تجربة ت ج، في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
عندما حل الظلام، شعرت بجسدي يتداعى. حلقت بالقرب من السقف وشاهدت أختي وأمي يضعانني على السرير. شعرت وكأنني أطير إلى أعلى، ومن الخوف أغمضت عيني بشدة. كان بإمكاني أن أشعر بأن "الأرواح" تصعد وتهبط، كما هو الحال على سلم يعقوب في حلمه، كان بعض هذه الأرواح يرتفع أسرع والبعض الآخر أبطأ. شعرت بريح على خدي وشعرت بأنني "أخف وزنًا".
أصبحت شجاعة وألقيت نظرة خاطفة من خلال الرموش لأرى ضوءًا يقترب. ليس نفقًا حقًّا بقدر ما هو فراغ مظلم، ليس صغيرًا ولا محصورًا.
وعند الضوء الساطع كانت هناك حافة وتوقفت الحركة ووصلت إلى الضوء، وسرعان ما تأقلمت عيناي على السطوع واستطعت رؤية حقل عشبي طويل كبير. كانت الأشجار تنمو على الحافة في المسافة، وكان بإمكاني سماع المياه من تيار جار. يفصل جدار منخفض من الحجر الصخري قسمين من الحقل. على جانبي وقرب ذلك الجدار كان هناك طريق ترابي لم أكن مضطرة للسير فيه. سمعت أطفالًا يضحكون من بعيد، يُرَون على الجانب الآخر من الجدار. كانوا يطاردون ويركلون كرة عليها نقاط. كان كل منهم يحصل على دوره وبدا أن "اللعبة" يجب أن يلعبها الجميع. استطعت أن أشعر بفرحهم كما لو كان شيئًا ماديًّا، وقد كان معديًّا.
سمعت صوتًا محببًا داخل رأسي يسألني، "هل تعرفين من هم هؤلاء الأطفال؟" وفجأة استطعت أن أقول "نعم" لأنني كنت أعرف أن هؤلاء كانوا أطفالًا ماتوا صغارًا - صغارًا جدًّا. ربما من الحوادث، ربما من الإجهاض، أو المرض، لكنني كنت أعلم أنهم كانوا مميزين. كانوا صغارًا وأبرياء من ذلك العالم الذي أتيت منه. لن يعرفوا النضال أو الخوف أو المصاعب الأخرى التي نعرفها، إلى الأبد، سيكونون أطفالًا. سيكونوا محبوبين ولكن صغار. ومع ذلك، فقد كانوا يقضون وقتًا ممتعًا لدرجة أنني أردت القفز إليهم.
بالكاد تشكلت هذه الرغبة عندما ظهرت درجات على ذلك الجدار المنخفض. كنت أعلم أنني أستطيع عبور الجدار والانضمام إليهم، بلا أسئلة، ما من أحد هناك. عندما صعدت إلى القمة، أخبرني كائن نوراني كان يطفو في السحب وظهر في عين عقلي (في أفكاري)، "هذا ليس وقتك للعبور. إذا عبرت، فلا يمكنك العودة". وفي تلك اللحظة خطر ببالي إطار آخر، أختي كانت تحوم فوق جسدي المستلقي على السرير، تبكي وتصلي. كانت تغطيني وتتوسل إلى الله أن يعيدني. استطعت أن أشعر بألمها بنفس سهولة شعوري بفرحة الأطفال. كنت أرغب في البقاء واللعب، لكنني لم أرد لها أن تعاني. كنت أعلم أن العائلة بأكملها ستفتقدني كثيرًا إذا لم أعد. في قلبي لم أكن أرغب في التخلي عن تلك الخفة، ولم أكن أرغب في العودة إلى ذلك العمل الشاق الذي ينتظرني، أردت أن أبقى وأن أكون طفلة ولم أهتم ولكن قيل لي: "شكرًا لاختيارك''، وعدت مندفعة مرة أخرى إلى جسدي وجلست ببطء.
ذهبت أختي نحو المرآة، قائلة: كيف لا يوجد نبض ولا بخار على المرآة. جاءت أمي وأختي الأخرى وجلستا بجانبنا. لقد وصفت لهن ما رأيته. كانت أمي قد صنعت "الكرة ذات النقاط" لتكون كرة القدم، لكنني لم أر أو أسمع بمباراة كرة قدم من قبل. ولا حتى على شاشة التلفزيون.
