شيللي س. تجربة الاقتراب من الموت 3530
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

لست متأكدة حقًا من كيفية سرد هذه التجربة؛ أو من كيفية جعل شخص آخر يفهم ما حدث لي. يمكنني أن أقول أنني ولمدة ستة أشهر بعد التجربة، قيل لي إنني أعاني من نوع من الشعور بالذنب بسبب البقاء على قيد الحياة، ووصف لي الطبيب أدوية للقلق. شعرت بالجنون لفترة طويلة جدًا. لذا، سأبدأ من البداية وأنطلق من هناك.

كان ذلك في مساء يوم 13 فبراير 1995 – وهو تاريخ أسميه "الجمعة السوداء". كنت قد قضيت الصباح عند الطبيب للحصول على دواء جديد لمساعدتي على التعامل مع آلام الفايبروميالجيا (الآلام العضلية الليفية) التي أعاني منها. وبعد إجراء بعض الفحوصات والنظر الدقيق، اتفقنا على تجربة منتج بدون وصفة طبية تم طرحه حديثًا في السوق. وبعد خروجي من العيادة توقفت عند الصيدلية، ثم توجهت إلى المنزل حيث أطفالي الأربعة الصغار.

عندما وصلت إلى المنزل، أخبرتني الجليسة أن طفلتي البالغة من العمر خمسة أشهر لا تزال تعاني من السعال، وأن كل ما جربته معها لم يفلح. اتصلت بالمستشفى وشرحت ما كانت تعانيه طفلتي، طلبوا مني أن ألفها جيدًا، وآتي بها إلى المستشفى. بدأت في جمع أغراضها في حقيبة الحفاضات، وتوقفت لأخذ حبتين من الدواء الجديد، حيث كنت أستعد لقضاء ليلة طويلة معها في المستشفى. قمت بتشغيل السيارة، وكانت النوافذ قد بدأت بالفعل تتغطى بالصقيع، وضعت طفلتي في المقعد الأمامي للراكب، وربطتها بحزام الأمان.

أثناء القيادة عبر المدينة وصعودي إلى الطريق السريع، شعرت بضيق في حلقي وثقل في صدري. بدأ كل شيء من حولي يصبح ضبابيًا، وبدأت أشعر بالذعر. كل ما كان في ذهني هو الوصول إلى مكان آمن، وتأمين سلامة طفلتي. وكان آخر شيء فكرت فيه هو طفلتي والشعور بأنني أحترق.

الشيء التالي الذي أتذكره هو أنني كنت في غرفة الطوارئ. فقط لم أكن مشاركة في الأحداث التي كانت تجري. بدأ الأمر بسماع الأصوات؛ كانت عالية جدًا، أصوات لا أستطع سماعها عادة، مثل همهمة الأضواء، وحركة الملابس، وحتى أنفاس من كانوا في الغرفة. ثم بدأت الروائح تغمرني. أردت الابتعاد عن كل ذلك، لكنني لم أستطع.

أول ما رأيته هو نفسي مستلقية على سرير طبي، وظلال لأشخاص من حولي. حاولت الصراخ، حاولت أن أطلب المساعدة، لكن شيء لم يحدث. واصلت محاولة التركيز لرؤية الأشخاص والأشياء من حولي بشكل أوضح، لكنني لم أستطع سوى إلقاء نظرة، كأنني كنت أنظر من خلال عدسة كاميرا، وكنت أركز على منطقة واحدة في كل مرة. رأيت طفلتي الصغيرة في مقعد السيارة المحمول الخاص بها. ما علمته لاحقًا هو أن المرأة التي سحبتني من الطريق أنقذت أيضًا طفلتي من البرد القارس. كانت تمشي ذهابًا وإيابًا وتدفع بحقيبتي إلى إحدى الممرضات. حاولت سماع ما كانت تقوله، لكن الكلمات جاءت كصدى؛ كانت تحرك شفتيها، لكن الكلمات لم تتزامن مع حركاتها.

