توماس ب. تجربة قريبة من الموت 3820
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

كنت أستوقف السيارات للحصول على توصيلة للعودة إلى المنزل بعد العمل، فحصلت على توصيلة مع عدة رجال مشبوهين. لم يكن ينبغي لي أن أقبل التوصيلة، لكنني كنت شاباً صغيرًا وكان الوقت متأخرًا، كنا عند منتصف الليل تقريبًا. قادوا السيارة في طريق ريفي مظلم وأجبروني على النزول من السيارة. شرع أحد الرجال في سرقة نقودي، ثم طعنني آخر بسكين جيب في منتصف صدري. بعد أن أطلقوا سراحي، مشيت إلى منزل قريب من الطريق طلبًا للمساعدة. كنت أنزف بغزارة. اكتشفت لاحقًا أن السكين قطعت شريانًا في صدري. ساعدني سكان المنزل، لكنني بدأت أضعف مع استمرار فقداني للمزيد والمزيد من دمائي. جلست على الأرض مستنداً إلى سيارة الشخص الذي كان يساعدني. كنت خائفاً للغاية لكني لم أشعر بأي ألم، رغم أنني كنت أشعر أني أفقد وعيي تدريجيًا. تم استدعاء سيارة الإسعاف، ولم يكن بوسعي سوى الانتظار. لم أستطع إبقاء عيني مفتوحتين لفترة أطول، وبعد أن أغلقتُهما بقليل، شعرت بتغير يحدث بداخلي.

شعرت أنني لم أعد جزءًا من هذا العالم، بل انزلقت بسهولة إلى وجود آخر. بدأت أرى أحداث حياتي حتى تلك اللحظة كما لو كنت أشاهد فيلمًا. تسارعت وتيرة الإدراك الزمني، وما كان يستغرق أيامًا لمشاهدته كان يمر أمامي بسرعة خاطفة، لكنني تمكنت من رؤية كل شيء وفهمه بوضوح مذهل. يجب أن أقول إن حتى البصر والصوت اتخذا شكلاً جديدًا. كنت أختبر كل شيء بطريقة مختلفة. الذكريات كانت مثل نقاط تتدفق، وتتكشف، ثم تستوعبها رؤيتي الجديدة. شعرت بسلام رائع وجميل. شعرت براحة لم أعشها من قبل. لكن كان لدي شعور بأنه لا ينبغي لي أن أبتعد كثيرًا، ورغم أنني كنت حرًا في الذهاب كما يحلو لي، إلا أنني كنت أعلم أنني إذا واصلت التقدم، فسأفقد عالمي "الآخر" إلى الأبد. لم أكن خائفًا على الإطلاق، بل كنت أفكر فقط في أنه ربما لم يحن وقت رحيلي بعد. فكرت في مدى الألم الذي ستشعر به أمي. ثم شعرت بأنني كنت أُرفع، وبكل ألم عدت إلى وجودي القديم. كان المسعفون قد وصلوا وكانوا يضعونني على النقالة. المكان الذي كنت فيه لم يكن مظلمًا ولا مضيئًا بالنسبة لي، واستمرت التجربة بأكملها ربما ثلاث أو أربع دقائق من الزمن "القديم". لم يكن هناك أي إحساس بالوقت في المكان الذي كنت فيه. لا أتذكر أنني شعرت بأي جاذبية، ولم أشعر بأي حركة حتى عدت إلى هذا العالم. أول شعور أتذكر أنني شعرت به كان الغضب.

لست متأكدًا هل كان الغضب بسبب إعادتي إلى الحياة، أم لأن هؤلاء الرجال فعلوا بي شيئًا فظيعًا. علق أحد المسعفين أثناء عمله على إنقاذي قائلاً إنه عندما رآني على الأرض لأول مرة، ظن أنهم وصلوا متأخرين جدًا. قال إنه رأى العديد من جثث المتوفين من قبل، وأنني كنت أبدو ميتًا تمامًا، لكنني استجبت بمجرد أن لمسني. لم أخبر أي شخص عن تجربتي إلا بعد مرور عشر سنوات تقريبًا.

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: 18 سبتمبر 1978.

