تجربة وان إ، في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
حدث هذا في عام ١٩٩٥ _ كان والداي يتشاجران باستمرار منذ أن كنت قادرًا على التذكر لكن كان الأمر سيئًا للغاية. كان عمري خمسة عشر عامًا فقط ولم أفهم شيئًا. كان والدي محاضرًا جامعيًّا وأمي سيدة أعمال. لم يكن لدي هم سوى الراحة والاستماع إلى أمي لكن لم يكن لدي الخبرة أو المعرفة الكافيتان عن الحياة لفهم ما يجري بالفعل أو حتى تقديم النصيحة، ولذلك أصبت باكتئاب خفيف، وكنت أتصرف بغرابة شديدة في المدرسة، وكنت أواجه صعوبة في التركيز في الفصل.
أتذكر أنني في تلك السنة، كنت في الصف التاسع أو الثالث من المدرسة الثانوية في ماليزيا، كنا في فترة امتحانات منتصف السنة. كان الطلاب الأذكى هم أصدقائي المحيطين بي. إن نظام التعليم الماليزي متخلف للغاية وسيئ تمامًا. وبالعودة إلى الصف السابع أو أحد الصفوف، كنت في فصل النوابغ ولكنني قررت ألا أكون معروفًا فقط بكوني طفلًا "ذكيًّا" أو طفلًا صامتًا ولكن أردت أن أكون شخصًا عاديًّا، لذلك لم أهتم كثيرًا بدرجاتي أو دراستي. أردت فقط أن أكون "عاديًّا".
في ذلك العام مع استمرار الشجار والمشكلات في المنزل _وكوني صغيرًا جدًّا_ ارتكبت أسوأ خطأ وقرار على الإطلاق. حاولت الحصول على الدرجة العليا "A" مباشرة في امتحاناتي على أمل أنه إذا افتخر بي والداي وسعداء بتفوقي، فسيتوقفان عن الشجار وستعود الأمور إلى طبيعتها وسلميتها مرة أخرى. وصفته بأكبر خطأ في حياتي لأنه في بعض الأحيان لا يفهم الأطفال _الذين يرون والديهم يتشاجران_ أزمات الكبار أو مواقفهم، لذلك يلومون أنفسهم. عادة ما يكون الشعور بالذنب والحزن والإحباط في الحياة هو الذي يتسبب في ضرر الاكتئاب الذي نلجأ إليه متخذين منه آلية "دفاعية" لحماية أنفسنا من العالم الخارجي أو الواقع وعائدين به إلى حالة أشبه بالطفولة تقريبًا.
قبل أسبوع واحد من الامتحانات لم أنم لأسبوع كامل، كنت أتأمل فقط وأحاول جاهدًا "حفظ" جميع إجابات الامتحانات، وكان ذلك خطأ كبيرًا. وبحلول يوم الامتحان أصبت بانهيار عصبي واضطر والداي لأخذي من المدرسة، ولم أستطع إكمال امتحاناتي.
في البداية أردت أن يرسلني والداي إلى طبيب نفسي أو استشاري حتى أتمكن من "التحدث" عن مشكلاتي مع الطبيب النفسي والذي من المحتمل أن يؤدي دور "الوسيط" لوالدي وربما يساعدهما أيضًا على إدراك ما كانا يفعلانه بي. لكن والديَّ أخذاني إلى طبيبة نفسي (ما زلت أكره الأطباء النفسيين حتى يومنا هذا). لا يراك الطبيب النفسي على أنك تعاني مشكلات نفسية بل يفترض أنك تعاني من اختلالات هرمونية في الدماغ ويصف لك أقراصًا تشعرك بالنقص لأنك لا تستطيع "الشعور" بأشياء معينة وتبدو تقريبًا أشبه بإنسان آلي بلا عاطفة.
