تجربة فانديمير المحتملة في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
قفزت من شجرة تفاح والدي حتى لا يصرخ في وجهي. أسقطتني القفزة على كومة من الألواح القديمة التي جمعها والدي من مواقع البناء. لقد هبطت على لوح به مسمار كبير اخترق قدمي اليمنى وبرز في مقدمة الكاحل. لا يوجد طبيب متاح في ريف ولاية أيوا آنذاك، لذلك عالجتني أمي بأفضل ما تستطيع. وبعد أيام، حضر الطبيب وقرر أن يعطيني حقنة الكزاز (التيتانوس) «من باب الوقاية فقط».
حدث لي رد فعل تحسسي حاد اتجاه هذه الحقنة. إذ انقبضت كل عضلاتي وسرعان ما دخل جسدي بأكمله في معضلة. ثم تبع ذلك تشنجات عضلية مؤلمة، وأخيرًا فقدت الوعي. وفي مرحلة ما، توقفت عن التنفس وتوقف قلبي عن النبض. كان الطبيب الذي أعطاني الحقنة حاضرًا، وقد فعل كل ما بوسعه لإنعاشي.
كانت أولى ذكرياتي تتعلق بالسقوط في الظلام. لم يزعجني هذا الظلام لكنه أصبح مملًّا بعض الشيء. ثم لاحظت وجود ضوء صغير على مسافة. ومع عدم وجود شيء أفضل يمكنني فعله، سقطت في اتجاه هذا الضوء نوعًا ما. وعندما اقتربت منه بما فيه الكفاية أدركت أنه كان شخصًا. لقد كان يشتعل باللهب من رأسه إلى أخمص قدميه، فضلًا عن سقوطه في الظلام. قلت: «مرحبًا، اسمي جو». فقال: «أنا مخلد في هذا العذاب من السقوط والحريق». أخبرني أنه منذ وقت طويل، كنت أنا وهو شيئًا واحدًا، وإذا كان لديه أي تعليق في هذا الجانب، فسنتحد مجددًا يومًا ما.
أخبرني أن اسمي سيكون فانديمير، وسأكون ساحرًا. فسألته: «هل سأكون مشهورًا؟» فقال: «يجب أن تكون معروفًا جيدًا، إن لم تكن محبوبًا جيدًا». بالنسبة لطفل يبلغ من العمر خمس سنوات، بدا كل هذا بعيدًا جدًّا عن مستوى الإدراك ولكن ما الذي يمكنني فعله؟ لذلك قلت «حسنًا». قال إنه لم يكن مضطرًّا إلى الخلود في عذاب الحريق والسقوط في الظلام. وأمرني أن آخذ طرف سبابتي اليمنى وألمس نقطة في الفضاء أمام وجهي مباشرة. «المسها، حتى تظهر لك نقطة زرقاء» وعندما ظهرت النقطة، قال إنه يجب عليَّ توسيع النقطة حتى يغطي اللون الأزرق كل شيء. قال: «تعال إلى اللون الأزرق، لأنني مخلوق من هذا اللون الأزرق». في ذلك العالم، كان شابًّا يلبس ثوبًا أبيض ويعيش في حديقة جميلة. أخبرني بكيفية الاتصال به حتى نكون معًا في أي وقت.
ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف الأحلام أبدًا. عدت لزيارته عدة مرات وكان الأمر رائعًا دائمًا. لقد واجهت صعوبة في المدرسة، حيث لم أتمكن في تلك السن من التمييز بين عالم الأحلام وعالم اليقظة. ضُبِطت عدة مرات وأنا أتحدث مع هذا الرجل غير المرئي. وعُقِدت لي عدة جلسات مع عدة أطباء نفسيين بلا فائدة. الفائدة الوحيدة ظهرت من «الجانب الآخر».
لم أكوِّن العديد من الأصدقاء، وطُرِدت من عدة مدارس، التحقت بالكلية لأن أمي قالت إنني لن أصل إلى أي شيء إذا لم ألتحق بها. لقد درست الأحلام، وعلم النفس، وعلم التخاطر، والتكهن، والوساطة، والتلبس. وفي نهاية المطاف، قادني كل هذا إلى الانضمام إلى الجمعية السحرية. وفيها تعلمت طريقة عمل النشوة، وأخيرًا تمكنت من التعامل مع الأحلام. الآن يمكنني التحكم بها قليلًا لكنني لم أجد مفتاح «إيقافها» مطلقًا.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
صيف حوالي عام ١٩٥٥.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل يوجد حدث يهدد الحياة؟
نعم، رد فعل تحسسي. رد فعل تحسسي اتجاه لقاح الكزاز.