قالت أمي، "حلم جميل". وعادت أختي الأخرى لتزاول مهامها. كنت أنا وأختي الكبرى ممسكتين ببعضنا البعض. قلت لها: "لقد عدت حتى لا تبكي". تمسكت بي وبالطبع لم نتحدث عن الأمر مرة أخرى.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
ربيع ١٩٧٤.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟
لا. حبس الأنفاس بعناد للفوز في قتال، وبالتالي لم يكن ذلك من قبيل الصدفة ...
كيف تنظرين في محتوى تجربتك؟
رائعة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟
غادرت جسدي بوضوح ووجدت خارجه.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟
وعي وانتباه عاديان.
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟
كنت في نفس مستوى "المعرفة واليقظة" كما كنت في جميع الأوقات. كنت حية فقط، أتنفس كالمعتاد. كانت الأصوات في الغالب في ذهني، حيث تحدث المشاعر والمعرفة. ما من تغيير أثناء الانتقال من الأرض إلى السماء أو الذهاب والإياب من الجسد إلى الروح.
هل تسارعت أفكارك؟
أسرع من المعتاد.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟
يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. كان الإيقاع أبديًّا، ليس متسارعًا أو مندفعًا ولكن لحظيًّا، كان ممتلئًا ويمر كما يحدث في فترة ما بعد الظهيرة الصيفية البطيئة في الريف، بالتنقيط. لم يكن الوقت سريعًا أو بطيئًا، ولكن المعلومات كانت تظهر على الفور، تخيل أن التواصل الأرضي يشبه "الاتصال الهاتفي" بكل عقباته وتأخيراته، فسيكون التواصل في الجنة أسرع من التواصل السلكي أو الإنترنت.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟
حيوية بشكل لا يصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
لا.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
غير مؤكَّد. إن "الإدراك" و"المعرفة" لم يكن "عملية" تنتقل عبر الأذنين. كان الأمر كما لو أن "ما كان وما يكون" كله يحدث في لحظة واحدة.
هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟
نعم، وقد تم التحقق من الحقائق.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟
غير مؤكَّد. كان مظلمًا لأنني أغمضت عيني. كان أكبر من نفق مترو الأنفاق، يبدو أنه لا يوجد به "جدران" مجرد ظلام، ظلام كثيف، ربما غير محدود؟
هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟
نعم. رأيت أطفالاً مميزين. كانوا يلعبون بكرة. سألني "ملاك" عما إذا كنت أعرفهم، وقدم لي معرفة بأن هؤلاء الأطفال ماتوا صغارًا، إما بسبب المرض أو الحوادث أو الإجهاض. سمعت أيضًا صوتًا محببًا (لست متأكدة من هويته) وأجريت محادثتين معه. (حول الانضمام إلى اللعبة، وخياري بين العودة أو البقاء).
هل رأيت أو شعرت أنك محاطة بضوء مشرق؟
ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟
نعم. عندما صعدت إلى أعلى، اقتربت من "ضوء الشمس" لم يكن الضوء نقطة. ومع اقترابي، أزاح الضوء الظلام، يصعب وصف هذا الضوء، إذا خرجت من غرفة مظلمة في يوم مشمس، فستصاب بالعمى لدقائق قليلة، كان ذلك الضوء يشبه هذا النوع من السطوع، لذلك لم أر حافة الظلام، فقط رأيت المزيد والمزيد من الضوء.
هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟
عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟
مشاعر كثيرة. فقط أتردد في ما لا أعرفه منها: الفرح، السعادة، الحب، القبول، الكمال، السلام.
هل كان لديك شعور بالفرح؟
فرح لا يصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟
شعرت أني متحدة مع الكون أو فرد منه.
