تجربة سيلوس في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

في أغسطس من عام 1988، كنت في إجازة على ضفاف نهر اللوار بصحبة حبيبتي آنذاك - التي كنت قد سئمت منها (انفصلنا بعد شهرين من ذلك، بعد علاقة دامت أربع سنوات). كان الطقس حارًّا للغاية، فانتابني شوقٌ للانفراد بنفسي في عبور النهر، حيث لم يتجاوز منسوب المياه مترين في تلك الفترة الجافة. بدأت أسبح بهدوء، محمولاً على تيار الماء الهادئ، لكنني لم أدرك أن التيار يشتدّ عند الاقتراب من الجسر، حيث يندفع بشراسة بين الدعائم الحجرية.

وعندما أدركت الخطر، كان التيار قد جرفني نحو صخور حادة كالموس. سبحت بجنون، وبالكاد تمكنت من الإمساك بعمود حديدي، فتعلقت به مثل غريق يتشبث بقشة، ورفعت نفسي خارج الماء على أحد أركان الجسر.

أصبحت في مأمن، لكنني محاصر تمامًا؛ في مكان لا يستطيع أحد رؤيتي أو سماعي. بقيت هناك نصف ساعة أفكر في كيفية الخروج من هذا المأزق دون إصابات بالغة.

لم يكن هناك مخرج - إذا قفزت مرة أخرى في المياه الهائجة، فسأصطدم حتمًا بالصخور - لكنني قررت المخاطرة على أي حال، معتمدًا على حظي.

وما كان لا بد أن يحدث، حدث. اصطدمت ركبتي بالصخور بقوة أذهلتني عن الوعي من شدة الألم.

ولبضع لحظات، توقفت عن الوجود - ثم حل الظلام، وشعرت بوضوح أنني أطفو، بينما ظل عقلي يعمل. قلت لنفسي: «إذًا ها أنت ذا، هذا هو الموت! ليس سيئًا إلى هذه الدرجة بعد كل شيء».

وفي هذه اللحظة، سمعت صوتًا مجهولًا لكنه واضح كالنقيع يقول لي: «لا، لن تموت، لم يحن وقتك بعد (بمعنى «ستعيش طويلًا»)، وسوف تخرج من هذا».

أظن أنني عدت إلى «الواقع» عند سماع هذه الكلمات، لأنني فجأة أدركت أن الماء باردٌ كالجليد - كما تمكنت من تقييم محيطي بصريًّا. كان التيار لا يزال قويًّا جدًّا بحيث لا أستطيع العودة مباشرة إلى الضفة، لكنني علمت أن الخطر قد ولى.

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: في حوالي العام 1988.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل يوجد حدث يهدد الحياة؟ نعم، حادث. كان ينبغي لي أن أغرق، بعد أن فقدت الوعي وانجرفت في تيار نهر (لوار).

كيف تنظر إلى محتوى تجربتك؟ مختلط.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد فقدت الوعي بجسدي.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. قبل أن أصطدم بالصخرة.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ قبل أن أصطدم بالصخرة.

هل تسارعت أفكارك؟ سريعة بشكل لا يصدق.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. يبدو لي أنني غبت عن الوعي لمدة ثلاثين دقيقة، بينما كان الجميع قلقين بشأن غيابي (ساعة ونصف على الأقل).

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ حيوية بشكل لا يصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك في أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. كانت رؤيتي مختلفة، إذ بدت حواسي تعمل عملًا منعزلًا ومتتاليًا، وليس متزامنًا. لذا بدت المعلومات في وعيي أكثر دقة من المعتاد.

يرجى مقارنة سمعك في أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. نفس السؤال رقم 8.

هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من الحقائق.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم. كان الأمر أشبه بالمرور عبر نفق أو مساحة مغلقة مثل كهف تحت الماء (في هذا المكان كان التيار قويًّا حقًّا ولكن عمق الماء كان حوالي ثلاثة أقدام على الأكثر).

هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ لا.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بضوء مشرق؟ ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ لا.

هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر أو غامض؟ لا.