عناصر تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ نعم. تعرضت لهجوم إجرامي. لقد تم طعني في صدري أثناء عملية سطو.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد فقدت الوعي بجسدي.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما هو مذكور أعلاه.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ يمكنني أن أقول إنه كان ارتفاعًا فوريًا في مستوى الوعي. إن الحياة واليقظة هما الوصف الوحيد لهذه التجربة، ورغم أن الأحاسيس كانت غريبة مقارنة بوجودي الجسدي، إلا أنه لم يكن هناك أي حاجة للتكيف. أعتقد أنني شعرت وكأن هذا الأمر طبيعي تمامًا. لم يكن هناك إحساس بالوقت فيما يتعلق بالتأقلم مع هذا المكان الجديد.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.

هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. لقد تسارع معدل فهمي للأمور، كما لو أن ما كان يستغرق ثوانٍ للتعرف عليه، أصبح وعيًا كاملاً في نانوثانية أو حتى أسرع.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. لم تكن لدي رؤية كما نعرفها، بل كنت ببساطة أختبر كل شيء. كما لو أن لدي رؤية بزاوية 360 درجة.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. نفس ما ورد أعلاه.

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.

هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا.

هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟ لا.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ غير مؤكَّد. لا أتذكر أنني رأيت نورًا معينًا بحد ذاته، لكنني أتذكر شعورًا بالانجذاب نحو شيء ما. كان شيئًا رائعًا. المكان الذي كنت فيه كان مضيئًا، لكن لا شيء في هذا العالم يمكن مقارنته به، ربما باستثناء الشعور بأشعة الشمس.

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ لا.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ لقد شعرت بالرضا، وكأنني أسبح في بحر من الحب.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بالسعادة.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. لقد مرت أحداث حياتي السابقة أمامي بسرعة وبوضوح، وشعرت بمحبة لا تخطئها العين من عائلتي وأصدقائي الذين كانوا في هذه الرؤى. لم يكن لدي أي سيطرة حقيقية، لكنني أتذكر أنني كنت قادرًا على إعادة عرض بعض الذكريات إذا رغبت في ذلك. أذكر رؤية بعض الذكريات التي تخص والدي، الذي توفي قبل ثلاث سنوات.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ محافظ / أصولي.

هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ نعم، أنا لا أتبع أي دين. لدي نظرية أو اعتقاد مفاده أن الطاقة الموجودة داخل الشخص هي الأهم. هذه الطاقة هي جوهر وجودنا الحقيقي. يمكن لهذه الطاقة أن تأخذ الشخص إلى أي مكان يريده في الحياة، لكن عليه أن يختار كيفية استخدامها. إذا تم استخدامها بشكل غير حكيم وأناني، فإن الطاقة ستستهلك نفسها حتى يصبح الشخص مجرد ظل لما كان يمكن أن يكون عليه. وإذا استُخدمت الطاقة بحكمة وسخاء، فإنها ستنمو، وفي بعض الحالات يمكن أن تصبح الطاقة قوية لدرجة أن الآخرين يمكنهم رؤيتها أو الشعور بها. وعندما يغادر هذا الشخص هذا الوجود، فإنه يصبح قوة أكبر في ذلك الوجود.

ما هو دينك الآن؟ ليبرالي. لا أؤمن بأي دين كما يقدمه البشر.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم، أنا لا أتبع أي دين. لدي نظرية أو اعتقاد مفاده أن الطاقة الموجودة داخل الشخص هي الأهم. هذه الطاقة هي جوهر وجودنا الحقيقي. يمكن لهذه الطاقة أن تأخذ الشخص إلى أي مكان يريده في الحياة، لكن عليه أن يختار كيفية استخدامها. إذا تم استخدامها بشكل غير حكيم وأناني، فإن الطاقة ستستهلك نفسها حتى يصبح الشخص مجرد ظل لما كان يمكن أن يكون عليه. وإذا استُخدمت الطاقة بحكمة وسخاء، فإنها ستنمو، وفي بعض الحالات يمكن أن تصبح الطاقة قوية لدرجة أن الآخرين يمكنهم رؤيتها أو الشعور بها. وعندما يغادر هذا الشخص هذا الوجود، فإنه يصبح قوة أكبر في ذلك الوجود.