هل فجأة بدا لك أنك تفهمين كل شيء؟
كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟
برق الماضي أمامي، دون تحكم مني. كانت حياتي تبلغ ثلاث سنوات، وبالتالي أعتقد أنها أقصر من أن تراجع؟ لقد تعلمت ألا أخاف من السواد الذي يسمى "الموت". تعلمت الكثير، كما لمحت الأطفال. لم أشعر بالأسف لأولئك الذين كانوا يصعدون إلى السماء. كنت أعلم أنهم يعيشون في سلام حقيقي. كنت في الثامنة من عمري قبل أن أقرأ الكتاب المقدس، لكن كل ما تعلمته منه كنت أعلم ما إذا كان صحيحًا أم لا، فعندما يجلب محتواه الحب والسلام يكون بذلك قد حقق نفس الحب والسلام الموجودين في السماء.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟
مشاهد من مستقبل العالم. كان لدي القليل من حوادث سبق الرؤية وكنت بحاجة إلى أن أكون أقل عنادًا، وبحاجة إلى البذل أكثر من الأخذ، وأن أكون أكثر طاعة، وأقل عناءً.
هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟
نعم. عند جدار منخفض من الحجر المرصوف، رأيت درجات تؤدي إلى أعلى وأسفل الجانب الآخر. كنت أعلم أنه يمكنني تسلقها والانضمام إلى الأطفال الذين يلعبون على الجانب الآخر. لقد كان الأمر اختياريًّا، ولكن عندما وصلت إلى القمة، تم تحذيري إذا ذهبت فلن أتمكن من العودة أبدًا.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟
محافظة/أصولية. كنت صغيرة وبالتالي لم أكن متدينة.
هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟
نعم. أعلم أن الجنة موجودة. أعلم أنه لا يمكننا كسب طريقنا إليها أو شراؤه. أعلم أنه سيتم الترحيب بنا جميعًا، لذلك لا يمكنني الذهاب إلى الكنيسة المعمدانية أو محاولة "تبشير" كل من ألتقي بهم. أنا أعرف الحب وأريد مشاركته.
ما هو دينك الآن؟
محافظة/أصولية. شمولية.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟
نعم. أعلم أن الجنة موجودة. أعلم أنه لا يمكننا كسب طريقنا إليها أو شراؤه. أعلم أنه سيتم الترحيب بنا جميعًا، لذلك لا يمكنني الذهاب إلى الكنيسة المعمدانية أو محاولة "تبشير" كل من ألتقي بهم. أنا أعرف الحب وأريد مشاركته.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟
لقد رأيتهم بالفعل.
في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟
نعم. نحن على الأرض نكافح لكسب القبول والتوافق. نريد "الاتصال" بالآخرين. أما هناك، فالأمر مفتوح مثل الكتاب، لا شيء مخفي. لا يوجد حكم ولا نظر تحت الأنوف، نحن فقط نحن. لا يوجد من هو جيد وسيئ أو أفضل وأسوأ. نحن وكل شيء على ما يرام. نريد ما نريد، بلا ذنوب.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟
نعم. أنا أكثر تعاطفًا وأكثر حساسية. أتقبل كما أراد مني الكائن النوراني، أريد أن أنشر مشاعر الحب والسلام والفرح التي شعرت بها، لذلك عندما أقابل شخصًا حزينًا أو متألمًا، أرغب حقًّا في دعمه وتشجيعه
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟
لا.
هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟
نعم. التقمص العاطفي، سبق الرؤية (محادثات محددة وما شابه ذلك).
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم. بخلاف ما حدث مع عائلتي على الفور، مر أكثر من اثني عشر عامًا قبل أن أخبر أي شخص، وقد عدوها "قصة خيالية" - ليس لأنني مجنونة، ولكن ربما كان لدي حلم جميل.
هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟
لا.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟
لا.
هل هناك أي شيء آخر تودين إضافته لتجربتك؟
هذه ليست المرة الوحيدة التي أذهب فيها إلى الجنة، لكنها المرة الوحيدة التي اضطررت فيها إلى التوقف عن التنفس للوصول إلى هناك. كانت هناك أوقات حاولت فيها التوقف عن التنفس مرة أخرى للعودة، لكن لا يبدو أنني أمتلك قوة الإرادة العنيدة لفعل ذلك مرة أخرى، غريب كيف كنت في الثالثة من عمري جريئة ووقحة، وفي الرابعة والثلاثين خجولة ووديعة.