تجربة ستانلي ب، في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

كنت في فصل السينما في الكلية. كنا ندرس فيلمًا وثائقيًّا عن مستشفى. وعندما عرضوا لقطة مقربة لجرح صغير ينزف _كنت شديد الحساسية في ذلك الوقت_ أغمي علي.

عندما أغمي علي، لم تحدث لي تجربة الخروج من الجسد بمعنى أنني كنت أحلق فوق المشهد. أعتقد أنني ذهبت في البداية إلى مكان قد يصفه معظم الناس بالجنة حيث شعرت أنني في حضرة قوة إلهية. لم أر شخصية دينية معينة مثل المسيح أو بوذا... إلخ، على الرغم من خلفيتي المسيحية. ثم ذهبت إلى البداية، أعني بذلك مكانًا كان موجودًا قبل وجود الكون. من الصعب وصف هذا المكان بأن لا شيء مادي فيه. كان هناك شعور ساحق بالصفاء حيث تسبح جميع الأرواح الموجودة في بحر من الأرواح، لا وجود للحدود بين الأرواح الفردية، يشبه الأمر أمواجًا في المحيط. كنت متفردًا ولكنني جزء من كيان أكبر. مكثت هناك لأكثر من دهر _حقبة أشبه بالخلود_ إذ لا وجود للوقت هناك ...

ثم خلق الله هذا الكون المادي الذي بدا منفصلاً عن بحر الأرواح ذاك أو على مستوى أعلى منه. وواحدة تلو الأخرى، سحبت الأرواح إلى الكون المادي ولكن يبدو أن الأمر مشاركة طوعية. كانت هذه التجربة ممتعة للغاية فقد شاهدت كل شيء منذ البداية وتشكيل النجوم وما إلى ذلك. ولكن مع تطور الكون المادي ومع انجذاب روحي إلى الكون بدا لي أنني كنت أركز على الأرض فقط لكنني رأيتها واختبرتها من مستوى مجهري ذي معرفة كاملة ومتزامنة بكل جزء من الأرض _ الكائنات الحية على وجه الخصوص، بما في ذلك أصغر الميكروبات في التربة أو المحيط.

من الصعب الآن تذكر شعور الوعي بكل شيء حي في نفس الوقت. ومن ضمن رؤيتي الشاملة لتاريخ الأرض، رأيت واختبرت تجربتي الصغيرة فيها، وهكذا رأيت حياتي وموتي. وبعد موتي في تلك التجربة، صعدت روحي إلى الفضاء فوق الأرض. وعلى الرغم من أنني عدت إلى جوهري الروحي، يبدو أن روحي كانت تحمل شكل جسدي العاري. وكما حدث في تجربتها السابقة، كانت روحي تتمتع بصفات إلهية متمثلة في العلم بكل شيء، ولذلك أعتقد أنها كلية الوجود. ومع ذلك _عندما كنت أحلق في الفضاء_ أدركت ببطء أنني كنت أمسك بشيء في يدي.

في البداية حاولت تجاهله لكنني اكتشفت في النهاية أنني لا أستطيع أن أفتح يدي لأرى ما كنت أحمله. وفي تلك المرحلة أبلغني الله أنني ما زلت مرتبطًا بالعالم المادي وأن عليَّ العودة. سقطت روحي مرة أخرى عبر نفق مظلم تمامًا باستثناء وابل خفيف من الفوتونات الفردية التي كانت تتألق مثل رمل في مهب الريح. كان هذا النفق يشبه قناة لولادة الأرواح. كافحت بجد للحيلولة دون العودة إلى العالم المادي ولكني لم أستطع.

ثم أدركت ببطء أن إحدى الفتيات في الفصل كانت تمرر يدها من خلال شعري وكان الجميع جاثمين حولي. وقبل أن أفتح عيني شعرت أنني أحمل شيئًا. فتحت عيني ورأيت العوارض الخشبية في ذلك الفصل القديم وكان أول ما قلته، «كيف لهذا أن يظل موجودًا بعد كل هذا الوقت؟» فتحت يدي لأجد مجموعة من المفاتيح. وسألت عنها، فأخبرني صديق لي من الهند أنها تخصه وأخذها. أخذني بعد ذلك مدرس الفصل إلى مكتبه وسألني عما إذا كنت قد تعاطيت المخدرات. لقد كنت مستمتعًا ولكني لم أتعاط المخدرات على الإطلاق. أراد أن يرسلني إلى عيادة المدرسة لكنني عدت إلى المنزل ونمت لفترة طويلة.