أتذكر شعوري بالذعر والخوف، ثم بعد ذلك لم أشعر بشيء. كنت أراقبهم في صمت غريب وهم يعملون على إنقاذ جسدي. لم أتمكن من فهم كل شيء حتى وصل "الشيء". لا أعرف الكلمات التي أستخدمها لوصف ذلك "الشيء"، لكنني تلقيت رسالة في شكل مشاهد، مثل مقاطع فيديو عن الأشياء التي كنت بحاجة إلى معرفتها. بعضها كان عن المستقبل، رغم أنني لم أدرك ذلك في حينه؛ والباقي كان أشبه بتعليمات أو تفسيرات لما سيأتي.

بعدها أعادني "الشيء" مرة أخرى دون كلمات، رغم أنني سمعت؛ وعرفت السبب بوضوح تام. وعندما أخذت أنفاسي الأولى، عرفت لماذا، بدا كل شيء واضحًا للغاية. بعد ذلك خلدت للنوم. لكن عندما استيقظت في المرة التالية لأكثر من بضع لحظات، بدت كل الأشياء التي أظهرها لي "الشيء" وكأنها حلم.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: 13/02/1995.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ نعم. رد فعل تحسُّسي. كنت قد دخلت في صدمة حساسية أثناء قيادتي للسيارة على الطريق السريع، كنت متجهة إلى المستشفى مع طفلتي البالغة من العمر خمسة أشهر التي كانت تعاني من مرض الخناق (التهاب يصيب الجهاز التنفسي العلوي، وخاصة الحنجرة والقصبة الهوائية. يحدث غالبًا لدى الأطفال الصغار). كانت درجة الحرارة حوالي 12 درجة (-11 مئوية)، وفي مرحلة ما أوقفت السيارة وخرجت منها (على الأرجح لطلب المساعدة). وجدتني سيدة كانت تقود سيارتها، كنت ممدة على وجهي في الطريق رقم 15.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد غادرت جسدي بوضوح ووُجدت خارجه.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما هو مذكور أعلاه.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ حينما كانوا يعملون على إنقاذ جسدي؛ الأصوات والروائح والأشياء التي رأيتها كانت أقوى، لكنني كنت ساكنة؛ كنت فقط في حالة "سكون". كنت في اللحظة، لكنني لم أكن فيها؛ "الشيء" كان معي وعرفت؛ فقط عرفت.

هل تسارعت أفكارك؟ أسرع من المعتاد.

هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. لا أعرف أي طريقة أخرى لشرح ذلك سوى كلمة "السكون". تخيل اللحظة، الفراغ ما بين الأنفاس، وهذا أقرب شيء يمكنني تقديمه.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. في البداية، بدا كل شيء غير واضح، لكنه لم يكن غامضًا؛ كان خارج بؤرة التركيز قليلاً. مثل عدسة كاميرا يتم تعديلها للتركيز على شيء معين؛ بدأت الهالات المحيطة بالأشخاص تصبح أكثر إشراقًا ووضوحًا؛ كان كل شخص يبدو منفصلاً عن الآخرين. تخيل غرفة مزدحمة حيث يمكن تحديد كل شخص رغم قربه الشديد من الآخرين. (آمل أن يكون هذا منطقيًا).

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم، كانت كل الأصوات تقريبًا كالصدى؛ بعيدة لكنها واضحة. بدا الأمر تقريبًا كأن الصوت كان يتحرك أبطأ مما أستطيع سماعه، كما لو أن الفراغ بين الأصوات كان واضحًا مثل الأصوات الفعلية. (آمل أن يكون هذا منطقيًا).

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.

هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا .

هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. حسنًا، كيف أشرح هذا؟ لم أرى أي أقارب متوفين ولا أي شخص على الإطلاق؛ فقط شعرت بوجود شيء ما أو شخص ما، شعرت بوجود "الشيء". بمجرد أن شعرت بالسكون – ليس السلام، وليس المتعة، فقط السكون – عرفت أن "الشيء" كان هناك. لم يتحدث، ليس بالصوت، لكنه أظهر لي ما يريدني أن أراه. كنت أعرف فقط ما يجب فعله بعد ذلك. عندما استيقظت في المستشفى. أنا آسفة، لا أعرف كيف أشرح هذا. لكن لم تكن تجربتي تجربة دينية، أو لقاء مع الأجداد ولا حتى مع كيان غامض؛ لا أعرف ما كان "الشيء"، كل ما أعرفه هو ما أعطاني إياه.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ لا.

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ لا.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الذعر واليأس والخوف ثم لا شيء؛ لا هدوء، ولا أي شيء حقًا، فقط السكون. كأنني كنت هناك لكنني لم أكن موجودة؛ مثل الحلم؛ تعرف الشعور الذي ينتابك عندما ترى حلم واضح جدًا، الذي تستيقظ منه وتجد دليلًا ماديًا على ما حدث في الحلم. (مرة أخرى، آمل أن يكون هذا منطقيًا).

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ لقد كانت الأحداث والأشخاص والأماكن التي غيرت مسار حياتي دقيقة. ولا يزال بعضها لم يتجلى بعد.

هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ ليبرالية. لا شيء / رغم تعرضي للعديد من العقائد الدينية المنظمة، إلا أنني لم أؤمن بأي من تلك العقائد تقريبًا.

هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ غير مؤكّد. نعم ولا. لقد أصبحت إنسانة أكثر انفتاحًا، وأكثر تقبلاً للروحانية التي وجدتها، لكنني لا زلت غير متقبلة للدين المنظم ولا للعقائد المختلفة التي تتبعه.

ما هو دينك الآن؟ ليبرالية. من اتباع الويكا (ديانة حديثة نسبياً تقوم على التقاليد الروحانية القديمة). "أنا لست متدينة بقدر ما أنا روحانية. أؤمن بدورة الحياة، وبوجود شيء ما بعد حياتنا على الأرض، لكن لا أفترض معرفة ما سيأتي بعد هذه الحياة لأي شخص بما في ذلك نفسي".

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ غير مؤكّد. نعم ولا. لقد أصبحت إنسانة أكثر انفتاحًا، وأكثر تقبلاً للروحانية التي وجدتها، لكنني لا زلت غير متقبلة للدين المنظم ولا للعقائد المختلفة التي تتبعه.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:

هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم. آه، كيف أشرح هذا؟ لقد أظهر لي "الشيء" ما يجب أن أتوقعه، "الشيء" أظهر لي ألا أخاف مما سيأتي. "الشيء" أظهر لي قلوب البشر. أعلم أن هذا يبدو جنونيًا، وصدقوني، لقد قيل لي إنه جنون، لكنني كنت أعرف أن ما سأجلبه معي كان من المفترض أن أشاركه مع الآخرين، وأنا الوحيدة التي ستعرف كيف، ومتى، ولماذا.

في البداية، بدأ الأمر بانطباعات بسيطة عن قلوب الناس، عن ألمهم، فرحهم وحزنهم. ثم تعلمت أن أتحكم في الدخول إلى مشاعر الآخرين والتركيز عليها والخروج منها أيضًا بقدر الإمكان. كنت أعلم بطريقة ما أنني مُقدّر لي أن أفعل شيئًا ما، لكنني لم أستطع أن أحتفظ بما فقدته في الأيام الأولى من فترة التعافي، لقد فقدت ذلك الفهم الواضح لما أُعطي لي. وعلى مدار الثلاثة عشر سنة الماضية، أصبح من الصعب بشكل متزايد أن أمنع نفسي من التأثر بالمشاعر العشوائية في العالم. وفي عدة مناسبات خلال هذه السنوات، عزَلت نفسي في منزلي، وكان زوجي الحنون يضطر إلى تقييد زيارات الزوار حتى أتمكن من التأقلم.

