تجربة تريستان ز، في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
في الخامسة عشرة من عمري حاولت الانتحار. شربت الكثير من الكحول وتناولت زجاجات وزجاجات من الحبوب. يبدو هذا غريبًا حيث غيرت رأيي وقررت أنني حقًّا لا أريد أن أموت. اتصلت بسيارة إسعاف في الوقت الذي عثرت فيه أمي على زجاجات الحبوب الفارغة وبدأت بالصراخ. أخذني أبي، المتقاعد من الجيش، إلى المستشفى في قاعدة الجيش المحلي.
ولا بد أنني كنت أكسب الوعي وأفقده لأن الشيء التالي الذي أعرفه هو أنني على طاولة في غرفة. ويوجد أشخاص من حولي يتحركون. وممرضة تدفع أنبوبًا في حلقي. كنت أتقيأ والممرضة تصرخ، "لا تعضيني، من الأفضل ألا تعضيني" أتذكر رجلًا يصرخ في وجهي ويسألني عن الحبوب التي تناولتها. وفي وقت لاحق صرخت في وجهي ممرضة قائلة: ما هي تلك الحبوب الحمراء؟ عليك أن تخبريني بتلك الحبوب الحمراء! كنت أتساءل لماذا يلجأ الجميع إلى الصراخ. ولاحقًا كنت أستيقظ لأسمع شخصًا يتحدث عن تلف الكلى.
كان يجلس بجانبي رجل أسود. وكنت أقول له إنني لا أريد أن أموت ويقول، "لا تقلقي، لن تموتي". طلبت منه أن يمسك يدي. وأمسكها. وطلبت منه ألا يتركني وقال إنه لن يتركني.
وفي مرحلة ما، لست متأكدة حقًّا مما إذا كانت قبل أو بعد كل هذا، أدركت أنني أراقب مشهدًا ما. كنت أرى ممرضة تقف بجانب شخص ما على نقالة. كان لدي شعور سريالي. كنت هادئة جدًّا وخاوية من أي عاطفة. كان كل شيء واضحًا جدًّا ويسير في حركة بطيئة. رأيت أمي وأبي وأختي يقفون بجانب الشخص الموجود على النقالة. لم أتعرف عليهم في الحال على أنهم عائلتي حتى سألت نفسي من هم هؤلاء الناس. كنت أرى الناس يتحدثون لكني لا أستطيع سماعهم. وكنت أتساءل في نفسي من على النقالة يا ترى وما سبب حضور عائلتي. كنت أحوم فوق المكان وأشاهد ولكني لست متأكدة من المدة التي استغرقها هذا. إذ يبدو أنه لا يوجد إحساس بالوقت.
هذا فقط ما أتذكره. أتدري ذلك الشعور بحركة الهواء الطفيفة حول جسدك؟ بغض النظر عن مكان وجودك تشعر بشيء من حركة الهواء أو بتغير في درجة الحرارة. عندما كنت أطفو فوقي لم أشعر بحركة هواء أو درجة حرارة من أي نوع. كنت أشعر بغياب تام لتلك الأشياء.
ثم لاحظت عدة أشياء تحدث في وقت واحد. حيث كنت أسمع شيئًا مثل أجراس التحذير تنطلق. قرع ثابت، دينغ، دينغ. كنت أرى الناس يشعرون بالقلق. وأبي يفرك يديه. والممرضة تبدأ في دفع النقالة. كان أول ما خطر ببالي، "حسنًا، هذا مثير للاهتمام. كما لو كنت أشاهد فيلمًا". ثم أدركت أنني أنا من كان على النقالة وأنني فوق الجميع. ثم فكرت، ليس من المفترض أن أكون هنا! والشيء التالي الذي أتذكره هو أنني كنت أستيقظ في وحدة العناية المركزة موصولة بجهاز مراقبة القلب وجميع أنواع المعدات.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
١٩٨١.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟
نعم، محاولة انتحار. كنت في غرفة الطوارئ بعد تناول جرعة زائدة من الحبوب والكحول.
كيف تنظرين في محتوى تجربتك؟
مختلط.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟
غادرت جسدي بوضوح وكنت خارجه.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟
أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كان لدي وضوح كبير ولم يكن لدي أي تشتيت في الانتباه. أنا من النوع الذي يجد صعوبة في التركيز. عندما يركز عقلي في عدة أشياء في وقت واحد تشتتني الأشياء التي تحدث من حولي. أما في أثناء تجربة الخروج من الجسد فلم أكن مشتتة. لم تكن لدي عاطفة ولا قلق. ولم يكن التفكير مجهدًا. في الحياة العادية تطرح على نفسك سؤالاً ويكون الأمر أشبه بجهاز كمبيوتر يبحث عن المعلومات. يستغرق ثانية أو ثانيتين. في تجربة خروجي من الجسد كنت بمجرد التفكير في السؤال أحصل على معرفة فورية. كان كل شيء نظرت إليه واضحًا للغاية وكان ذهني يركز تمامًا على كل فرد أو كل شيء أنظر إليه.
