تجربة تريسي دي في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
لقد مررت بتجربة الاقتراب من الموت هذه في فبراير من العام ٢٠٠٩. اسمحوا لي بأن أبدأ بإخباركم أنني مصاب بمرض السكري، ومرض الصدفية، وصحتي بشكل عام متدهورة قليلًا. إن خطئي في أغلب الأحيان يتمثل في أنني لا أراقب مستويات السكر في الدم بعناية أو أذهب إلى الطبيب.
كنت أزور والدتي التي كانت قد خرجت للتو من جراحة في الفخذ وعندها بدأت أشعر بألم حاد في منطقة البطن ومنطقة أسفل الظهر. اشتد الألم فغادرت المستشفى إلى منزل والدتي حيث كنت أقيم. وبحلول الوقت الذي وصلت فيه إلى المنزل أصبح الألم شديدًا للغاية ونتيجة لذلك اتصلت بسيارة إسعاف. وعند وصولي إلى المستشفى كنت قد فقدت الوعي ثم توقفت كليتي وأصبت بسكتة قلبية…
وجدت نفسي جالسًا على النمط الهندي في قاع بحيرة استوائية جميلة. كان الماء جميلًا وشفافًا تمامًا وذا لون فيروزي. والرمال بيضاء نقية وساطعة، وبدت الرؤية غير محدودة. ورأيت العديد من الأسماك الاستوائية تسبح في كل مكان بألوان زاهية بدا وكأنها متصلة بمقبس كهربائي ومغطاة بأضواء النيون (يصعب وصفها فعليًّا). لم أر شيئًا كهذا من قبل. لم تكن هناك حياة نباتية أو مرجانية أو صخور أو شعاب مرجانية، فقط رمال بيضاء ومياه جميلة وتلك الأسماك وأنا. أتذكر أنني فكرت: «حسنًا، هذا غريب نوعًا ما»، «كيف أتنفس تحت الماء بمفردي؟» وأيضًا «أين أنا وكيف وصلت إلى هنا؟» ثم لفت انتباهي شيء في الأعلى. نظرت إلى الأعلى واستطعت رؤية سطح الماء على ارتفاع حوالي ١٠ أقدام فوقي، وبعد ذلك رأيت كرة من الضوء شديدة السطوع تنحدر في اتجاهي. راقبتها، وعندما اخترقت سطح الماء تفرقت وابتلعت البحيرة وما وراءها.
اعتقدت أنني سأصاب بالعمى (لكنني لم أكن متأكدًا مما إذا كان ذلك رد فعل غريزي أم لا لأنني لا أتذكر شيئًا قد أعماني أو أنني كنت حساسًا لأي نوع من السطوع خلال التجربة بأكملها) نظرت إلى الأسفل في قاع ذلك المحيط وفجأة انغرس عمود خشبي في الرمال على بعد حوالي ٣ أو ٤ أقدام بزاوية معينة (أعتقد أنه كان مشابهًا لذلك العمود الذي صلب عليه يسوع). ومع ذلك لم يكن بهذا العمود مقطع عرضي، كان عمودًا مجردًا. ثم بدأت أنظر إلى الأعلى، وبينما كنت أنظر رأيت زوجًا من الأقدام يلبسان صنادل، وزوجًا من السراويل البيضاء اللامعة والنقية بشكل لا يصدق (يبدو أيضًا أنها أشبه بأضواء النيون، فلا يوجد وصف أدق). وبينما كنت أنظر إلى الأعلى اندهشت تمامًا عندما اكتشفت أنه كان والدي المتوفى قبل عامين. لقد شُخِّصت إصابته بورم في وسط جذع الدماغ يماثل كرة الجولف في الحجم وقد كان ورمًا غير قابل للجراحة. وبعد أسبوعين من التشخيص بدأ والدي ينزف وسقط في أثناء خروجه من أحد المطاعم ونُقل بسيارة إسعاف إلى أقرب مستشفى.
لم يوصنا برغبته في الحياة ولا بضرورة إنعاشه ولذلك لم ندر كيف نتصرف. كل ما نعرفه هو أن والدنا كان رجلًا صالحًا وعاش حياة استثنائية. لقد عاملنا -نحن وجميع المحيطين به- معاملة حسنة ولم يكن يستحق أن يعاني حياة طويلة ورتيبة، لم يرغب بذلك. اخترنا الأكسجين ومسكنات الألم عن طريق الوريد ورفضنا أنبوب التغذية، وذلك تفاديًا لإيلامه ولجعله مرتاحًا بقدر الإمكان خلال رحيله. سمعنا ثلاثة آراء مختلفة تصف المصير ذاته: سيموت خلال الجراحة، وإذا نجا بمعجزة ما فسيصبح بليدًا. لقد توفي بعد ثلاثة أيام بطريقة سلمية إلى حد ما. إذ توقف قلبه فقط بعد أن تسارع في لحظاته الأخيرة محاولًا زيادة مستويات الأكسجين، لقد تعب فقط واستقال. لم يكن خيارًا سهلًا بالنسبة لنا.