كانت هذه الهدية هي التي قادتني إلى روحانيتي، ليس إلى الدين بل إلى الروحانية الخالصة. لقد تقبلت الهدية التي وهبها الله لي وأساعد من أستطيع، لكنني أتقبل الأمر أيضًا عندما لا أستطيع فصل نفسي عن الآخرين.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم، لقد كنت شخصية اجتماعية جدًا، كنت أعيش حياتي بانفتاح شديد، إذا جاز التعبير. أما الآن، فأشعر بالرضا في الهدوء. أتقبل فكرة أن عليَّ التحكم في كمية المعلومات التي أستطيع تحملها، وتأثير تلك المعلومات عليّ وعلى عائلتي. لدي صديقتان مقربتان فقط، وتعيشان في أماكن بعيدة؛ واحدة في كندا والأخرى في جنوب أوكلاهوما. زوجي رجل صبور ويعرف متى أكون مُرهقة. لا نحضر الحفلات ولا أستطيع حضور الجنازات. أنا قريبة جدًا من أولادي، يفهم عتقدون أن ما أملكه أمرٌ مميز، لكنهم يعرفون أنه ليس طبيعيًا وأن الأفضل إبقاؤه داخل العائلة.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. إن ما رأيته وشعرت به بقي معي حتى اليوم. لقد أثر بعمق على نظرتي للعالم ولمن يعيشون فيه. حاولت أن أشرح ذلك لاحقًا للطبيب النفسي في المستشفى الذي قضى معظم وقته في تذكيري بأن ما مررت به كان حادثًا سبب لي صدمة، وأن عقلي يختلق هذه التجربة فقط للتعاطي مع الشعور بالذنب لأنني بقيت على قيد الحياة.

هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم. لقد حاولت عدة مرات أن أشرح هذه الهبة، هذه المساحة المفتوحة التي أعيدت معي. أنا شخصية متعاطفة وحساسة عاطفيًا، لعدم وجود تفسير أفضل. أستطيع أن أشعر بقلوب الناس، الجيد، السيء، والقبيح. تظهر لي لمحات حول ما قد يحدث. (صديقتي المقربة أعطتني تقييم يزيد عن 80٪ لدقة توقعاتي).

هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ السكون؛ لا أعرف أي طريقة أخرى لشرح هذا. كان السكون هو ما وجدت فيه الراحة. وحتى الآن أذكر نفسي وأولئك الذين يأتون إليّ بأن يبقوا فقط في حالة من السكون.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، بعد الحادثة باثني عشر يومًا، أخبرت واحدة من الممرضات كم كنت آسفة، وأنها ستجد الشخص المناسب لها في يوم من الأيام. فأحالتني على الفور إلى طبيب نفسي، وأصرت على أنني بالتأكيد كنت أسترق السمع على حديثها. بعد بضعة أشهر، كنت أنا ووالدتي نتناول الغداء، شعرت بقلبها المكسور، شعرت بإحساسها بالخوف والخسارة. سألتها عما بها. أصرت أنه لا شيء. وعندما مددت يدي لألمس يدها، عرفت، وأخبرتها بأنها مريضة وأن الوقت المتبقي لها كان قليل. لم تتحدث إليّ لمدة أسبوعين كاملين. وعندما اتصلت أخيرًا، سألتني كيف عرفت، ومع من تحدثت. حاولت أن أشرح الأمر، لكن الشرح لم يكن منطقيًا كأنني لم أقل شيئًا.