لكن في وقت ما، أخطأت الطبيبة في تشخيص حالتي على أنها اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) في حين كنت في الواقع أعاني من ما يسمونه "الاكتئاب الهوسي" أو الاكتئاب ثنائي القطب. لقد حقنتني بشيء مهدئ لتهدئتي. لكنني لم أهدأ أبدًا وساءت الأمور أكثر. أتذكر أنني بكيت بشدة في السيارة ثم بدأت أشعر بشد في أعصابي وتشنج في عضلاتي، بكيت بشدة لدرجة أن فكي انحرف إلى الجانب الأيسر وشعرت بالخدر في لساني وفي الجانب الأيسر من جسدي بأكمله. أعادني والداي إلى المنزل، ولمدة ثلاثة أشهر متتالية كنت مصابًا بالشلل تقريبًا في جانبي الأيسر، وكنت بالكاد قادرًا على تحريك ذراعي اليسرى بشكل صحيح أو المشي بشكل صحيح. كان لساني مخدرًا وفكي منحرفًا إلى اليسار؛ لم أستطع الأكل ولا التحدث بشكل صحيح. كان والداي يطعمانني في الغالب العصيدة ومشروبات لخفض التوتر والشوكولاتة من حين لآخر للحصول على الطاقة.
اعتقدت أنني سأبقى على هذا الحال إلى الأبد. لكنني لم أكن أعرف مدى خطورة تأثير الأدوية على الجهاز العصبي في جسدي. كنت أحيانًا أنسى حرفيًّا الحاجة إلى التنفس وتتوقف دقات قلبي لبضع ثوان. وذات ليلة ساءت الأمور لدرجة أنني كنت مستلقيًا على أرضية غرفة المعيشة. كان تنفسي يتباطأ لدرجة أن صدري كان بالكاد يتحرك، كنت أبكي بشدة فقد كانت قدمي باردة جدًّا. كان أبي وأمي في غرفة المعيشة. طلب أبي من أحد جيراني المساعدة بينما كنت أقول، «لا أريد أن أموت! لا أريد أن أموت!» كنت أبكي بشكل فظيع حتى بدأت أشعر بالفعل كما لو أن البرودة بدأت تتسلل ببطء من قدمي إلى الأعلى ولم أعد أشعر بقدمي بعد الآن. كان شعور البرودة الزاحفة على جسدي هو أكثر المشاعر رعبًا وخوفًا في حياتي.
وبما أن عائلتي كانت مسلمة، كان والدي على يساري يهمس في أذني بـ«الشهادة»، والتي تقول: «أشهد ألا إله إلا الله»، مرارًا وتكرارًا، وهذا ما زاد من رعبي؛ فالشهادة تهمس في أذن من يحتضر عند لحظة الموت. لقد بكيت أكثر. أتذكر عمي مُحَرَّم وقدوم جاري القريب للمساعدة لكنني كنت بالفعل مستلقيًا على الأرض في حالة ميؤوس منها. بدأ ذلك الشعور بالبرودة يتسلل ببطء إلى الجزء العلوي من جسدي نحو صدري، مما أدى إلى إبطاء تنفسي أكثر وأشعرني بالدوار. وعندما انتشر في كامل جسدي _ أصبحت بالكاد أشعر بجسدي المادي بعد الآن، فقد تخدر جسدي تمامًا وشعرت وكأنه لم يكن موجودًا. وبدأت رؤيتي تتحول إلى اللون الرمادي ثم تحولت ببطء إلى اللون الأبيض، حتى لم أعد أستطيع الرؤية. كنت خائفًا جدًّا في تلك اللحظة فقد عرفت بطريقة ما أنني كنت على وشك الموت. وعندما تحولت رؤيتي إلى اللون الأبيض، لم أسمع سوى الأصوات من حولي ولكن ببطء حتى سمعي بدأ يتلاشى. لأن ذلك الشعور بالخدر والبرود كان يتسلل إلى رأسي.
في تلك اللحظة، لم يعد بإمكاني الشعور بأن لدي جسدًا بعد الآن لكنني بطريقة ما كنت مدركًا لما يحيط بي. وفي لحظات الخوف تلك، شعرت نوعًا ما بحضور ما على يميني _نوع من التطمين خلال عملية الاحتضار_ وشعرت ببطء كما لو كنت أرفع أو أحمل بعيدًا. ما بدا عليه جسدي من تلك اللحظة هو أنني كنت مجرد "ضباب بارد"؛ شعرت كما لو لم يكن لدي قدم ويد. إن ذلك الشعور بالطفو بعيدًا نحو الأعلى لا يضاهى إلا بشعور الغوص في حمام السباحة والاستلقاء في القاع والسماح لنفسك بالطفو لأعلى _ في ماء بارد لدرجة تخدر جسمك بأكمله.
