تجربة تيري القريبة من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

لم أستطع أن ألتقط أنفاسي، وسمعت الطبيب يقول: " دعونا نخرج هذا الطفل من هنا!". وشعرت بحرارة حارقة على بطني بسبب الأداة الجراحية، وأخيرًا فقدت الوعي بسبب نقص الهواء. كنت أسمع أصواتًا حادة جدًا، وكانت لها نغمة معدنية تشبه الرنين. كانت الأصوات تأتي من نقاط وردية تبدو وكأنها تدور حول رأسي. قالوا لقد حان وقت الذهاب، تعالي معنا. شعرت أنني أعرف هذه الأصوات، وشعرت بالراحة معها وبدأت في الارتفاع عن الطاولة. بعدها لم أعد أستطيع رؤية النقاط واختفى الشعور بالدوران. كان الظلام يحيط بي. شعرت كأنني في غرفة مظلمة وكنت أرتفع إلى الأعلى، لكنني فجأة توقفت عن الارتفاع لأن شيئًا ما أوقفني، أعتقد أنه كان السقف.

لم أنظر إلى الأسفل على جسدي، لم أكن قلقة بشأنه، شعرت أنه لا يهم. كل ما كنت مهتمة به هو محيطي وأفكاري ومشاعري؛ كان هناك طوفان من المشاعر والمعرفة والإثارة والترقب والحب. كان الحب ملموسًا تقريبًا، وكذلك كان الإحساس بعدم وجود المسافة أو الزمن. أتذكر أنني كنت أعتقد أني أستطيع الذهاب إلى أي مكان وفعل أي شيء بمجرد التفكير فيه. شعرت بالحرية وبالحياة أكثر من أي وقت مضى. بدا الأمر كأنني كنت أتحرك ببطء ثم تم إطلاق سراحي – مثلما يحدث عندما يطاردك أحدهم في حلم ولا تستطيع الركض بسرعة كافية للهروب منه، لكن عندما تستيقظ يمكنك التحرك بسرعتك الطبيعية مرة أخرى. كنت أعرف أنني أنتمي إلى هذا المكان، وأنه كان مكاني الطبيعي، ولم يكن مخيفًا على الإطلاق، بل كان مناسبًا تمامًا. شعرت بالرضا والسلام، ومع ذلك كنت متحمسة للرحلة التي كنت على وشك القيام بها. شعرت أن ذهني أصبح صافيًا ويقظًا جدًا. ولأسباب غير معروفة، أدركت فجأة أنني بحاجة إلى العودة. لذلك أخبرت الكائنات غير المرئية التي كانت موجودة حولي في الظلام إنني بحاجة إلى العودة. ثم استيقظت في غرفة التعافي بعد ما بدا لي أنه عدة ساعات (لكنني استيقظت في الواقع بعد نصف ساعة فقط).

شعرت بالثقل والبطء والاكتئاب. لقد أنجبت طفلًا جديدًا، لكنني لم أتمكن من التركيز عليه لأن الشعور بالعودة إلى البعد الآخر كان قويًا جدًا. في الأيام القليلة الأولى كنت أفكر في التجربة باستمرار. أخبرت والدتي عنها بمجرد وصولها في الصباح؛ كنت متحمسة جدًا، وأردت أن أخبر الجميع بما رأيته. لكن والدتي كانت منزعجة جدًا، وكان من الواضح أنها لم تصدقني، وطلبت مني ألا أتحدث عن هذه التجربة، لأنه في سنة 1980 كان الناس يعتقدون أنك مجنون إذا تحدثت بهذه الطريقة. شعرت بالتشتت كأنني كنت في غير مكاني، كأنني كنت في المكان الخطأ. شعرت أنني لو ركزت بقوة كافية، فسأكون قادرة على رؤية ذلك البُعد مرة أخرى، لكنني لم أتمكن من الوصول. واجهت صعوبة في التكيف مع الطفل الجديد، وكأنني كنت موجودة في عالم خيالي، وأنني تركت العالم الحقيقي عندما عدت إلى جسدي. إن البُعد الآخر موجود في نفس المكان الذي نحن فيه، لكن لا يمكننا رؤيته لأن أدمغتنا لا تتحرك بسرعة كافية لرؤيته، وهو يظهر فقط عندما يتم إزالة القيود الجسدية. إن البُعد الآخر هو الحقيقة، وهذا العالم مجرد وهم.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: 7 مايو 1980.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ لا. التجربة مرتبطة بعملية جراحية. الولادة.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر رائعة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد غادرت جسدي بوضوح ووُجدت خارجه.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. مباشرة قبل أن أقول إنني بحاجة إلى العودة.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ مباشرة قبل أن أقول إنني بحاجة إلى العودة.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.

هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. غير مؤكّد. كان الظلام يحيط بي. لكنني كنت أعرف بطريقة ما أن هذا الظلام كان سينقشع قريبًا وسأتمكن من الرؤية، لكنني قلت أنني بحاجة إلى العودة قبل أن يحدث ذلك.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. كان سمعي واضحًا جدًا. كنت أستطيع أن أسمع عن طريق التخاطر، وأتذكر أنني كنت مذهولة لأنني أستطيع سماع أصوات الكثير من الأشخاص من حولي، كانوا يطمئنوني ويرحبون بي، لقد جعلوني أشعر أنني في "وطني".