عندما أدركت أنه والدي، أدركت أنني غادرت الحياة بمعناها الذي كنت أعرفه، وبطريقة ما (لا أتذكر الرحلة) وصلت إلى هذا المكان من الجمال والهدوء التام. لا أدري ما إذا كان هذا الأمر ذا صلة أم لا فقد دفنَّا والدي في البحر، بعد أن نثرنا رفاته قرب شاطئ نيوبورت. كان رد فعلي الأول عند رؤية والدي: «لم نكن نعرف ماذا نفعل يا أبي... أنا آسف». فابتسم وهو ينظر إلي في الأسفل وقال: «لا بأس يا بني، لقد أبليتم بلاءً حسنًا. أنا في مكان جيد. إنه لمكان رائع يفوق تصورك. كان ذلك أوان موتي». لقد بدا مثاليًّا جدًّا، ويعيش في سلام. لا أستطيع حقًّا أن أصف مدى روعة مظهره وارتياحه ومثاليته. عندما توفي كان عمره ٧٣ عامًا وكان الشيب يملأ لحيته وشاربه بالكامل. أمَّا عندما ظهر أمامي فقد كان أصغر سنًّا بكثير: كان في ريعان شبابه يتمتع بشعر أحمر غامق كثيف ومموج ولامع، تمامًا كما كان عند شبابه لكن أكثر حيوية وكثافة. أي نقص أو عيب من ما كان فيه نُحت ونُقش بدقة إلى حد الكمال السلس. لقد بدا مثاليًّا وجميلًا ومفعمًا بالسلام والفرح ويفيض بالتفهم والمحبة (يمكنني الاستمرار). كنت في زيارة هذا المكان لما بدا وكأنه ساعات ولكن بعد ذلك اكتشفت أن قلبي لم يتمكن من النبض لدقيقة و١٤ ثانية فقط. لقد ضحكنا وتعانقنا وبكينا وفعلنا كل شيء بنجاح (لم تكن أطرافنا متجمدة ولم نواجه صعوبة في الحركة) ثم قفز من موقعه إلى قاع المحيط وبدأ في السير بعيدًا. وقفزت أنا أيضًا وقلت: «مهلًا يا أبي... انتظر دقيقة» وبدأت أتبعه وفي تلك اللحظة توقف والتفت وابتسم تلك الابتسامة العريضة والجميلة التي لا توصف وقال: «لا يا بني، عليك العودة. إنهم يعالجونك. هذا ليس أوان موتك».
ثم مد يده ولمس كتفي ولا أعرف كيف أصف ما شعرت به لكنني أومن أنه عندما لمسني أعاد الحياة إلى داخل جسدي، واستيقظت في المستشفى لأجد نفسي قد عدت إلى تلك الحياة التي كنت أعرفها.
لقد عانيت انسدادًا في الأمعاء، وتسممًا في الدم، وفشلًا كلويًّا، وسكتة قلبية، وهذا ما تسبب لي في تجربة الاقتراب من الموت. عندما استيقظت، استنشقت الهواء في رئتي وسرعان ما فقدت الوعي مجددًا. ثم استيقظت بعد ثلاثة أيام وكانت الأنابيب تحيط بي من كل جانب لكنني ظللت أسترجع تلك التجربة مرارًا وتكرارًا فقط لأرى والدي مجددًا. أعلم الآن أن شيئًا لا يصدق على الإطلاق ينتظرنا عند رحيلنا عن هذه الحياة البشرية. لا أعلم بالضبط كيف يبدو ولكني أعلم أنه بغض النظر عن حقيقة ذلك المكان الذي ذهب إليه والدي فهو مكان رائع ومذهل لأن والدي لم يبد قط بمثل هذه الروعة من قبل، ولم يعش أبدًا في هذا المستوى من السلام والكمال.
