تجربة فيكتور م، في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
خضعت لعملية جراحية لترميم الفقرتين ٤، ٦ تتطلب إضافة عظم من وركي الأيمن. وبعد الجراحة مباشرة، وضعت على "مسكن يتحكم فيه المريض" (PCA) متصل بالحقن الوريدي في ذراعي الأيسر. كان الألم، خاصة من وركي، كبيرًا وكذلك بدوت غير قادر على استدعاء ممرضة. وعلى الرغم من أنني كنت أستطيع الضغط على الزر متى ما شئت، لا يوزع سوى بعض الأفيون كل عشر دقائق. حسنًا، في تمام الساعة ٢٣:٠٠، استيقظت وضغطت على الزر. ولم يحدث شيء. لم أكن أعلم أن هذا مؤشر سيئ. واصلت الضغط على الزر حتى الساعة ٢٣:٥٠. (كان سريري يواجه ساعة على الحائط). قيل لي إن ممرضة في قسم العظام وجدتني في غرفتي في وقت لاحق من ذلك الصباح (٢٥ ديسمبر) في حالة توقف تنفسي وازرقاق شديد (هذه كلماتها). وفي حوالي الساعة ٦:٣٠ صباحًا حتى الساعة ٧:٠٠ صباحًا، استيقظت في وحدة العناية المركزة من شدة الألم. (أوقَفوا المسكنات). ملاحظة: لدي نسخ من سجلاتي الطبية من ذلك المستشفى. يشير السجل إلى "توقف التنفس" وأن أفراد عائلتي قد أبلغوا أن شفائي "غير مرجح".
أدركت أنني كنت في مكان غير عادي للغاية. لا يوجد إحساس بالجسد فيه ولا إحساس بالألم. لم يكن لدي إحساس بوجود "نفق" ومع ذلك شعرت بأنني أوجه بشكل صحيح. لقد شعرت بالتأكيد أنه يمكنني المضي قدمًا نحو شيء ما. لن أسميه "نورًا" لكنني بالتأكيد أتفهم لماذا يصفه الآخرون هكذا.
في البداية، كنت أفكر في أن هذه التجربة كانت الأروع. لم تكن لدي حواس طبيعية أو حتى إحساس بالجسد. بالنسبة لي، كان الاختفاء الفوري لألم ما بعد الجراحة رائعًا للغاية. كانت كلماتي الأولى (؟) أو أفكاري عن أن هذا مكان غريب جدًّا ورائع. كنت أتساءل عن هذا المكان الذي كنت فيه. لم يكن لدي شعور بالخوف. كانت فكرتي التالية، "هل يوجد وقت هنا؟" ثم فكرت، "حسنًا، أتذكر طرح هذا السؤال تمامًا، لذلك يوجد على الأقل "تطور في الفكر" إن لم يوجد وقت فعلي".
أتذكر أنني شعرت بضرورة المضي قدمًا - وأنه ينبغي لي (بطريقة ما) أن أتقدم. ليس من الواضح بالنسبة لي ما إذا كانت هذه أفكاري الخاصة. كان لدي شعور قوي بأنني إما أتواصل بطريقة ما أو أحصل على بعض الإجابات بطريقة ما ومن مصدر غير واضح (أو عدة مصادر). على أي حال، كنت في النعيم. وببطء أدركت أن هذا كان خطأ. وسرعان ما صرت أفكر، "هذا خطأ. أنا في المكان الخطأ. شخص ما قد أخطأ". وعندما أصبحت هذه الفكرة أقوى بكثير، بدأت أشعر بقلق شديد. "هذا خطأ، يجب أن أخبر أحدًا. يجب أن يعرفوا (؟) أن هذا خطأ". وعندما أصبح قلقي لا يطاق، تضاءل إحساس النعيم بشكل ملحوظ.
ثم شممت رائحة قوية للغاية. (في وقت لاحق، اكتشفت أن هذه الرائحة هي رائحة عطر ما بعد الحلاقة لمسعف في الجيش) لا أستطيع أن أشرح مدى قوة هذه الرائحة وحدتها، لم تكن لطيفة على الإطلاق. شعرت وكأن شخصًا ما كان يطعن ممراتي الأنفية بقطع ثلجية. كانت تجربة مروعة حقًّا.
