فيفيان هـ. تجربة الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

في سن السابعة عشرة، كنت أتعاطى المخدرات مع اثنتين من صديقاتي. لقد كان عصرًا خريفيًا جميلاً، فخرجنا بالسيارة وتوجهنا إلى الريف، وتسلق ثلاثتنا شجرة. وأمضينا ساعات وساعات نتحدث ونتواصل مع الطبيعة. كان كل شيء جميلًا ومبهجًا وروحانيًا. فقلت لنفسي: "لا بد أن يكون هذا هو الخير المطلق أو الجنة أو النيرڤانا (في السياق الروحي، تشير "النيرفانا" إلى حالة السلام التام والتحرر من المعاناة). ولكن يجب أن يكون هناك أيضًا شر مطلق أو جحيم لتحقيق التوازن". لا أعرف بصراحة من أين جئت بهذه الفكرة لكن بدا لي أني كنت أعرفها، كنت أفهم الفكرة التي أعرف الآن أنها تسمى الين واليانغ. أي فكرة الأضداد والازدواجية والقطبية – وما إلى ذلك.

بحلول الليل كان تأثير المخدرات قد انتهى لدينا جميعًا؛ وأصبحنا متيقظات تمامًا. بعدها ذهبت نفس المجموعة من الفتيات إلى حفلة تنكرية. واحتسينا جميعنا الكحول. شربت علبة أو علبتين من البيرة، وبدأت أشعر - بشكل غريب - بأحاسيس مريبة جدًا. كنت في إحدى الغرف أتحدث مع شخص ما، وفجأة وجدت نفسي في غرفة أخرى أتحدث مع شخص آخر. ظننت أنني كنت أسافر عبر الزمن!! ثم أدركت أنني كنت أعاني من انقطاع في الذاكرة وكان ذلك مرعبًا جدًا، لذا خرجت من المنزل لأستنشق الهواء.

رأيت فتاة كنت أعرفها وهي تصلي مرتدية زي شيطان. وفجأة اندفع جسدي إلى الأمام وأنا أصرخ، وبدأت أركض في دوائر وسقطت على الأرض الباردة والرطبة وأنا أصرخ وأتشنج. كما قلت، كانت هذه نوبات صرع شديدة، حيث كنت أتلوى على الأرض. أغلب الأطفال أصيبوا بالذعر وركضوا بعيدًا، لكن لحسن الحظ بقي معي صديق مخلص. ظل يحاول الإمساك بي بينما كنت أرتجف وأتخبط في كل مكان. قفزت وركضت بسرعة جنونية نحو الطريق. أتذكر أنني كنت أفكر في نفسي وأقول: "أنا لا أستطيع الركض بهذه السرعة! ما الذي يجعلني أركض هكذا؟". شعرت وكأن شيئًا آخر قد سيطر على جسدي. رغم أن الأمر بدا غريبًا وتجريديًا للغاية، إلا أنني نشأت كاثوليكية، وكنت على دراية بموضوع طرد الأرواح الشريرة وما إلى ذلك، لذلك اعتقدت (عندما كان لدي بعض الوعي) أن أحد المخلوقات الشريرة قد استحوذ على جسدي. كنت أركض مباشرة باتجاه سيارة متحركة على الطريق، وعرفت أنها سوف تصدمني وسأموت. ثم فجأة شعرت وكأن شيئًا صالحًا سحبني من الخلف فسقطت وتدحرجت داخل خندق على جانب الطريق، وبالكاد تفاديت السيارة القادمة. ثم عانيت من المزيد من النوبات، حيث كانت أتقلب وأتخبط في الأرجاء.

في تلك المرحلة لحق بي الصديق وأمسكني، وشعرت بتلك الصرخات التي كانت تخرج من جسدي وعرفت أنني مت. وبعد ذلك أصبح كل شيء هادئًا. شعرت بنفسي أخرج من جسدي المستلقي على الأرض الباردة، وأتجه للأعلى. لقد ذكّرني ذلك بالتلسكوب اللعبة ذو الأجزاء التي كانت تُشد إلى الخارج وتجعل التلسكوب يستطيل، لكن هذا الشعور بالتواجد داخل تلسكوب كان يدفعني إلى الصعود إلى ما لا نهاية. كان مثل النفق أيضًا على ما أعتقد، وكان مظلمًا لكن كان هناك نور في نهايته. أصبح النور أكبر فأكبر ثم شعرت وكأنني انفجرت في النور الأبيض اللانهائي. لقد كان ذلك هادئًا ورائعًا، وغمرني شعور بالرضا أبعد من الكلمات وأبعد من التفكير.

ثم تشكلت لدي فكرة: إن والداي لا يمكنهما تحمل صدمة وفاة طفل آخر من أطفالهم. أنا الرابعة بين ستة أطفال مات أكبرهم في حرب فيتنام قبل ثلاث سنوات من هذه الحادثة. مجرد تلك الفكرة الصغيرة أو الإدراك الصغير كان كافيًا لإرسالي هبوطًا عبر التلسكوب / النفق، وجعلني اصطدم بقوة بجسدي وأصرخ مرة أخرى. واستمرت النوبات في الحدوث بعد ذلك.

الشيء الذي أثار اهتمامي جدًا: هو أن الصديق الذي كان معي ظن أيضًا أنني مت. قال إن الصرخات التي أطلقتها كانت غير طبيعية، ثم توقفت عن التنفس، وأنه كان يفكر في كيفية إخبار والديّ بوفاتي!. قال إنه كان يفكر في افتعال حادث بالسيارة لجعل وفاتي تبدو وكأنها نتيجة حادث، لأنه كان يعلم أن والديّ لن يتمكنا من التعاطي مع أمر وفاتي بسبب المخدرات.

