الجواب هو، أن هناك ٧٧٤ تجربة اقتراب من الموت تحدث يوميًّا في الولايات المتحدة. بعد عدة دراسات أجريت تبين أن تجارب الاقتراب من الموت أكثر انتشارًا عند البالغين. ففي استبيان لمجلة جالوب عام ١٩٩٢ تبين أن هناك ١٣ مليون أميركي مرّ بتجربة اقتراب من الموت. وكان تعداد السكان حينها في الولايات المتحدة حوالي ٢٦٠ مليون نسمة، مما يعني أن النسبة تصل إلى ٥%. وفي استبيان أجري بألمانيا عام ٢٠٠١، على أنواع مختلفة من تجارب الاقتراب من الموت: وجد أن ٤% من عدد ٢٠٠٠ ممن أجري عليهم الاستبيان أفادوا بأنهم جرت لهم تجارب اقتراب من الموت. من هذه البيانات، من الممكن تقدير معدل حدوث تجربة الاقتراب من الموت، على ضوء بعض الافتراضات.

يتم تقديم الإحصائيات غالبًا باستخدام المصطلحات سالفة الذكر مثل "الانتشار" و"الحدوث". الانتشار هو نسبة من أجري عليهم البحث في زمن معين. غالبًا ما يعبر عن الانتشار بوحدات من النسب المئوية. و"الحدوث" هو نسبة الوقوع. والحدوث غالبًا ما يتم التعبير عنه كعدد الوقوع في زمن محدد. والهدف من هذه المقالة هو تقدير وقوع تجارب الاقتراب من الموت في الولايات المتحدة موضحة بعدد التجارب التي تقع في اليوم.

وفي استبيان جالوب عام ١٩٩٢ على بالغين بالولايات المتحدة، وجد أن ٥% حدثت لهم تجربة اقتراب من الموت: ٠٥, = (عدد أولئك الذين شملهم الاستبيان مع تاريخ سابق لتجارب الاقتراب من الموت) (إجمالي من شملهم الاستبيان).

إذًا: بافتراض أن مجلة جالوب قامت بعملها وقامت بصورة عشوائية باختيار عينة من البالغين: ٠٥, × (الرقم الكلي للبالغين) = عدد البالغين مع التاريخ السابق لتجارب الاقتراب من الموت والرقم الكلي للسكان البالغين. في عام ١٩٩٣ كان عدد سكان الولايات المتحدة ٢٦٠ مليون، ولذا: ٠٥, × ٢٦٠,٠٠٠,٠٠٠ = ١٣,٠٠٠,٠٠٠ العدد الكلي للأفراد الذين لديهم تاريخ سابق من تجربة الاقتراب من الموت من إجمالي عدد السكان.

متوسط العمر للذين أجري عليهم الاستبيان عام ١٩٩٢ بمجلة جالوب هو بالتأكيد متوسط أعمار البالغين في عام ١٩٩٣. هذه المعلومة ربما متوفرة من عدة مصادر لست على علم بها. في حساب متوسط أعمار السكان البالغين عام ١٩٩٣ فربما تم حسابه باعتبار أن عمر ٧٤ هو متوسط العمر في الولايات المتحدة، وأن ١٨ هو سن النضج، فإن متوسط عمر البالغين هو بالتقريب (أو ربما أقل) (٧٤+١٨)÷٢)=٤٦. ولذا فإن المتوسط يكون ١٣,٠٠٠,٠٠٠ من تجارب الاقتراب من الموت (مع ملاحظة أن عددًا منهم حدثت لهم التجربة عندما كانوا أطفالاً، بينما عدد من أجري عليهم البحث كلهم تعدوا مرحلة الطفولة).

إذًا عدد تجارب الاقتراب من الموت هو ١٣,٠٠٠,٠٠٠÷(٤٦ × ٣٦٥,٢٥) = ٧٧٤ تجربة تحدث في اليوم، بوضع الافتراضات التي ذكرت سابقًا. وبمعلومات دقيقة أكثر عن متوسط عمر السكان البالغين عام ١٩٩٣، ستعطينا حسابًا أكثر دقة.

أعلم أن منهجية تلك الحسابات لها قصور في عدة نقاط بافتراض:

١/ أن عدد البالغين يظل ثابتًا بين (١٨ و٧٤).

٢/ ربما قمنا بزيادة حساب متوسط أعمار البالغين.

٣/ افتراض أن احتمال وقوع تجربة الاقتراب من الموت يظل ثابتًا في كل الأعمار.

على الرغم من هذه القيود، فإن هذا التقدير لعدد تجارب الاقتراب من الموت التي تحدث يوميًّا ربما يكون دقيقًا في حدود الحجم، لست على دراية بأي منهجية أخرى تم استخدامها لتقدير عدد تجارب الاقتراب من الموت التي تحدث في فترة زمنية معينة. وهدف هذا المقال ليس للإجابة على هذا السؤال بشكل نهائي، ولكن لتشجيع البحوث في محاولة للتقصي للإجابة على هذا السؤال الهام.

جيفري لونغ


مراجعة وتدقيق: أحمد حسن، السودان.