تحدثت لاحقًا إلى صديقي الهندي وقبل أن أبدأ في وصف ما حدث عندما أغمي علي سألته لماذا وضع مفاتيحه في يدي فقال إن من الأعراف السائدة في منطقته في الهند، عندما يغمى على شخص ما أو يفقد وعيه فإنهم يضعون شيئًا نحاسيًّا في يده ليحافظ على الروح في الجسد. وأيضًا _كما ذكرت سابقًا_ عندما تحدثت إلى الطبيب البيطري في الفصل أخبرني أنه كان يؤمن تمامًا بأنني مت. كما أخبرتني تلك الفتاة التي كانت تمسح على شعري بأصابعها أنني فقدت وعيي لمدة دقيقة تقريبًا. وهذا ما أدهشني _ كيف يبدو لي أنني عشت كل تلك التجارب في الخلود، وفي وقتنا الفعلي هنا لم تمض سوى فترة قصيرة؟

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: نوفمبر ١٩٧٠.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل يوجد حدث يهدد الحياة؟ غير مؤكَّد. في ذلك الوقت كنت أشعر بالحساسية الشديدة وأغمي علي عند رؤية الدم في فيلم، كما ذكرت سابقًا، أغمي علي. كان هذا في فصل جامعي. ومع ذلك، كان أحد الطلاب محاربًا قديمًا عاد لتوه من الخدمة في فيتنام وأخبرني لاحقًا أنه من خلال تجاربه القتالية تعلم الفرق بين من فقد وعيه ومن مات، وعندما رآني مغمى علي اعتقد جازمًا أنني ميت.

كيف تنظر إلى محتوى تجربتك؟ رائع.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ غادرت جسدي بوضوح وكنت خارجه.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما ورد أعلاه.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ ربما في تلك النقطة التي تلت موتي وكنت أطفو فوق الأرض. كنت بالتأكيد كلي المعرفة في ذلك الوقت. ومع ذلك كانت تجربة كونك روحًا قبل خلق الكون المادي هادئة للغاية.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت بشكل لا يصدق.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. على الرغم من أنني رأيت بدقة كل شيء يحدث على الأرض، كان الانطباع العام هو تسارع الوقت. كانت الأرض تدور بسرعة وكانت تتألق بفعل الصواعق والحرائق وانفجارات القنابل وما إلى ذلك.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ حيوية بشكل لا يصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك في أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. لا.

يرجى مقارنة سمعك في أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. لا.

هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تحقق من الحقائق.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم. عند عودتي إلى جسدي مررت عبر نفق مظلم وبدا أنني فجرت بتيار خفيف من الفوتونات اللاسعة. لقد كانت تجربة مؤلمة.

هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. شعرت بحضور الله، رغم أنني لم أر قط تمثيلًا ماديًّا لصورته. لم أر يسوع أو أي شخصية دينية أخرى. ولربما رأيت أقاربًا أو أفرادًا أعرفهم ولكني لست متأكدًا الآن. يبدو أن إحدى سمات التجربة هي تقييد ما يمكنني تذكره لاحقًا أو استرجاعه.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بضوء مشرق؟ ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ لا. لا أتذكر رؤية ضوء ساطع كما وصفه الآخرون.

هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الفرح الغامرة والسعادة والصفاء. والحزن العميق لأنني اضطررت إلى العودة إلى الأرض.

هل كان لديك شعور بالفرح؟ فرح لا يصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت أني متحد مع الكون أو فرد منه.

هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. خلال تجربتي في رؤية تطور الكون المادي رأيت الأرض من البداية إلى النهاية، بما في ذلك حياتي الخاصة. رأيت كل شيء وكل حدث بتفاصيل دقيقة لكن بعد ذلك لم أتمكن من تذكر أي شيء عن الأحداث المستقبلية. إن أكثر ما تعلمته هو عدم الخوف من الموت لأن ما يأتي لاحقًا أفضل بكثير من ما في هذه الحياة.

هل عرضت عليك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. لم أتمكن من الاحتفاظ بهذه المعرفة خارج التجربة.

هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ لا.

هل جئت إلى حد أو نقطة لا عودة؟ جئت إلى حاجز لم يسمح لي باجتيازه؛ أو أرجعت بعكس رغبتي.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ غير مؤكَّد.

هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟ نعم. لم أعد أومن بدين معين لكنني ما زلت متدينًا على طريقتي الخاصة. أعتقد _بناءً على تجربتي_ أن جميع دياناتنا الأرضية من تأليف البشر ولا تعبر عن طبيعة أي شيء من العالم الروحي الحقيقي. وهذه حقيقة بديهية يشهد عليها كل ما هو مرتبط بأدياننا من الأذى والعنف والتعصب والغضب والكراهية.

ما هو دينك الآن؟ ليبرالي.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. لم أعد أومن بدين معين لكنني ما زلت متدينًا على طريقتي الخاصة. أعتقد _بناءً على تجربتي_ أن جميع دياناتنا الأرضية من تأليف البشر ولا تعبر عن طبيعة أي شيء من العالم الروحي الحقيقي. وهذه حقيقة بديهية يشهد عليها كل ما هو مرتبط بأدياننا من الأذى والعنف والتعصب والغضب والكراهية.

هل يبدو أنك قد واجهت كائنًا روحانيًا أو وجودًا أو سمعت صوتًا غير معروف؟ لقد صادفت وجودًا أكيدًا، أو صوتًا واضحًا من أصل روحاني أو غير مكتشف.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟ نعم. عندما ذهبت في البداية إلى الجنة خلال تجربتي تعلمت أن الله هو الغفور ذو الرحمة المطلقة وغير المشروطة للجميع. ربما يكون من الصعب علينا فهم ذلك، لأنه من الصعب تخيل أن شخصًا مثل هتلر سوف يغفَر له لكن هذا ما عايشته. يشبه الأمر إلى حد كبير شعار «إن ما يحدث في فيغاس يبقى في فيغاس»، فإن ما يحدث على الأرض يُغفر تمامًا في الحياة الآخرة. إن ما نفعله هنا لا يمثل أهمية لأحد سوى لأنفسنا. لا يزال هذا عصي الفهم بالنسبة لي لكننا ما زلنا بحاجة إلى أن نكون صالحين بإرادتنا. ما يمكننا معرفته في هذه الحياة محدود للغاية. وبعد أن عدت إلى الحياة من تلك التجربة نسيت معظم ما عرفته خلال التجربة.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ لا.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ نعم. في معظم النواحي كانت التجربة رائعة للغاية لدرجة لا يمكن وصفها بشكل مناسب. وأيضًا ذلك الحدث الذي شعرت فيه بأنني كلي المعرفة، تلك المعرفة التي لم أحتفظ بها بالتأكيد عند انتهاء التجربة. كما يصعب وصف الفترة الزمنية بشكل كامل فقد بدا لي أنني عشت تلك التجربة في الخلود.

هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ لا.

هل يوجد جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟ كان الوقت قبل خلق الكون المادي ساميًا تمامًا. يبدو الأمر مملًا عند محاولة وصفه، إذ لم يكن هناك شيء على الإطلاق ومع ذلك كان الأمر رائعًا. لا يزال من الصعب عليَّ فهم حقيقة أن كل الشرور في العالم سوف تغفر ولكني أقبلها.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. أخبرت صديقي الهندي عن التجربة، ربما بعد أسبوعين. وبدا أنه تقبل التجربة بسهولة دون أي أسئلة كما لو كانت حدثًا طبيعيًّا.

هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ غير مؤكَّد. لا أتذكر أنني سمعت أي شيء عنها لكني لست متأكدًا.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ ربما كانت التجربة حقيقية. مع مرور الوقت، تتلاشى حيوية التجربة قليلاً. وفي السنوات الأخيرة أيضًا أصبحت على دراية بدراسات حول الوسائل الاصطناعية لإنشاء تجربة مماثلة مما دفعني في بعض الأحيان إلى الشك في حقيقة تجربتي. أعتقد أنني الآن أتحدث بقليل من السخف المنمق.

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ لا.

هل يوجد أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟ من المستحيل وصف التجربة بدقة لأن عالمنا محدود. سيكون الأمر أشبه بعالم ثنائي الأبعاد يحاول فهم عالم ثلاثي الأبعاد.