بعد حوالي سنة ونصف من الحادثة، عادت صديقة لي إلى المدينة بعد أن كانت تعيش بعيدًا وانقطع التواصل بيننا لسنوات. رأيتها في متجر البقالة وخرجنا لتناول القهوة. أتذكر دخولنا إلى المطعم وسعادتي برؤيتها، ثم فجأة شعرت برهبة لا تُحتمل – شعرت بالألم والذعر. لم أفهم ما يحدث إلا بعد أن عانقتها. أخذت نفسًا عميقًا واستعديت لأخبرها. أخبرتها عن الجمعة السوداء والأشياء التي حدثت لي منذ مروري بالتجربة. ضحكت وسألتني: "إذن بماذا تشعرين تجاهي؟ هل يمكنك أن ترى مستقبلي؟"، أخبرتها عن خوفها وهروبها، عن ذعرها ويأسها. أخبرتها أن الشخص الذي تهرب منه سيجدها وأن عليها أن تقف صامدة وإلا فلن ترى ابنتها الصغيرة تكبر. نهضت وغادرت المطعم. تبعتها إلى موقف السيارات وتوسلت إليها أن تسامحني. فعانقتني وانطلقت بسيارتها بعيدًا. بعد أسبوع، اتصلت بي وطلبت أن نتناول القهوة مرة أخرى ووافقت بسرور. انتظرت في المقهى قرابة ساعة، كنت متأكدة أنها قررت عدم رؤيتي مرة أخرى، وأنها مثل الآخرين، كانت متأكدة من أنني مجنونة. وعندما كنت أدفع الفاتورة وأستعد للمغادرة، دخلت من الباب، وجهها أحمر من البكاء. جلسنا وأخبرتني أن زوجها السابق وجدها، وأنها اتخذت موقفًا قويًا تجاهه. وأخيرًا، كان خلف القضبان، وإنها آسفة. سألتها لماذا وقفت بصلابة أمامه، ما الذي تغير، فقالت: "أنت، كل ما سمعته كان صوتكِ". تباعدنا بعد ذلك، ولم نلتق إلا من حين لآخر. لا أعتقد أنها كانت مرتاحة بالقرب مني بعد ذلك الموقف، لكن يمكنني التعايش مع ذلك لأنها ما زالت على قيد الحياة وابنتها ليست يتيمة.

الكثير ممن حاولت مساعدتهم تعاملوا معي بنفس الطريقة. منذ أن بدأ كل هذا لم يعد لدي سوى صديقتين مقربتين بالإضافة إلى زوجي، ورغم أنني أشعر بالوحدة في بعض الأحيان إلا أنني أعزي نفسي بفكرة أنني ربما أحدثت فرقًا إيجابيًا.

هل كانت لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لا. بصراحة، كنت قد سمعت عن النور الأبيض ورؤية الله، وما إلى ذلك، لكنني كنت أعتقد أنه مجرد رد فعل كيميائي لإعادة الإنعاش أو محاولة من شخص يائس لجذب الانتباه. أعتقد أن تجربتي هي ما يسميه البعض العدالة الكارمية.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ ربما كانت التجربة حقيقية. لقد شعرت بأن التجربة حقيقية جدًا بالنسبة لي، وكنت أرى أنني حصلت على هبة، لكنني وثقت بأشخاص كانوا مصممين على إقناعي بأنني مجنونة، وأن التجربة لم تكن حقيقية، وأنني لابد وأن استقيت المعلومات بطريقة أخرى. استغرق الأمر وقتًا طويلًا لقبول ما حدث في تلك الليلة وقبول نتائجه.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ لقد انتظرت ثلاثة عشر سنة لأروي هذه القصة لشخص آخر غير عائلتي (وأحيانًا حتى أولئك الذين أعتقد أنني مقدر لي مساعدتهم)، ولم يكن الأمر سهلاً. أخشى أنني لن أتمكن من توضيح الأمر، لجعل الآخرين يفهمون ما حدث لي. أخشى أن يصفني من يقرأ هذا بأنني مجرد مجنونة أخرى (تمامًا كما فعلت أنا في السابق). ورغم أنني أتقبل فكرة أن هذا رد فعل طبيعي تجاه تجربة مثل هذه، إلا أنني لا أستطيع إلا أن أقول إنه مهما كان أو أيًا كان هذا "الشيء"، فأنا ما أنا عليه اليوم بسبب هذه التجربة.