تجربة فيكي جي القريبة من الموت
|
وصف التجربة:
قالت الممرضة الشابة: "أدخلي ابنك إلى غرفة الفحص، الطبيب سيكون هناك قريبًا". أخذت ابني البالغ من العمر سنتين بيده ودخلت إلى الغرفة البيضاء الباردة، حيث جلست على كرسي وأجلسته في حضني. كان يريح رأسه على صدري. كان يشتكى من التهاب في الحلق، وكنت أعلم أنه ليس على ما يرام لأنه أصبح خاملًا ولم يكن نشطًا كما هو معتاد. بعد بضع دقائق، دخل الطبيب إلى الغرفة برفقة الممرضة. وسألني: "ما الذي أتى بكِ اليوم إلى العيادة؟". أجبته: "ابني يعاني من حمى خفيفة، والتهاب في الحلق، وقد فقد معظم طاقته". قال الطبيب: "حسنًا، دعنا نلقي نظرة عليك أيها الشاب". ثم أجلس ابني على طاولة الفحص وطلب منه فتح فمه حتى يتمكن من فحص حلقه. قال الطبيب: "حلقه ملتهب". ثم أخذ نهاية السماعة الطبية واستمع إلى صدر ديڤيد بينما قال له: "خذ نفسًا عميقًا واحبسه الآن، حسنًا، أطلقه".
لم أكن أدرك أنني كنت أشعر بالدوار أو أي شيء أثناء وقوفي بجانب طاولة الفحص. كنت أشعر بأنني طبيعية تمامًا.
الشيء التالي الذي أتذكره هو أنني رأيت نفسي منهارة على الأرض. كنت أطوف فوق جسدي وأنا أشعر بإحساس غامر بالسعادة، كان شعورًا بالكمال في أعلى صوره. كنت بلا وزن تمامًا وأحلق فوق جسدي في سعادة تامة. شاهدت واستمتعت بكل شيء من فوق جسدي. وفي ذات الوقت، بدا الأمر كما لو أن جميع أسئلة الكون قد أُجيبت في تلك اللحظة. صرخت الممرضة: "يا إلهي، دكتور، ماذا حدث؟". استدار الطبيب بسرعة كما فعلت الممرضة، وبدأ بفحصي. كنت أرى جسدي المسجى هناك، كانت عيناي مغلقتان ووجهي بلا تعابير.
ثم قال الطبيب: "إنها مريضة أيضًا، لكنها كانت تعتني بأسرتها ولم تكن تدرك حالتها". ثم نادى المساعدة: "أحضري عبوة استنشاق الأمونيا". فكرت وأنا أطوف في الهواء أشاهد كل هذا: "لا، من فضلكم لا تفعلوا ذلك، لا أريد العودة من حيث أنا، دعوني أبقى هنا". كان الشعور رائعًا للغاية، كنت بلا وزن، بلا هموم، غير مكترثة بأي من مشاكل العالم، وكان الشعور الأكثر سلامًا الذي اختبرته في حياتي. وفجأة، رأيت الممرضة تدخل الغرفة وتُسلم الطبيب عبوة صغيرة من الشاش الأبيض. فتحها الطبيب، وفي تلك اللحظة شعرت كما لو أنني أُجذب بقوة إلى داخل جسدي. عاد إليَّ الشعور بالثقل والتقييد، وعدت إلى جسدي في لحظة. لم أخبر الطبيب عن هذه التجربة خوفًا من أن يعتقد أنني مجنونة. في ذلك الوقت، سنة 1971، لم أكن قد سمعت قط عن تجربة "الخروج من الجسد".
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت
1971.
عناصر تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
لا. قال الطبيب إن الإرهاق الناتج عن رعاية أسرتي هو ما سبب لي الإغماء.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر إيجابية.
هل تعاطيت أي أدوية أو مخدرات والتي من المحتمل أن تكون قد أثرت على التجربة؟ لا.
هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟
لا، لم يكن الأمر كذلك على الإطلاق. ففي الأحلام تستيقظ في مرحلة ما وتعرف أن ما حدث كان حلمًا. ويمكنك أن تتذكر ما شعرت أنه حقيقي في الحلم وتعيش الحلم معتقدًا أنه كان واقعيًا، لكنني لم "أعرف" أو "أختبر" شيئًا بمثل هذه الواقعية والوضوح مثلما كان الحال مع تجربة الخروج من الجسد. كان كل شيء أكثر وضوحًا من الحياة الواعية وأكثر عمقًا بكثير.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟نعم، بدا الأمر وكأنني كنت في هيئة بخار، بلا قيود، بلا وزن أو قلق. عشت سعادة مطلقة وعمق لا يوصف.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ عندما كنت ممددة على الأرض فاقدة للوعي، لم يكن لدي أي وعي أو إدراك. ولكن أثناء طيراني فوق جسدي، كنت بلا وزن، ورأيت كل ما كان يجري من منظور علوي.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ لا.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. سمعت بالضبط ما كان يحدث في الغرفة أسفل مني. رأيت كل تعبيرات الطبيب وممرضته ومساعدته ورأيتهم وهم يتحدثون وينطقون بالكلمات والأسئلة.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ لم أكن قد سمعت من قبل عن تجربة الخروج من الجسد، ولم أكن أعرف ما هي في ذلك الوقت. لم أجرؤ على سؤال أي شخص عن كيفية حدوثها أو سببها. في ذلك الوقت، كنت متزوجة من زوجي الأول، الذي كان شخصًا مسيئًا. كنت أخشى أنني إذا أخبرته بأمر التجربة، فسيظن أنني مجنونة.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟حدثت التجربة بأكملها في عيادة الطبيب.
هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟لا.
هل رأيت نورًا غريبًا؟لا.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ عالم روحاني أو غير أرضي بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ النشوة، العمق، الخفة وانعدام الوزن، النعيم، الفهم الكامل بلا تساؤلات، والرغبة في البقاء حيث كنت في تلك اللحظة.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون. كان الشعور الذي انتباني هو أنني أدركت: "هذا هو كل شيء، الآن أعرف الإجابات، لو فقط كان الناس يعلمون، كيف لا يدركون ذلك؟ فالأمر واضح للغاية!".
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ لا.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدل.
ما هو دينك الآن؟ معتدل.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم، لم أعد أخشى الموت، فقط أخشى الألم الذي يصاحب الاحتضار قبل الموت. بعد هذه التجربة، كنت أعلم أن أولئك الذين يدّعون أن مثل هذه الأمور غير حقيقية أو زائفة هم فقط الذين لم يمروا بتجربة حقيقية في الخروج من الجسد. إن محاولة إعادة خلق مثل هذه التجربة ليست مثل اختبارها فعليًا بشكل حقيقي دون الاستعانة بأي مؤثرات خارجية باستخدام العقاقير أو الأجهزة التجريبية التي صنعها الإنسان.
فيما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
كانت التجربة مع مرور الوقت: بقيت على حالها تقريبًا.
ما هي التغييرات التي حدثت في حياتك بعد تجربتك؟ أصبحت الآن أكثر وعياً وتقبلاً لمفاهيم مثل الحياة الآخرة، والإدراك الحسي الفائق، والطاقة التي يتكون منها الكون.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ أصبحت أكثر تفهمًا للآخرين الذين مروا بتجارب مماثلة. لقد انجذبت إلى الكتابة ولكنني لم أحقق ذلك بعد. أصبحت الآن مهتمة بشكل أكبر بقصص الديجافو والإدراك الحسي الفائق. أعتقد أنني حصلت على لمحة عن إمكانية وجود حياة بعد الموت. لقد رأيت أحلامًا عن أشياء وحدثت بالفعل.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ لا.
هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم، لقد مررت بالكثير من التجارب الخارقة للحواس منذ طفولتي المبكرة، لكن هذه كانت أول تجربة في الخروج من الجسد. ذات مرة، حلمت بالسماء مليئة بنجوم ملونة مصفوفة على شكل رموز كيميائية، ورأيت شهبًا ومذنبات، وكان ذلك مخيفًا في الحلم. بعد ثلاثة أيام، وقعت أحداث 11 سبتمبر. لقد راودتني أحلام كنت احاول فيها الاستيقاظ لكنني كنت مشلولة وغير قادرة على الحركة أو الصراخ. كما حلمت عدة مرات بسماع ثلاث طرقات توقظني، وفي اليوم التالي أسمع عن وفاة أحد أفراد العائلة.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ أفضل جزء في التجربة كان الوقت الذي قضيته خارج جسدي والشعور بالمعرفة المطلقة والسعادة الغامرة. أما أسوأ جزء، فكان عدم قدرتي على مشاركة ما حدث معي خوفًا من أن يعتبرني الآخرون مجنونة.
هل سبق وأن شاركت قصة هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. أولئك الذين خاضوا تجارب مماثلة يفهمون الأمر. أما الذين لم يختبروها، فيحاولون دائمًا تقديم تفسيرات تقلل من صحتها وحقيقتها. تمامًا كما هو الحال مع الإيمان بالله، هناك من لا يؤمنون بوجوده لأنهم لم يروه بأنفسهم، وبالتالي لا يستطيعون تصوره على أنه حقيقة، ويرفضونه على اعتبار أن الإيمان بالغيب يعد تفكيرًا غير عقلاني.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ في أحد الأيام، شعرت بإحساس دافئ ومغناطيسي يحيط بي، يشبه شكل كابينة الهاتف. لم يكن له مظهر مرئي، لكنني كنت أشعر به من حولي. كنت قد صليت للتو لطلب المساعدة في الحصول على وظيفة كنت بحاجة إليها بشدة. أثناء انتظاري لإجراء الاختبار الخاص بالوظيفة، بقي هذا الإحساس معي حتى انتهيت من الاختبار. أُعجب الشخص القائم بالمقابلة بدرجاتي في الاختبار، وقال إنه لم يرَ شخصًا بدون شهادة جامعية يجتاز الاختبار ويحقق درجة عالية كهذه. وبالفعل حصلت على الوظيفة، وبعدها زالت تلك الهالة من حولي. أثناء وجودي في جاذبية ذلك الشكل الدافئ والمغناطيسي، كنت أشعر براحة تامة، وكأن شخصًا آخر قد تولى الأمر ووجّه كل تحركاتي وإجاباتي. كان الشعور مشابهًا تمامًا للشعور بالهدوء والنعيم الذي اختبرته في تجربة الخروج من الجسد، لكن هذه المرة بقيت في جسدي وكنت محاطة بهالة غير مرئية.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ ما يزعجني فقط هو أن الأشخاص الذين لم يمروا بمثل هذه التجارب يميلون إلى إنكار حقيقتها لمجرد أنهم لم يفهموها أو لم يختبروها بأنفسهم.