ما العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ هدوء معين، بلا فرح ولا حزن؛ كنت واعيًا لكوني «على حافة الهاوية» ولكوني أعيش تجربة حسية غير نمطية لم تكن نتيجتها مهمة للغاية، مع الأخذ في الاعتبار كل شيء.

هل كان لديك شعور بالفرح؟ فرح لا يصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت أني متحد مع الكون أو فرد منه.

هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي، دون تحكم مني. في الواقع، خلال هذين الشهرين، تعرضت لثلاثة «حوادث» كادت أن تكلفني حياتي. في بداية يوليو 1988، انحرفت عن الطريق السريع، وفقدت السيطرة بسرعة تزيد عن مئة ميل في الساعة قبل أن أصطدم بحاجز الأمان؛ وبعد أسبوع، غفوت على دراجتي (كنت أحتفل بامتحاناتي، وكنت منهكًا من قلة النوم)، واصطدمت بالجزء الخلفي من سيارة، واخترقت الزجاج الخلفي. وُجدت فاقدًا للوعي داخل السيارة. وبعد تفكير، فسرت هذه الأحداث على أنها تحذيرات، بدا لي أنها تقول: «أنت لست على الطريق الصحيح؛ عليك تغيير نمط حياتك». هذا ما فعلته بعد شهرين، بترك صديقتي وعائلتها - لأجد نفسي أخيرًا.

هل ظهرت لك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. أحيانًا تراودني رؤى عن مستقبل «الآخرين»، لكن دون أن أتمكن من التحكم في أي شيء؛ إنها مجرد ومضات عابرة (لا أتعاطى أي مخدرات)؛ وأحيانًا تتعلق بأشخاص لم أرهم قط؛ أجد نفسي أشعر بالموت يحوم حولهم. وأحيانًا تتحقق أشياء تمنيتها للآخرين؛ تكون أشياء رائعة عندما تكون أمنية إيجابية، ومقلقة عندما تكون سلبية.

هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ لا.

الله والروحانية والدين:

ما دينك قبل تجربتك؟ معتدل. لاأدري في الثقافة الكاثوليكية.

هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟ لا. لم أكن أذهب إلى الكنيسة كثيراً، مع أنني تربيت تربية كاثوليكية؛ ومع ذلك، أجد نفسي أحياناً أذهب إلى الكنائس «لإعادة شحن» قواي الإيجابية؛ غالباً ما أجد انجذاباً قويًّا في المباني الدينية لجميع الطوائف، في حين أن الطائفة نفسها تتركني غير مبال.

ما دينك الآن؟ معتدل. نفس الشيء.

هل تغيرت قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لا. لم أكن أذهب إلى الكنيسة كثيراً، مع أنني تربيت تربية كاثوليكية؛ ومع ذلك، أجد نفسي أحياناً أذهب إلى الكنائس «لإعادة شحن» قواي الإيجابية؛ غالباً ما أجد انجذاباً قويًّا في المباني الدينية لجميع الطوائف، في حين أن الطائفة نفسها تتركني غير مبال.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟ نعم. ظننتُ أن هذا «الصوت» القادم من داخلي هو «ذات» أخرى، روحٌ جنيةٌ خاصةٌ مُكلَّفةٌ بحمايتي. ويزداد اقتناعي بهذا مع تقدمي في السن، فوظيفتي شرطيًّا كثيرًا ما وضعتني في موقفٍ حرج؛ في كل مرةٍ كان «الصوت» يُخاطبني، تعلمتُ أن أثق به وأُنصت إليه - السؤال الوحيد هو: من هو هذا الصوت الذي يحميني، هل هو نسخة أخرى مني (غير واعية)؟ روح شخصٍ حيٍّ قريبٍ مني؟ أم روح شخصٍ عزيزٍ متوفى؟ هل هو الله بذاته؟

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. ما زلت أحاول مساعدة زملائي على أن يكونوا سعداء ويقللوا من معاناتهم، جسديًّا ونفسيًّا. وإدراكًا مني للدناءة الفطرية للإنسان، أصبحت أكثر انفصالًا عن الهجمات الشخصية المحتملة، مع فكرة -بالعودة إلى المصطلحات المرجعية الكتابية- أن الشخص السيئ غالبًا ما يكون شخصًا يعاني (مع أن هذا ليس سببًا لتبرير كل شيء). باختصار، أنا أكثر هدوءًا في حياتي ولا أغفل أبدًا عن الشيء الأساسي، وهو أن الحب يحكم علاقاتي مع زملائي.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ لا.

