثقل ومن نفس الطراز، لكنها كانت ذهبية. كما كان يرتدي شريط ذهبي من نوع ما يثبت به شعره الأسود إلى الخلف. داخل الخيمة كانت هناك طاولة وكرسيان أو ثلاثة، وبعض الصناديق. كان الرجل ينظر إلى الأوراق الموضوعة على الطاولة. سألته من هو، فقال إنه والدي. اعترضت باتقاد على ما قاله، لأنه لو كان هو والدي فمن هو الرجل الذي كان يقتلني "بالأسفل" في العالم المادي. لكنه أوضح لي أنه والدي الأبدي (الكلمة مترجمة – لأنني كنت أعلم أنه لا يتحدث الإنجليزية، رغم أنني كنت قادرة على فهمه – كان يعني أنني أبنته ولم يكن يحدد جنس الوالد).
كنت قد هدأت بعض الشيء، فقدم لي شيئًا لأشربه بينما كان ينظر إلى الأوراق. لكنني رفضت قائلة إن الكوب المبهرج يشبه الكأس الخيالي أو الكوب الخرافي. نظر إلي بحدة، وقال أن رؤيتي كانت واضحة للغاية بشأن مصلحتي، وأعطاني كأسه الخاص. شربت فكان طعمه مثل العصير أو مثل ألذ ماء يمكن أن تشربه في يوم حار. سألته هل كان يتوجب عليّ أن أكون مسيحية كي أدخل الجنة، فقال لا. لكن طالما عشت حياة أخلاقية ومعنوية، وآمنت بوجود قوة إبداعية أقوى، وكانت نوايايّ طيبة، وحاولت مساعدة الآخرين، فإنني سأكون بخير. وقال أيضًا إنه سيساعدني قدر الإمكان، لكنه لا يعرف ما يمكنه فعله بشأن الوضع الحالي. كنت راضية بذلك، وتحدثنا أكثر قليلاً، ثم أعادني إلى جسدي. في لحظة واحدة أو في طرفة عين، كنت قد رجعت إلى جسدي. صرخ والدي وقال شيء بخصوص أن عيني كانت غريبة، وهرب. ولم يعد لمدة تقترب من أسبوعين، ولا أعرف إلى أين ذهب. رفعت نفسي من على الدرج وواصلت الصعود. كنت أشعر بالدوار، وأعاني من صداع شديد، وظللت أبصق دمًا لبضعة أيام. ولكن بشكل عام كان يغمرني شعور غريب بالسلام.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
1975 أو 1976.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. تعرضت لهجوم إجرامي. محاولة قتل عن طريق: الخنق، محاولة كسر الرقبة، تحطيم الجزء الخلفي من الجمجمة على سلالم خشبية غير مغطاة بالسجاد.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.
هل تعاطيت أي أدوية أو مخدرات والتي من المحتمل أن تكون قد أثرت على التجربة؟ لا.
هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟
لا، على الإطلاق!!!! كانت التجربة واضحة ونقية وحقيقية – لقد وصل التذوق والشم واللمس إلى درجة لا تحدث في أحلامي.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ غير مؤكّد. كان جسدي مماثل لجسدي على الأرض.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ كان الوعي والانتباه عاليان – كنت في حالة انتباه شديد.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. سمعت الأصوات الطبيعية (يرجى الرجوع إلى سرد التجربة).
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم.
هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. يرجى الرجوع إلى سرد التجربة.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. نوعًا ما.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الارتباك، القبول، الخوف، الفرح.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ محافظة / أصولية
ما هو دينك الآن؟ ليبرالية
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. لم أعد مسيحية.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
كانت التجربة مع مرور الوقت: تزيد.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ لم يعد لدي خوف من الموت، وأصبح لدي اختيار أوسع للأنشطة.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ لا.
هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم. زادت لدي قدرات التخاطر، والاستبصار، والمعرفة المسبقة.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ الحدث الأهم كان التحدث مع الرجل في الخيمة. أما الجزء الأسوأ فكان السبب الذي جعلني أذهب إلى هناك.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. تراوحت ردود الفعل ما بين عدم التصديق والقبول، والبعض تأثر إلى حد ما.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ يجب أن أفكر في التجربة حتى أطرح المزيد من التفاصيل.