لا أستطيع حقًّا العثور على الكلمات المناسبة التي تعبِّر بدقة عن هذه التجربة برمتها. أنا أومن بلا أدنى شك أنها كانت تجربة حقيقية، ولا تشبه أي شيء جربته من قبل، ولا تقترب منه حتى. لا أعتقد أنني اكتسبت أي كرامات خاصة ولم أحصل على أي إجابات عن أسرار الكون. لا أعرف شيئًا عن المستقبل، إلا أن الموت ليس النهاية بل هو بداية جديدة لحياة رغيدة.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
٢٠٠٩/٣/١.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل يوجد حدث يهدد الحياة؟
نعم، مرض. توقف قلبي نتيجة فشل كلوي تام ناجم عن انسداد في الأمعاء. أصبت بمستوى عال من السمية في الأمعاء. كانت الكلى تعمل بمستوى يفوق مستوى طاقتها المعتاد في محاولة لتصفية السموم حتى فشلت تمامًا في نهاية المطاف مما أدى إلى إصابتي بسكتة قلبية. وعند الإنعاش سحبت الهواء إلى رئتي...... وتوقف قلبي.
كيف تنظر إلى محتوى تجربتك؟
رائع.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟
لا لا.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟
أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. راجع القصة في الأعلى.
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟
عندما قطعت حوالي ربع الطريق. كنت في حيرة من أمري في البداية، وفكرت: «هذا غريب»، «ما سبب كل هذا؟» و«ماذا يحدث؟» لم أكن خائفًا أبدًا لكن الأمر استغرق بضع دقائق فقط لمعرفة ما كنت أعيشه.
هل تسارعت أفكارك؟
أسرع من المعتاد.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟
يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. خلال التجربة لم أشعر بغرابة في مرور الوقت حتى اكتشفت لاحقًا أن تجربة الاقتراب من الموت قد استغرقت بوقتنا هنا دقيقة واحدة و١٤ ثانية فقط.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟
حيوية بشكل لا يصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك في أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
راجع القصة أعلاه.
يرجى مقارنة سمعك في أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
راجع القصة أعلاه.
هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟
نعم، وقد أُكِّدت الحقائق.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟
لا.
هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟
نعم.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بضوء مشرق؟
ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟
نعم.
هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر غامض؟
لا.
ما العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟
كل المشاعر الطيبة، مثل: السلام والحب والفرح والرهبة من مدى جمال وروعة البيئة المحيطة والتجربة بأكملها.
هل كان لديك شعور بالفرح؟
فرح لا يصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟
شعرت أني متحد مع الكون أو فرد منه.
هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟
كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟
برق الماضي أمامي دون تحكم مني.
هل عرضت عليك مشاهد من المستقبل؟
مشاهد من مستقبل العالم.
هل وصلت إلى حد أو نقطة لا عودة؟
وصلت إلى حاجز لم يسمح لي باجتيازه أو أرجعت بخلاف رغبتي.
الله والروحانية والدين:
ما دينك قبل تجربتك؟
ليبرالي مسيحي.
هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟
نعم صرت أكثر روحانية بالتأكيد. إنني لست متأكدًا من ما إذا كان التزامي الديني قد عُزز بعد التجربة ولكن بالتأكيد توجد تغييرات في حياتي.
ما دينك الآن؟
ليبرالي. لم يتغير شيء في ديني ولكن عُززت روحانيتي والتي لا تعني بالضرورة أنني أصبحت أكثر تدينًا. ازدادت علاقتي الشخصية مع الله ومع يسوع ومع العالم وما إلى ذلك ...
هل تغيرت قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟
نعم صرت أكثر روحانية بالتأكيد. إنني لست متأكدًا من ما إذا كان التزامي الديني قد عُزز بعد التجربة ولكن بالتأكيد توجد تغييرات في حياتي.
هل يبدو أنك قد واجهت كائنًا روحانيًا أو وجودًا أو سمعت صوتًا غير معروف؟
لقد صادفت وجودًا أكيدًا، أو صوتًا واضحًا من أصل روحاني أو غير مكتشف.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟
لقد رأيتهم بالفعل.
في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟
نعم، عرفت أن الله هو والدي، وهو رائع، ويحبنا دون قيد أو شرط.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟
نعم.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟
نعم، سأحاول وصف الألوان: كانت صافية وساطعة كما لم أرها من قبل، «حيوية» و«جميلة» و«نقية» و«جريئة» و«مهدئة» وهذه توصيفات قاصرة. إنني ما زلت أشبِّه الوصف في سبيل إصابة المعنى بدقة.
هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟
لا.
هل يوجد جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟
انظر السرد أعلاه، ذلك الجانب المتعلق بلقاء والدي.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم. متى ما دعى الأمر لمشاركتها، خاصة عندما يُعرِض الناس عن الله معتقدين أنه غير حقيقي أو عندما يفقدون إيمانهم.
هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟
غير مؤكَّد.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟
لا.