ستيفن ر. تجربة الاقتراب من الموت المحتملة
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

في اليوم السابق لعمليتي الطارئة شعرت بالمرض. وفي اليوم التالي، وهو يوم 25 أغسطس 1967، استيقظت وأنا أشعر بألم شديد مضاعف. أسرعت بي والدتي إلى الطبيب الذي فحصني وقال أنني أعاني من انفجارًا في الزائدة الدودية. أخذتني أمي إلى المستشفى التي كانت على بُعد ميلين مننا (3 كيلومترات). وبينما كنت مستلقيًا في المقعد الخلفي للسيارة، شعرت بألم شديد لدرجة أنني اعتقدت أنني سأموت. وصلنا إلى المستشفى التي قامت على الفور بتجهيزي للخضوع لعملية جراحية طارئة. آخر شيء أتذكره قبل أن أفقد الوعي هو أنني كنت أعتذر للممرضة حينما كنت مستلقيًا على الطاولة، لأنني فقدت السيطرة على أمعائي وتبرزت. وقد مررت بتجربتي في الاقتراب من الموت في وقت ما بين هذه اللحظة ولفترة ثلاثة أيام أو ثلاثة أسابيع (لا أستطيع التذكر)، وهي الفترة التي دخلت فيها في غيبوبة.

كانت تجربتي في الاقتراب من الموت كالتالي: على الفور كنت محاطًا بستة أو سبعة "كيانات"، (ربما كانوا ملائكة) بينما كنت في وسطهم، كنا جميعًا في ضباب غائم يشبه الشبورة أو السُحب، كنا نطفو في الهواء، في نور رمادي لامع. كانوا يرتدون ثيابًا بيضاء، لكنني لم أتمكن من رؤية وجوههم أو أقدامهم. لم يكن أحد منا يلمس الأرض. لم يكن هناك أرض. أدركت أنهم جميعا يعرفونني. كانوا يعرفون من أنا ويعرفون عني كل شيء. كان لدي شعور غامر بالحب والتفاهم العظيمين، دون إصدار للأحكام. لقد كنت أكثر هدوءًا من أي وقت مضى في حياتي، كنت مسالمًا إلى أقصى حد. كل ما حدث هناك كان لحظيًا. لم يكن الأمر بطيئًا كما هو الحال هنا على الأرض. لقد تبادلنا كل المعلومات فيما بيننا، ليس بالكلمات بل عن طريق "التخاطر العقلي". لقد طرحت العديد من الأسئلة، وأعطوني العديد من الإجابات. بعد مرور كل هذه السنوات على التجربة، لا أتذكر معظم تلك الإجابات، لكن القليل منها لا يُنسى. سألوني إذا كنت أرغب في البقاء معهم أم أرغب في العودة إلى الأرض. ولأن كل شيء هناك كان رائعاً وجميلاً للغاية، طلبت البقاء معهم. لم أدرك إلا بعد سنوات أن ما حدث لي كان له اسم، وهو "تجربة الاقتراب من الموت"، وأن ما حدث لي كان حقيقيًا وليس حلمًا، وتذكرت حينها أنهم "أعادوني" إلى الحياة مرة أخرى رغما عني.