عندما فتحت عيني سألني الجراح، "فيكتور، هل تعرف من أنا؟" وعندما أخبرته، هز رأسه (بدهشة على ما يبدو) وقال للموظفين، "لم يسبق لي أن مات أحد مرضاي وعاد إلى الحياة". وعندما جاء الموظفون إلى سريري، بدت عيونهم (إن لم تكن أفواههم) مفتوحة في دهشة تامة. وعندما اقترب مسعف الجيش من سريري، شممت رائحة عطر ما بعد الحلاقة مرة أخرى. كان الأمر مروعًا وبدأت أرتجف. بدأ موظفو وحدة العناية المركزة في التصرف بسرعة. أنا ممتن جدًّا لأنني لم أشم رائحة ما بعد الحلاقة هذه مرة أخرى. (كان بإمكاني شمها بسهولة على الرغم من وجود أنبوب أكسجين في أنفي).
وبعد فترة، عدت إلى قسم العظام. وضعت معدات المسكنات المدارة بواسطة المريض في أكياس ووسمت وأغلقت بإحكام لأغراض التحقيق. لم يرغب أحد في إخباري بما حدث، رغم أن أسرتي كانت سعيدة برؤيتي بعد بضع ساعات. قالوا لي إن الطبيب أخبرهم بأنني وجدت في غرفتي بلا تنفس. أخبرهم أيضًا أنه من غير المحتمل أن أنعش، ومع ذلك يجب أن يكونوا مستعدين لتلف دماغي كبير.
بدا أن المستشفى يكافح لعدة أسابيع لشرح ما حدث. بروتوكول الجيش يتطلب تحقيقًا. فحصت مسكنات الألم المدارة بواسطة المريض. لم يعثر على خطأ. لقد استجوبت بدقة بشأن ما إذا كنت قد حاولت (إعادة) برمجة معدات مسكنات الألم المدارة بواسطة المريض في شكل من أشكال محاولة الانتحار (لم تكن لدي أي فكرة أو رغبة في الانتحار). طلب من الطبيب الإدلاء بشهادته أمام لجنة طبية تابعة للجيش، والتي حققت في الحادث. ولا أعرف نتيجة هذا التحقيق الطبي.
وبعد كل هذا، لا يزال لدي شعور قوي للغاية. ليس لدي أي خوف على الإطلاق من الموت - على الإطلاق. وإذا حاولت شرح ذلك للآخرين، فإنهم يجدون أفكاري ومناقشاتي حول الموت "مقلقة" أو "مرعبة".
لقد تعلمت ألا أتحدث عن هذه التجربة. وبعد أن سمعت مقابلتك في البرنامج الإذاعي "من الساحل إلى الساحل"، صدمني حديثك، كانت هذه أول مرة أفكر فيها بالأمر منذ الحادث. ساعدتني زوجتي في العثور على موقعكم هذا وملء استبيانكم - تتذكر زوجتي الأحداث من منظورها والتي آمل أن تجدونها مفيدة.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
٢٤ ديسمبر ١٩٩٢.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟
نعم، جراحة ذات صلة. عملية تقويم العظام بعد إصابة في أثناء العمل. توقف التنفس بعد جراحة العمود الفقري (خلع جزئي في الفقرات ٤، ٥، ٦ وتعويضها باستخدام رقعة عظمية من موقع متبرع في الورك الأيمن).
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟
رائعة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟
لقد فقدت الوعي بجسدي.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟
أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد.
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟
كان مستواي في معالجة الأفكار متسقًا إلى حد كبير، باستثناء إهانة "العودة".
هل تسارعت أفكارك؟
سريعة بشكل لا يصدق.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟
يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. كان لدي شعور قوي بالذات. لا معنى للوقت. ومع ذلك، خلال التجربة سألت نفسي إذا كان الوقت موجودًا هناك. ثم أدركت أنه إذا لم يكن الوقت موجودًا، فعلى الأقل يوجد تطور في أفكاري وتسلسل في التفكير.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟
حيوية بشكل لا يصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
لا.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
لا.
هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟
نعم، وقد تم التحقق من الحقائق.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟
نعم. كانت لدي رغبة قوية في المضي قدمًا. وشعور قوي بالتوجيه.
هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟
لا.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بضوء مشرق؟
ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟
لا.
هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟
عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟
المجد، الفضول، القلق الشديد.
هل كان لديك شعور بالفرح؟
فرح لا يصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟
شعرت أني متحد مع الكون أو فرد منه.
هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟
كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟
برق الماضي أمامي دون تحكم مني.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟
مشاهد من مستقبل العالم.
هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟
لا.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟
معتدل. الكاثوليكية الرومانية.
هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟
نعم. أنا مرتاح تمامًا لأفكار الموت. من الصعب الآن التحدث مع الآخرين عن الموت بهذه الطريقة، فالحديث عن الموت يجعل الآخرين غير مرتاحين للغاية.
ما هو دينك الآن؟
معتدل. الكاثوليكية الرومانية.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟
نعم. أنا مرتاح تمامًا لأفكار الموت. من الصعب الآن التحدث مع الآخرين عن الموت بهذه الطريقة، فالحديث عن الموت يجعل الآخرين غير مرتاحين للغاية.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟
لقد رأيتهم بالفعل.
في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟
لا.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟
نعم. خاصة مع العائلة. أصبحت بعض الأشياء هي الأهم بالنسبة لي وأصبحت أشياء أخرى كانت مهمة في السابق بلا معنى تقريبًا بالنسبة لي.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟
نعم. لقد كانت تجربة فريدة من نوعها؛ غير أرضية؛ ليس بها نقاط مرجعية في الحياة اليومية ولا في اللغة. من الصعب للغاية وصفها خاصة في شكل مكتوب موجز.
هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟
لا.
هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟
كان لدي شعور قوي بالتوجيه. أتفهم لماذا يصف الآخرون هذا الأمر بأنه "نفق"، ومع ذلك كان من المنطقي أنه عليَّ المضي قدمًا نحو هدف غير معروف.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم. في غضون أسبوع، تشاركتها مع زوجتي وأخي فقط. كان رد فعلهما يعكس قلقًا بالغًا على حالتي الجسدية/ العقلية. كان جراحو الجيش قد هيؤوهم سلفًا لتوقع أسوأ نتيجة من الجراحة لأنني حينها توقفت عن التنفس، وما إلى ذلك. لم يسمع أحد منا بتجربة الاقتراب من الموت.
هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟
لا.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟
لا. لا شيء مشابه لها ولا من بعيد حتى.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟
نعم، شيء واحد فقط. كنت أشعر أن حاسة شمي حادة للغاية عندما "عدت". عندما استعدت وعيي، بدا لي أن أول حاسة عادت إليَّ هي حاسة الشم. فعلى الرغم من أنني كنت لا أزال "فاقدًا الوعي"، شعرت برائحة مسعف الجيش وكأنها قطع من الثلج تتغلغل في أنفي. ثم عادت جميع الحواس بما في ذلك الألم بعد ذلك بوقت قصير. وبعد أن استعدت وعيي في وحدة العناية المركزة، اقترب مسعف الجيش من سريري. تلك الرائحة وحدها كانت كافية لجعلي أرتجف. لم أشم تلك الرائحة مرة أخرى - والحمد لله.
هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟
لم أناقش هذا الحدث أبدًا منذ حدوثه. أتذكر أنني استيقظت في وحدة العناية المركزة لأجد وجه الطبيب على بعد بوصة أو اثنتين من وجهي. سألني: فيكتور، أتدري من أنا؟ وبعد أن أجبته بشكل صحيح، قال: "لم يسبق لي أن مات أحد مرضاي وعاد إلى الحياة". لا أعرف الكثير عن سيرة هذا الطبيب المهنية لكني أظن أنه لم يقل ذلك لمريض قط. لدي نسخ من سجلاتي في ذلك المستشفى والتي تناقش الحدث إلى حد ما وتقارير عن توقف التنفس، وما إلى ذلك. دكتور لونج، أتمنى لك ولأبحاثك التوفيق. ربما أضفت القليل من المساعدة. أتمنى ذلك.