كيف تنظر إلى محتوى تجربتك؟
رائع.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟
كان من الواضح أنني غادرت جسدي وكنت خارجه.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟
أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. في الغالب أكون في حالة انتباه شديد عندما أكون في العالم الآخر.
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟
في الغالب أكون في حالة انتباه شديد عندما أكون في العالم الآخر.
هل تسارعت أفكارك؟
أسرع من المعتاد.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟
يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. بدا كل شيء من عالم آخر لكنه كان حقيقيًّا تمامًا كما هو الحال هنا.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟
حيوية بشكل لا يصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك في أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
غير مؤكَّد. كانت الرؤية مساوية لما يسمى «الحلم الواضح». الألوان والروائح والأصوات جيدة.
يرجى مقارنة سمعك في أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
غير مؤكَّد. بدا الأمر كما لو كان بإمكاني ضبط سمعي وسماع شيء بعيد إذا أردت.
هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟
نعم، وقد أُكِّدت الحقائق.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟
لا.
هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟
نعم. رجل لم أقابله من قبل. في البداية كان محترقًا بالكامل لكن في عالم اللون الأزرق ربما كان في أواخر العشرينات من عمره، وبشعر أشقر رقيق إلى حد ما، على ما أعتقد.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بضوء مشرق؟
ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟
لا.
هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر غامض؟
عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.
ما العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟
الكثير من الارتباك، وربما القليل من القلق ولكن في الغالب يكون الأمر مريحًا.
هل كان لديك شعور بالفرح؟
سعادة.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟
شعرت أني متحد مع الكون أو فرد منه.
هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟
كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟
برق الماضي أمامي دون تحكم مني.
هل عرضت عليك مشاهد من المستقبل؟
مشاهد من مستقبل العالم. ليس في الحدث الأصلي ولكن في بعض الأحيان منذ ذلك الحين.
هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟
لا.
الله والروحانية والدين:
ما دينك قبل تجربتك؟
معتدل. الكاثوليكية الرومانية.
هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟
نعم. أنا الآن لا أومن بإله متجسد. ولا أومن بالخير أو الشر المطلق. أومن بنوع ما من الحياة بعد الموت ولكن ليس بالجنة أو النار. لم أعد كاثوليكيًّا رومانيًّا.
ما دينك الآن؟
ليبرالي. معرفي/ ساحر.
هل تغيرت قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟
نعم. أنا الآن لا أومن بإله متجسد. ولا أومن بالخير أو الشر المطلق. أومن بنوع ما من الحياة بعد الموت ولكن ليس بالجنة أو النار. لم أعد كاثوليكيًّا رومانيًّا.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟
لقد رأيتهم بالفعل.
في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟
لا.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟
لا. لم يكن لدي الكثير من الأصدقاء، وأظن أن أحلامي ورؤاي تجعلني أبدو غريبًا بالنسبة للكثير من الناس.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟
لا.
هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟
نعم. ليست هبات عظيمة لكن الأحلام لم تتوقف أبدًا؛ فسواء في اليقظة أو في المنام، دائمًا ما أجد فيلمًا يدور في رأسي.
هل يوجد جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟
لقد كانت كلها أشياء برية جميلة. ذات مرة حولني هذا الرجل إلى دودة وانزلقت على الضفة وسقطت في النهر. وعندما ابتلعتني سمكة كبيرة أعادني.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم. كان الأمر واضحًا إلى حد ما لعائلتي والأطفال الذين ذهبت معهم إلى المدرسة. الجميع يعرف عن ذلك. أطلقوا عليَّ الكثير من الألقاب غير اللطيفة، فأصبحت منعزلًا ومعاديًا للمجتمع.
هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟
لا.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟
نعم. إن الأحلام والرؤى ثابتة. لقد تعلمت كيفية تصفية تلك الأحلام التي لا تتطلب انتباهي. أضطرُّ إلى شرب الخمر لمساعدتي على النوم. فبدونه لا أنام جيدًا، وأبقى مستيقظًا أتابع الأفلام في رأسي طوال الليل. أستيقظ متعبًا تمامًا وكأنني لم أنم. أي شيء يمكنه أن يجلب لي ذلك - قلة النوم، والازدحام. إذا لم أقض وقتًا كافيًا على الجانب الآخر، فستظهر لي تلك المشاهدات، وهذا ليس بالأمر الجيد في كثير من الأحيان.
هل لديك أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟
لقد فتحت لي تجربة الاقتراب من الموت بابًا بين العالمين، ولم يُغلق هذا الباب تمامًا منذ ذلك الحين.
هل لديك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟
لقد أبليتم بلاءً حسنًا.