بعدها شعرت بالغضب الشديد! لماذا أعادوني بينما كنت أريد البقاء؟؟ شعرت أنهم تحكموا في قراري. لماذا سألوني إذا كان القرار لم يكن في الحقيقة قراري؟؟ يا إلهي كم كنت غاضبًا بشكل جنوني !!! بالطبع أنا الآن أعرف السبب. لأن حياتي على الأرض لم تنته بعد. كان أمامي الكثير لأفعله. كان أمامي الكثير لأتعلمه، وكان علي أن أساعد الآخرين بواسطة هذه التجربة. وبعد أن استعدت وعيي، كانت والدتي تجلس بجانبي في المستشفى. بدأت أمي بالبكاء عندما قلت: "أنا جائع"!. لم يتم إخباري إلا في وقت لاحق، أن الأطباء أخبروا والدي بعد دخولي في الغيبوبة، أن عليهم التفكير في اتخاذ ترتيبات جنازتي. بعد اسبوعين خرجت من المستشفى ورجعت إلى المنزل، لم أستطع تحمل الضجيج!! كل الأصوات كانت عالية جدًا! وبسبب "تجربتي الروحية العميقة في الاقتراب من الموت، لم أتمكن من التحدث لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع". إذا سألني أحدهم سؤالاً، كنت أومئ برأسي فحسب. وأدركت سريعًا أنني أستطيع القراءة بسرعة كبيرة جدًا. لقد فهمت كل شيء بسرعة كبيرة. اكتشفت أن الأجهزة الكهربائية تتوقف عن العمل إذا اقتربت منها. لا تعمل ساعتي إذا ارتديتها. عند الغسق بينما كنت ألعب مع أطفال الحي الذين كنت أعرفهم منذ سنوات، اكتشفنا أنني إذا مشيت تحت عامود النور في الشارع، فسوف ينطفئ. قال الأطفال: "يا ستيف، لماذا لا تجري من بداية الشارع إلى نهايته، لنعرف ما إذا كانت جميع الأضواء سوف تنطفئ، حينما تجري تحتها". وبالفعل جريت، وهذا ما حدث بالضبط !!! في المدرسة، لم أعد مضطرًا للدراسة بعد الآن. وبدأت تراودني "أحلام تنبؤية" تتعلق بأحداث مستقبلية. كنت أحلم بشيء ما، ثم أجده يحدث على التلفاز. في برامج المسابقات أجد أنني استطيع تخمين الإجابات، وعادةً ما تكون صحيحة. لم يعد لدي خوف من أي شيء بعد الآن. ولأني علمت أنني لن أموت أبدًا، (أن روحي لن تموت أبدًا) فلم يعد هناك شيء أخافه !!! لقد مررت بعد ذلك بالعديد من "التجارب والمحن" في حياتي مثل أي شخص آخر، لكنني الآن أصبحت "أفهم" كل شيء. اليوم أتبع روحي وقلبي عندما أحتاج إلى معرفة ما يجب عليّ القيام به. نحن البشر جزء من كل شيء حي – من الأشجار، الحيوانات، الكون، من كل شيء. في بعض الأحيان عندما أسير في مكان ما وأرى زهرة، تكون جميلة جدًا بالنسبة لي، لدرجة أنني أبدأ في البكاء. كان أحد الدروس التي تعلمتها من تجربتي في الاقتراب من الموت هو أن جميع الأشخاص مهمون جدًا، ونحن جميعًا هنا للمساعدة وللتعلم من بعضنا البعض. الدرس الرئيسي الذي تعلمته من تجربة الاقتراب من الموت هو أن أقول للآخرين (عندما يحين الوقت المناسب) أنه لا يوجد سبب للخوف من الموت أو الخوف من الاحتضار، لأنه لا أحد يموت حقًا، نحن فقط نترك أجسادنا الأرضية، لكن ذواتنا الحقيقية وأرواحنا تستمر دائمًا في الحياة. سيحدث هذا لكل شخص على وجه الأرض، بغض النظر عما يؤمن به أو لا يؤمن به؛ بغض النظر عما إذا كنت هندوسيًا أو مسيحيًا أو أي شيء آخر – فهذا هو الطريق إلى العالم الروحي للجميع، بغض النظر عما نؤمن به أو عما تخبرنا به مؤسساتنا الدينية.

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: في فترة 3 أسابيع حوالي يوم 24 أغسطس 1967.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ نعم. المرض. خضعت لعملية جراحية. انفجار في الزائدة الدودية. مرضت قبل التجربة بيوم واحد. ودخل في غيبوبة بعد العملية لمدة 3 أيام أو 3 أسابيع (لا أتذكر المدة). خضعت لجراحة طارئة لاستئصال الزائدة الدودية (تمزق الزائدة الدودية).

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.

هل تعاطيت أي أدوية أو مخدرات والتي من المحتمل أن تكون قد أثرت على التجربة؟ غير مؤكّد لكن محتمل. لقد تم إعطائي العديد من الأدوية بعد الجراحة، وخاصة المضادات الحيوية، لأن السموم مرت عبر نظامي الجسدي بأكمله في اليوم السابق لعمليتي الطارئة.

هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟ لا، في الأحلام كل شيء يكون متشابك ومربك وغير منظم. أما في تجربة الاقتراب من الموت، كان هناك شعور قوي بـ "النظام الإلهي"، إذا كنت ترغب في تسميته كذلك. التجربة لم تكن تشبه الأحلام.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ نعم. أتذكر بوضوح شديد، رغم أنني كنت "أعرف أنني موجود في جسدي الروحاني"، إلا أنني شعرت أنني انفصلت عن جسدي الأرضي بالكلية. وأتذكر أيضًا أنني عندما رأيت نفسي في المنتصف، محاطًا بهذه "الكيانات الطيبة" الستة أو السبعة، كنت أنظر في نفس الوقت إلى هذا المشهد من الأعلى.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ في كل مرة كنت أسأل "الكيانات"، أسميهم الملائكة؛ كنت اتلقى الرد منهم بشكل فوري عن طريق التخاطر العقلي. كنت منتبه جدًا! لقد فهمت بشكل فوري أشياء لم أستطع فهمها على الأرض وأنا في جسدي الفاني. لم يكن هذا حلمًا بالتأكيد!!