لبضع ثوانٍ، رأيت نفسي من الأعلى مستلقيًا على الأرض ورأيت عمي مُحَرَّم على يساري وأبي على يميني وأمي بالقرب من الأريكة تبدو قلقة لكنني ظللت أطفو بعيدًا نحو الأعلى. ولبرهة قصيرة رأيت سطح منزلي. ثم رأيت المنطقة السكنية التي أسكن فيها من الأعلى، وعندما أصبحت في مستوى أعلى تمكنت من رؤية بعض السحب الليلية في السماء. شعرت بالحزن لترك والدي وعائلتي _ لمغادرة هذا العالم لأنني كنت أعرف أنني قد لا أعود أبدًا.
وعندما استدرت لأواجه الاتجاه الذي كنت مجتذبًا إليه، في اللحظة التي استدرت فيها _ رأيت ضوءًا ساطعًا، بينما كنت أتوقع رؤية القمر. لكن في تلك اللحظة بالتحديد عندما واجهت الاتجاه الذي كنت أطفو فيه أو أجذب نحوه، شعرت وكأنني في "آلة شفط" لحظية _ كما لو كنت أشفط بسرعة لا تصدق نحو ذلك الضوء.
شعرت وكأنني في نفق ذي ضوء في نهايته _ شعرت كما لو كنت في الفضاء الخارجي مشفوطًا بما يشبه آلة شفط ومندفعًا نحو ذلك الضوء في نهاية النفق وقد تمكنت من تحديد بعض النقاط _مثل النجوم_ من حولي في أثناء الاندفاع نحو ذلك الضوء. إن الطريقة الوحيدة لوصف هذا الشعور هي تشبيهه بركوبك دراجة نارية تجري بسرعة فائقة دون وضع خوذتك أو الغوص في السماء بعكس هبوب الرياح القوية _ ذلك الشعور بالسرعة الهائلة حيث لا حول لك ولا قوة لفعل أي شيء حيال الأمر. لا تستطيع التحكم.
شعرت بالخوف الشديد، ظننت أنني ربما سأذهب إلى الجحيم عقابًا على بعض الأشياء التي فعلتها. لقد سمعتهم يتحدثون عن ذلك فقط لكن هذه المرة أدركت أنني ربما سأذهب إليها. الأسوأ من ذلك كله هو أن العديد من الأفكار كانت تحدث في نفس اللحظة التي كنت أفكر فيها أيضًا في مدى صغر سني. لم أجرب الشعور بالحب، ولم أتزوج بعد، ولن أرى عائلتي مرة أخرى أو أصدقائي ولم تتح لي الفرصة لتجربة أشياء كثيرة في حياتي، كل هذه الأفكار الحزينة كانت تندفع في لحظة واحدة وهذا ما أحزنني.
لكن عندما اقتربت من الضوء وشعرت بتألقه، ساد هدوء وبرودة مفاجئة. فقد أشعرني هذا الضوء بالسلام فجأة والذي ظل يتعاظم كلما اقتربت. لقد كان نوعًا من السلام والهدوء لم أشعر به مطلقًا في حياتي كلها، حتى يومنا هذا. ومن بعيد _عندما اقتربت من الضوء_ كنت أرى تقريبًا ما يشبه الشخصيات في هذا الضوء _ملامح من رؤوس_ جميع الناس يلبسون ملابس بيضاء كما لو كانوا جماعة من المصلين أو حشدًا. وكلما اقتربت أكثر، شعرت برغبة في "البقاء" واختفى حزني وخوفي. واكتسحني شعور مريح بأنني في «المنزل».