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.

هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم.

هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ غير مؤكّد. لقد سمعتهم فقط لم أراهم.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ لا.

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ لا.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ لقد تطرقت إلى ذلك بالفعل في السرد الرئيسي للتجربة.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ نعم. كنت على وشك عبور السقف أو أعلى الحاجز، لم أستطع رؤيته، لكنني كنت أعلم أنه موجود، وكان الظلام يحيط بي. شعرت أنه لو عبرت ذلك الحاجز، لما استطعت العودة. كنت أعرف أن هناك نورًا على الجانب الآخر. كنت أعرف إلى أين كنت ذاهبة، لكن لا أستطيع أن أتذكر الآن. لم أفكر أبدًا في أنني كنت ميتة أو أحتضر، لأنني شعرت أنني على قيد الحياة بكل ما تحمله الجملة من معان. لكنني لم أفهم التجربة بشكل الكامل إلا بعد أن استيقظت في غرفة الإفاقة.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدلة.

هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ لا.

ما هو دينك الآن؟ معتدلة.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لا.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:

هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم. هناك حياة بعد موت هذا الجسد، وهي تستمر إلى الأبد لأنه لا يوجد وقت. كل أشكال الحياة على الأرض مرتبطة ببعضها ذهنيًا. نحن هنا في حالة تشبه الشرنقة داخل هذه الأجساد، وعندما يموت هذا الجسد، تنفتح الشرنقة ونصبح أحرارًا. نصبح فراشات جميلة، كما هو مقدر لنا أن نكون. هناك خطة؛ كل شيء منظم بشكل هائل، مثل معادلة رياضية معقدة للغاية. كنت أعرف كل شيء، لكني لا أستطيع تذكر أي شيء آخر.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ لا.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. الكلمات بسيطة للغاية بحيث لا يمكنها وصف مدى ضخامة المشاعر التي شعرت بها. الأشياء التي شعرت بها وعرفتها لا وجود لها في هذا البُعد، لذا لا يمكن فهمها. الأمر أشبه بمحاولة شرح الألوان لشخص أعمى. على سبيل المثال، كيف تشرح أن هناك لا وجود للوقت في ذلك البُعد، أو كيف ستعرف أن الزمن غير موجود إذا كان الناس على الأرض دائمًا محكومين بالزمن؟ لم تكن هناك ساعة لتخبرني أن الزمن غير موجود، لكنني عرفت وحسب. في البُعد الآخر، كنت أعرف كل شيء عن الكون والإنسانية والوجود في لحظة واحدة، وأننا جميعًا متصلون ذهنيًا ببعضنا البعض، لكن بعد أن عدت إلى جسدي، لا أستطيع تذكر ما كنت أعرفه مهما حاولت. لا يستطيع عقلي أن يعمل بهذه السرعة أثناء وجوده في هذا الجسد؛ إنه بطيء جدًا في معالجة تلك المعلومات. من سيصدقك إذا قلت إنك كنت تعرف كل شيء، لكنك لا تستطيع تذكر أي شيء الآن؟ يبدو ذلك سخيفًا للأشخاص الذين لم يمروا بهذه التجربة قط.

هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ لا.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. لم أخبر أي شخص آخر لمدة خمس سنوات تقريبًا بعد أن أخبرت والدتي، لأنها كانت منزعجة جدًا ولم أرغب في أن يعتقد الناس أنني مجنونة. الآن أخبر أي شخص دون أن أواجه ردود فعل سلبية. الناس مهتمون أو يعرفون أشخاصًا مروا بتجارب مماثلة أو حتى عاشوها بأنفسهم.

هل كانت لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لا، أول مرة عرفت فيها عن الدراسات حول هذه التجربة كانت في سنة 1983 أثناء محاضرة في الكلية، حيث قرأت عن مراحل الموت التي وصفها ريموند مودي. بدأت في البكاء لأن الكثير من الأشياء التي رأيتها كانت مكتوبة أمامي في الصفحة. لم أعد أشعر بالخجل أو أتساءل إن كنت مجنونة.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ بعد حوالي خمس سنوات بعد أن أخبرت والدتي عن تجربتي، أثرت الموضوع مرة أخرى. شعرت أنني أقوى الآن، مع توفر المزيد من المعلومات حول تجارب الاقتراب من الموت، حيث تمت دراسة الكثير من تجارب الأشخاص الآخرين المماثلة. قالت والدتي إن سبب انزعاجها هو أنها كانت خائفة جدًا، ولم ترد مواجهة حقيقة أنني كدت أن أموت. قالت إن الطبيب جاء وقال: " كنا على وشك أن نفقدها". وعندما وصفت مغادرتي لجسدي، كان الأمر واقعيًا جدًا بالنسبة لوالدتي لتتقبله، لكنها لم ترغب في سماعه.

هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ لم ألتقِ أبدًا بشخص يفهم تجارب الاقتراب من الموت بهذا القدر. كان من الرائع جدًا أن أتمكن من التواصل مع من يفهم. كان هذا واضحًا من الأسئلة التي طرحتموها. لا بد أنكم قد قابلتم أشخاصًا مروا بتجارب حقيقية مشابهة لتجربتي لتعرفوا كيف تنتقوا أسئلتكم. شكرًا جزيلاً لكم على اهتمامكم وعلى كل ما تقومون به.