هل رأيت أرواحًا لشخصيات متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

فيما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ غير مؤكَّد. بعد أن تعافيت جسديًا، لم أعد أشعر بنفس المشاعر تجاه الحياة، أدركت أن كل شيء مؤقت وزائل، وواجهت صعوبة حقيقية في التكيف مع حياة يتمسك فيها الجميع بأشياء مادية لا أهمية لها في "الصورة الكبرى" التي رأيتها. لم تكن لدي أي ممتلكات مفضلة كما كان الحال مع الكثيرين من أصدقائي. أصبحت موسيقيًا لأن ذلك كان أقرب شيء يمكنني القيام به لخلق شيء خالد لا يمكن تدميره.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم، لم أعد أضع أهمية خاصة للأشياء المادية، وأحيانًا أجرح مشاعر الناس دون قصد من خلال إظهار عدم اكتراث تجاه الهدايا التي تُقدَّم لي، خاصة عندما يتم اختيارها بعناية واهتمام. أشعر بالسوء حيال ذلك، وأشعر الآن وكأنني أتصنع قبولها، لكنني أقدّر دائمًا حب من قدّمها لي. ومع ذلك، يبدو أن لدي قدرة غير عادية على اختيار الهدية المثالية للآخرين.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ غير مؤكَّد. لعدة سنوات بعد هذه التجربة، لم يكن لدي أي سياق لفهمها. لم تبدأ الأمور في الاتضاح لي إلا بعد أن اكتشفت تجارب الاقتراب من الموت.

هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ غير مؤكَّد. أشعر بأن قدراتي التعاطفية قد زادت. يمكنني استشعار حالة الناس العاطفية بسهولة. لست متأكدًا مما إذا كان ذلك نتيجة مباشرة لتجربة الاقتراب من الموت أم أنني تمكنت من تطوير هذه القدرة بسببها.

هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ لقد تركتني هذه التجربة مع شعور بأن هناك توازنًا في كل شيء. ففي كل شيء هناك فعل ورد فعل، حتى على المستوى الروحي.

هل سبق وأن شاركت قصة هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، ربما انتظرت عشر سنوات قبل أن أشارك هذه التجربة مع أي شخص. وحتى الآن، هذه هي المرة الأكثر تفصيلًا على الإطلاق التي أتحدث عنها.

هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لا.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ نعم. لقد تعاطيت عقار LSD (مادة مهلوسة قوية تؤثر على الإدراك والوعي) عدة مرات، وكان الشعور الذي اختبرته أثناء تعاطيه قريبًا جدًا من الشعور العاطفي العميق الذي شعرت به أثناء تجربة الاقتراب من الموت، لكنه كان يأتي فقط على شكل ومضات أثناء وجودي تحت تأثير المخدر.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ بعد تجربة الاقتراب من الموت عانيت من قلق واكتئاب شديدين، وحاولت الهروب بالمخدرات والكحول. شعرت بعذاب شديد لأنني أولاً لم أجد من أتواصل معه بشأن مشاعري، وثانيًا لأنني كنت أشعر بغضب شديد تجاه الرجال الذين حاولوا قتلي. طلبت المساعدة بعد حوالي أربع أو خمس سنوات، وقد أعطتني طبيبة نفسية ما أسميه "دليل المستخدم" للعقل. لقد ساعدتني الطبيبة في التعامل مع مشاعري، لكن عندما ذكرت تجربة الاقتراب من الموت، رفضتها تمامًا، قائلة إن عليّ فقط التعامل مع "الحياة الواقعية". تعلمت أن آخذ المعلومات التي تفيدني وأتجاهل ما لا يفيدني. لذلك رفضت رأيها حول تجربة الاقتراب من الموت لأن التجربة كان لها تأثير هائل عليّ، وأشعر بأنها جزء لا يتجزأ مما أنا عليه اليوم.

هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ أعتقد أن السؤال عما إذا كان الشخص قد لجأ إلى الكحول أو/و المخدرات بعد تجربة الاقتراب من الموت أمر مهم. وكذلك السؤال عما إذا كان قد تعرض للتوبيخ عند مناقشة تجربة الاقتراب من الموت. في الوقت الحاضر، تعتبر تجارب الاقتراب من الموت أمرًا شائعًا، لكن في الماضي لم تكن هذه المعتقدات مقبولة.