بدأت حالتي الذهنية تتغير مع هذا الشعور الغامر بالسلام والراحة والهدوء، وهو نوع من السعادة لم أشعر به أبدًا عندما اقتربت من الضوء. شعرت بالسلام والراحة كشعورك عندما تكون في حضن حبيبك، وشعرت بالهدوء كشعورك بالاستلقاء في حضن حبيبك بعد ممارسة الحب مع شخص مميز. كان هذا الشعور بالأمان الذي عشته يشبه تقريبًا ذلك الشعور بالأمان والراحة الذي تشعر به عندما تكون طفلًا يتنقل بين أحضان والديه.
وعندما وصلت أخيرًا أو اصطدمت بالضوء رأيت لبضع ثوانٍ شابًّا بدا في سن السابعة عشرة إلى العشرينات من عمره. بدا مألوفًا بعض الشيء وابتسم لي كما لو كان "يعرفني". ثم رفع يده مشيرًا إليَّ بالتوقف، وفي تلك اللحظة بالتحديد بدأت أتنفس مرة أخرى.
استيقظت وشعرت كما لو كنت أحبس أنفاسي تحت الماء لفترة طويلة جدًّا. وببطء عاد وعيي الجسدي إلي. فبدأت "أسمع" ببطء مرة أخرى ثم ببطء أصبح كل شيء أبيض ثم رماديًّا. وبدأت ببطء في استعادة الرؤية مرة أخرى. ثم بدأت حواسي الجسدية تعود إلي ببطء؛ بدأت ببطء أشعر بذراعي وصدري، وببطء شعرت بساقي.
كنت على قيد الحياة! وقد استيقظت. كان أبي بجواري وكان عمي مُحَرَّم على يميني. أول شيء فعلته هو محاولة تحريك قدمي وأصابع قدمي. وقد نجحت في ذلك.
شعرت بالارتياح من ناحية لكن من ناحية أخرى أحببت ذلك الشعور السلمي في الضوء وكنت مرتبكًا.
لكن ببطء _بعد هذه التجربة_ بدأ جانبي الأيسر من جسدي المشلول في التعافي وبدأت حالتي الجسدية في التعافي. وبمجرد أن تحسنت وأصبحت "طبيعيًّا" مرة أخرى، كنت لا أزال في حالة ذهول شديد وارتباك نتيجة لتلك التجربة التي مررت بها _ إذ لم أكن أعرف ما يجب أن أفعله في حياتي. لكن الأسوأ من ذلك كله _والذي لم أفهمه حقًّا_ هو ذلك الحضور الذي شعرت به على جانبي الأيمن، والذي كان يريحني خلال تلك اللحظات في بعض النواحي _ لم يغادر هذا المشهد ذهني أبدًا وبدأت أحس أو أشعر بالأشياء "بشكل مختلف".
أتذكر _بعد أن تحسنت_ أننا عدنا إلى مسقط رأس والدي في الساحل الشرقي لماليزيا بالقرب من ترينغانو. وبينما كنت أبحث في ألبومات صور جدتي القديمة، رأيت ذلك الشخص الذي لم أتعرف عليه حقًّا في البداية. كان جدي قد توفي قبل عام. لم أتمكن من التعرف عليه لأنني عرفته _في هذه الحياة_ فقط بشكله في السبعينيات من عمره لكن صورة جدي في أواخر العشرينات من عمره كانت تشبه تمامًا ذلك الشاب الذي قابلته في الضوء وابتسم في وجهي. أعتقد أنه كان يأمرني بالتوقف لأن أجلي لم يحن بعد.
ومنذ ذلك الحين تغيرت حياتي كلها. لقد بدأت في السعي لتحقيق أحلامي وطموحاتي في الحياة دون أي مخاوف لتجربة أشياء جديدة وهذا ما شكل دفعة قوية في مسار حياتي وإنجازاتي المهنية. لكن الأهم من ذلك كله هو أنني بدأت أشعر أو أقرأ الناس بسهولة أكبر، فقد شعرت بآلامهم وغضبهم وإحباطاتهم وأحزانهم، فضلاً عن آمالهم. أحيانًا عندما أكون قريبًا من الناس أرى رؤى لماضيهم وأحيانًا _إذا ركزت بشدة كافية_ أستطيع رؤية مستقبلهم. في بعض الأحيان كنت أشعر بما يسميه الناس أو يعدونه "أرواحًا مضطربة" أو "أشباحًا" في تلك الأماكن التي يعدها البعض "مسكونة" قبل إخباري حتى أن هذه الأماكن "مسكونة".