أتمنى أن أقول إنني قد تغيرت بشكل رائع بفضل تلك التجربة، لكنني أعتقد أنني تعلمت ببطء! لقد تعاطيت المخدرات بعدها لعدة مرات، لكن لحسن الحظ لم أتعرض لتلك التجربة الرهيبة مرة أخرى. كانت تعذبني الشكوك والمخاوف في كل مرة كنت أتعاطى فيها، لذا توقفت في النهاية عن تعاطي جميع أنواع المخدرات والكحول. وبعد بضعة أشهر تعلمت التأمل (التأمل التجاوزي)، وسافرت برًا من أوروبا إلى الهند ورجعت إلى أوروبا وذلك في سن ما بين الثامنة عشرة والحادية والعشرين.

ومن أجل قصة صحفية حديثة عن التنويم المغناطيسي، خضعت لتجربة تنويم مغناطيسي، وشعرت بتجربة النور الأبيض والسعادة الكاملة. كما مررت بتجربة مماثلة قبل بضع سنوات عندما ذهبت لممارسة بعض التقنيات المتعلقة بطاقة الجسم وذلك أيضًا من أجل قصة (لم تُنشر أبدًا). بدأت أعتقد أن النور الأبيض هو "أيداهو" الخاص بي. (تستخدم كلمة "أيداهو" بشكل مجازي لوصف حالة ذهنية أو مساحة عقلية أو عاطفية فريدة وحميمة ذات معنى للشخص.) أصبح من الصعب عليّ الاقتناع بالصور التقليدية عن الله التي تعلمتها لسنوات في المدرسة الكاثوليكية، لذا ربما حولتها إلى شيء مجرد و"متعال" يتجاوز الكلمات والأفكار. وهذا جعل لها (بالنسبة لي) معنى وروحانية أعمق من بعض المبشرين أو المعلمين أو الأقارب المتوفين الذي يقدمون لي دروسًا في الحياة.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: أغسطس 1973.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ نعم. النوبات الناجمة عن تعاطي مزيج من المخدرات والكحول. عانيت في ذلك الوقت من نوبات الصرع الكبرى ولكني لم أعرف ذلك إلا لاحقًا. كنت أدرك لبضع ثوان في كل مرة أن جسدي كان يتقلب على الأرض، وأن الناس كانوا يحاولون مساعدتي، ولكن بعد ذلك كنت أغيب مرة أخرى في الظلام.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد فقدت الوعي بجسدي.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما ذكرت بالأعلى.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ قبل أن أعود إلى جسدي مباشرة.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. لم يكن لدي أي إحساس بالوقت. وعلمت لاحقاً أن النوبات استمرت حوالي ساعتين ونصف! وكانت النوبات على أشدها عندما مررت بتجربة الاقتراب من الموت لكنها استمرت بعد ذلك لفترة طويلة.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. غير مؤكّد.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لا.

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم، وصفته بالتفصيل أعلاه.

هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ لا.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم، وصفته بالتفصيل أعلاه.

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ لا

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ أريد أن أقول أنني تركت جسدي أولاً ووجدت نفسي خارجه، ثم فقدت وعيي بجسدي تمامًا. أما عاطفياً – فكنت ببساطة هادئة.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ ليبرالية. لقد نشأت كاثوليكية، لكني لم أكن مرتبطة عاطفيًا بالكنيسة حينما حدثت التجربة.

هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ نعم، أعتقد أنني أصبحت أكثر ميلاً إلى الثقة في الكون الواسع ليكون مرشدي الروحي أكثر من أي دين منظم أو معلم ديني.

ما هو دينك الآن؟ ليبرالية. لا شيء

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم، أعتقد أنني أصبحت أكثر ميلاً إلى الثقة في الكون الواسع ليكون مرشدي الروحي أكثر من أي دين منظم أو معلم ديني.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:

هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم، عرفت أن الموت أكثر تعقيدًا بكثير من مجرد الملائكة والآلهة والجنات، بل هو في الواقع أشبه بانفجار وإعادة ترتيب للجزيئات.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم، أعتقد أنني أصبحت أكثر حكمة من معظم الناس!!! لقد جعلتني التجربة "متعجرفة روحانيًا"! أمزح بعض الشيء.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم، لقد كانت التجربة مجردة للغاية. لم أسمع قط عن تجارب الاقتراب من الموت في ذلك الوقت. اعتقدت أن التجربة كانت حالة فريدة من نوعها.

هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم، رغم أنني مررت أيضًا بتجربة أخرى قبل هذه التجربة: إلا أن قدراتي النفسانية كانت عبارة عن أحلام تنبؤية (أراها أثناء النوم) وتتحقق في اليقظة. إحداها كانت عن وفاة أخي. والأخرى كانت عن علاقة غرامية كان يقيمها زوجي. لقد رأيت الحلم في نفس الوقت الذي كان يمارس فيه زوجي الجنس مع امرأة أخرى – وكنا في دولتين مختلفتين، ولكني استيقظت من الحلم وكتبت الوقت، ثم أرسلت لزوجي رسالة. لقد شعر هو وصديقته بالرعب. ما شغلني حقًا هو أنني رأيت حلمًا تنبؤيًا، لذا كنت أقل اهتمامًا بالخيانة الزوجية الفعلية!!

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، الصديق الوحيد الذي كان معي عرف بالتجربة على الفور. أما الأصدقاء الآخرون فقد عرفوا بعد أيام، وعرف آخرون بعد سنوات. لقد كانت التجربة نقطة تحول مهمة بالنسبة لي.

هل كانت لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لا.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.