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. يبدو أن الزمن كان غير موجود. لم يكن هناك وقت، لم يكن ذلك مهمًا. الوقت من صنع الإنسان، وهو موجود هنا على الأرض ونحن نستخدمه، لكنه ليس شيئًا حقيقيًا.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لا. بالنسبة لي كنت في سلام وهدوء تامين. الصوت الوحيد، إذا كان بإمكاني القول أنه كان هناك أي صوت، ربما كان صوت تواصلنا. لكنني أشك في وجود أصوات مثل الأصوات الموجودة هنا على الأرض.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا.

هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. ستة أو سبعة "كيانات"، أحب أن أسميهم "ملائكة". من المحتمل أن يكونوا أقارب متوفون. لقد شعرت بشدة أنني أعرفهم وهم يعرفونني. لم أستطع رؤية وجوههم. لكننا تواصلنا كثيرًا عن طريق التخاطر. لقد طرحت أسئلة، وأعطوني إجابات عليها. لا أتذكر كل الإجابات الآن، أتذكر بعضها فقط.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. كان النور مشرقًا وأحاط بنا جميعاً. حتى يومنا هذا أنا حساس جدًا للضوء. وخاصة نور الشمس. في معظم الأحيان حتى مصابيح الفلورسنت الموجودة داخل المباني تكون ساطعة جدًا وتؤذي عيني. في المنزل ليلاً يجب أن أبقي الأضواء منخفضة. إذا قام زميلي في السكن بتحويلها إلى الإضاءة الساطعة، فلا أستطيع تحملها، ويجب أن أخفضها. وهو لا يستطيع تفهم السبب.

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ شعور شديد للغاية بجميع العواطف. الحب الساحق، الثقة.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون. يصعب وصف الأمر؛ لقد عدت برغبة لا تهدأ في الذهاب إلى المكتبات وتعلم كل ما أستطيع عن كل ما أستطيع. لقد تعلمت عن النظام العالمي وفهمت أشياء عن الأنظمة الشمسية وكواكبنا وأرضنا وما إلى ذلك. لقد نظرت إلى أرضنا من الفضاء الخارجي (كانت بحجم كرة السلة) في الفضاء. أتذكر أن صديق سألني: "أليست جميلة؟"، وقد توفى بعد سنوات من تجربتي في الاقتراب من الموت. توفي سنة 1987.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ لا.

هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك الآن؟ الأسقفية (المسيحية). لقد أصبح الآن أكثر روحانية وتدينًا مما كنت عليه قبل تجربة الاقتراب من الموت.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. لقد تعلمت الكثير. نعم، لم يعد لدي خوف. نحن جميعا جزء من هذا الكون. كل شيء مترابط. لذلك يجب علينا مساعدة الآخرين دائمًا.

لقد أصبحت مؤمنًا بـ "العالمية الروحية". لقد علمتني أنه لا يوجد أحد أقل أو أفضل من أي شخص آخر. وأن عليّ أن أحترم كل الناس. الدين لا بأس به، لكن الروحانية أهم. الله (السلطة العليا) لا يهتم بأدياننا، سنصل جميعًا إلى هناك بغض النظر عما نتعلمه أو نفكر فيه. ما نفعله أو نفكر فيه لا يغير القوانين العالمية.

فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:

كانت التجربة مع مرور الوقت: بقيت على حالها تقريبًا.

ما هي التغييرات التي حدثت في حياتك بعد مرورك بتجربتك؟ حدثت التغييرات بطرق كثيرة جدًا لدرجة يصعب التعبير عنها، لا يمر أسبوع دون ان أكتب أو أتحدث عنها.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ أتمنى أن أكون في علاقة مع شخص يعرف ما أعرفه. شريكي خلال السنوات الخمس الماضية ليس لديه أدنى فكرة رغم أنني شرحت له. أذهب إلى الكنيسة كثيرًا، لكني لا أشعر أنني مضطرًا للذهاب.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. إن محاولة شرح "التجربة الروحية" بالكلمات أمر صعب للغاية.

هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم. رأيت أحلام تنبوئية تحققت وحدثت بالطريقة التي رأيتها بها. ومررت ببعض الإسقاطات النجمية، حيث ذهبت إلى أماكن أخرى على الأرض وفي مجرتنا.

هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ الجزء الأفضل من التجربة هو الاستنارة التي جعلتني أتعرف حقًا على نفسي، وعلى هويتي، وعلى روحي. وقد أدى ذلك إلى أنني أصبحت أعمل في مهنة أحب القيام بها.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. أنا حاليًا أساعد رجلًا يحتضر. إنها فرصتي الثانية لإخبار شخص ما عن تجربتي، لكن عندما ذكرت ذلك لمديري، لم يعتقد أنها فكرة جيدة. أشعر أنني يجب أن أفعل ذلك، ولكني أشعر بالقلق. وأحتاج أيضًا إلى إخبار الأشخاص الذين فقدوا أفرادًا من عائلاتهم، حتى المجموعات الكبيرة.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.