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟
لم أشعر أبدًا بمثل هذا الإحساس الكامل بالهدوء والوضوح وعدم وجود أي عاطفة كما شعرت في أثناء النظر إلى جسدي قبل أن أدرك أنني كنت هناك.
هل تسارعت أفكارك؟
أسرع من المعتاد.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟
يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. لا يوجد وقت هناك. بدوت وكأنني أعلى من السقف أو الغرفة. كنت منفصلة تمامًا وغير مرئية بالنسبة للأشخاص الموجودين تحتي.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟
حيوية بشكل لا يصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
نعم. عندما رأيت الأشياء بدا لي أنني كنت أعلى قليلاً من السقف. وعندما كنت أركز على شخص فردي مثل جسدي أو الممرضة أو والديَّ، كان الأمر أشبه بالنظر من خلال تلسكوب. كانت رؤيتي واضحة جدًّا ولكن لا يوجد رؤية محيطية.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
نعم. لم أسمع كلام الناس أو أي صوت آخر. سمعت الإنذار فقط.
هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟
نعم، وقد تم التحقق من الحقائق.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟
لا.
هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟
غير مؤكَّد. رأيت رجلًا أسود يجلس بجانبي. لا أدري ما إذا كان شخصًا حقيقيًّا أم لا. لاحقًا سألت عنه من كانوا حولي لأنني أردت أن أشكر هذا الرجل. ولم يعرف أي منهم عمن كنت أتحدث. إنني لست متأكدة مما إذا كان هذا الرجل موجودًا قبل أو بعد تجربة الخروج من الجسد.
هل رأيت أو شعرت أنك محاطة بضوء مشرق؟
ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟
لا.
هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟
لا.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟
كنت أشعر بالهدوء والانفصال التام عن أي عاطفة أو اهتمام حتى تساءلت عن كل هؤلاء الأشخاص في الأسفل وعن المكان.
هل كان لديك شعور بالفرح؟
فرح لا يصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟
شعرت أني متحدة مع الكون أو فرد منه.
هل فجأة بدا لك أنك تفهمين كل شيء؟
كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟
برق الماضي أمامي دون تحكم مني.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟
مشاهد من مستقبل العالم.
هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟
لا.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟
معتدلة.
هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟
لا.
ما هو دينك الآن؟
محافظة/أصولية. مسيحية/ العنصرة ........ أبحث في الكاثوليكية.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟
لا.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟
لقد رأيتهم بالفعل.
في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟
لا.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟
نعم. أدرك أنه حتى عندما لن أعود موجودة هنا ستستمر الأمور. أحاول تعليم أبنائي وزوجي (الأصغر مني) كيفية إنجاز الأشياء الضرورية للبقاء على قيد الحياة اليومية. من الأخلاق إلى كيفية اتخاذ قرارات مالية حكيمة. لا أريد أن أنظر إليهم من الجانب الآخر وأرى أنهم يرتكبون أخطاء لأنني تركت شيئًا ما لم ينجز.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟
لا.
هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟
نعم. بعد سن الثلاثين أدركت أنني حساسة. أستطيع أن أشعر بوجود الأرواح. أنا متأكدة من أنه ليس كل الأرواح ولكن في بعض الأحيان أشعر بروح موجودة بالفعل في الغرفة أو روح تدخل الغرفة. لدي قدرة خارقة على الشعور "بمزاج" مجموعة من الناس أو طبيعة الفرد. لا أرى أي علاقة للأمر بتجربة خروجي من الجسد.
هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟
كانت هذه المرة الأولى التي أرى فيها حقيقة والديَّ. ليس والديَّ فحسب بل حتى الأفراد المنفصلين كنت على دراية بمشاعرهم. حتى ذلك الوقت كان كل شيء عني نموذجيًّا لمن يبلغ من العمر خمسة عشر عامًا. كان كل شيء يتعلق بي أو لم يكن مهمًّا بالنسبة لي سوى نفسي. أدركت أنه يوجد شيء أبعد من العاطفة الخالصة. يمكنني الخروج من مشاعري إلى مكان أعمق وأكثر موضوعية.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم. مرت عقود على التجربة قبل أن أخبر أحدًا. لقد صدقوني. ولا أعتقد أنهم تأثروا بأي شكل من الأشكال.
هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟
لا.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟
لا.