هل لديك أي هبات نفسية أو غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ نعم. يمكنني أن أكتب صفحات في هذا لشرح ما لا يمكن تفسيره، ولكن للتلخيص أعتقد أنني وجدت أن لدي قوة نفسية أعلى من المعتاد بشكل واضح، تمارس تأثيرًا عقليًّا على زملائي، مثل نوع من التنويم المغناطيسي، وأحيانًا دون أن يكون الهدف مدركًا. لقد اخترت أن أفعل الخير من خلال التصرف إيجابيًّا ولكنني أعلم أنه يمكنني بسهولة فعل الشر. ومع ذلك، أستمع إلى «صوتي الخافت» وأعرف ما يتوقعه مني؛ لقد فهمت هذا من خلال نوع من تأثير المرآة، عندما قابلت أشخاصًا بنفس حالتي الخاصة (عراف، وباحث، وصديق فنان رسام). وبالنظر إلى الماضي، أعتقد أنني قد حصلت على هذه الهدية عند الولادة، ولكنها كانت بحاجة إلى هذه الظروف القاسية لأصبح على دراية بها.

هل يوجد جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟ في النهاية، الشيء الذي بقي راسخًا فيّ هو هذا «الصوت»؛ يبدو لي أن تجربة الغرق الوشيك لم تكن سوى مُحفِّز لظهور هذا الصوت - إذ كشف الصوت عن نفسه مراتٍ عديدة منذ الحادثة. أدركتُ أن هذا لم يكن من نسج خيالي، وأن شيئًا ما كان متوقعًا مني، أفعال إيجابية، مقابل هذه الهبة الاستثنائية.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. لكنني نادرًا ما أتحدث عنها، إلا مع المهتمين بهذه الأمور بالتأكيد (كما أفعل حاليًّا)؛ لديّ وظيفة بسيطة جدًّا، ومع ذلك أستخدم موهبتي يوميًّا في عملي، دون أن يدري أحد. أشتهر بأنني شرطي محظوظ وذو حسٍّ حادّ. أما بالنسبة لأصدقائي المقربين، وخاصة زوجتي (منذ ستة عشر عامًا)، فقد شهدوا على «حدسي» كثيرًا لدرجة أنهم لم يعودوا يشكّون في قدرتي على التأثير بقوة على الأمور؛ أحيانًا يخافون، وغالبًا ما أستشار عندما وجود قرارات مهمة (لا أستشير أوراق اللعب).

هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ لا.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ نعم. أعلم من تجربة واحدة أن بعض الأدوية قد تُدخل الجسم البشري في حالة «استقبال»، مما يسمح بانفتاحٍ إلهيٍّ على الروح. لكن الأدوية سامة وتُسبب الموت المبكر، لذا لا تُثير اهتمامي؛ للوصول إلى مستوى أعلى، يلجأ البعض إلى المصعد - أما أنا فاخترت استخدام الدرج.

هل لديك أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟ لقد استفدتُ من الحديث عن كل هذا؛ في الواقع، لم أكن مهتمًّا قط بموضوع «توأم الروح»، ولم أكن أعلم أن هذه المفاهيم مرتبطة بتجارب الاقتراب من الموت. يبدو لي أن تجربة الاقتراب من الموت مُحفِّز عاطفي، يسمح للمرء باستكشاف الذات؛ ليس وحدها، ولكنها الأكثر فعالية. بحثتُ في الأمر بناءً على طلب زوجة ابنة عمي؛ اسمها ماريا؛ التقينا في حفل عائلي وتعارفنا تدريجيًّا. قبل فترة، اعترفت لي بأنني ربما «شقيقة روحها»، لكنني لم أعرف ما هو تفسير هذه الفكرة - هل هو حب أفلاطوني، أم شيء آخر؟ لا أعرف.