ومن المفارقات أن المُخرَج العاطفي لهذه "الأرواح المضطربة" يبدو مشابهًا إلى حد كبير للمخرجات العاطفية التي أشعر بها من الأشخاص "الأحياء" عندما يتعلق الأمر برؤية مستقبلهم أو استشعاره.
لقد ساعدتني هذه "الحواس" الخاصة على فهم البشر والحياة والله والخلق. فكلما فهمت المزيد عن البشر، فهمت المزيد عن الحياة وآمنت بوجود الله، وبوجود حياة بعد الموت وبوجود الملائكة. اليوم أحاول ألا أكون متحيزًا عنصريًّا أو حتى دينيًّا على الرغم من أنني متمسك بإيماني بشدة لكنني أعتقد أن فعل الخير لبعضنا هو الأهم لأن هذا هو ما يريده الله. أعتقد أن كل شيء في الحياة يحدث لحكمة ما وأنني تلقيت هذه "الهبة" الخاصة لمساعدة من هم حولي.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
١٩٩٥.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل يوجد حدث يهدد الحياة؟
لا. مرض. آثار جانبية لعقاقير نفسية وصفتها طبيبة بناءً على تشخيص خاطئ.
كيف تنظر إلى محتوى تجربتك؟
مختلط.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟
غادرت جسدي بوضوح وكنت خارجه.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟
أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. شعرت كما لو أن مجال رؤيتي كان ٣٦٠ درجة فقد كنت أستطيع رؤية كل شيء لكنني لم أستطع التحكم في المكان الذي كنت أذهب إليه وهو الاتجاه نحو الضوء.
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟
خلال الوقت الذي شعرت فيه وكأنني كنت مجذوبًا عبر شفاط ومتجهًا نحو الضوء.
هل تسارعت أفكارك؟
تسارعت بشكل لا يصدق.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟
يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. لم يكن لدي أي وعي بالمكان والزمان، كنت أشعر أن كل شيء يحدث بسرعة كبيرة.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟
حيوية بشكل لا يصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك في أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
غير مؤكَّد.
يرجى مقارنة سمعك في أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
غير مؤكَّد.
هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟
نعم، وقد تحقق من الحقائق.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟
نعم.
هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟
نعم. إذا كانوا كائنات، لم يكونوا مرئيين بوضوح في شكل "يمكن التعرف عليه" هنا على الأرض من أي وقت مضى.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بضوء مشرق؟
ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟
نعم. كان ضوءًا هائلاً مثل الشمس تقريبًا ولكنه أبيض وليس حارًّا بل باردًا وضخمًا جدًّا.
هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟
عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟
الخوف، والحزن على ترك والديَّ وعائلتي وأصدقائي، وعدم القدرة على إكمال الحياة الطبيعية وتجربة الكثير من الأشياء نتيجة الموت في سن مبكرة.
هل كان لديك شعور بالفرح؟
فرح لا يصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟
شعرت أني متحد مع الكون أو فرد منه.
هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟
كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟
برق الماضي أمامي دون تحكم مني.
هل عرضت عليك مشاهد من المستقبل؟
مشاهد من مستقبل العالم. ليس من مستقبل العالم بشكل عام ولكن فقط مستقبل الإنسان أو الفرد.
هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟
نعم. أشعر أنني إذا حاولت عبور تلك الحدود فسوف أكون محاصرًا هنا على الأرض أو سأموت جسديًّا.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟
محافظ/ أصولي.
هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟
نعم. أعتقد أن جميع الأديان مترابطة. وأن رسالة الكائن الأسمى _أو الله كما نعرفه_ كلها متشابهة، وهي أن نفعل الخير هنا على الأرض لبعضنا، فعندئذ سنستعيد مسارنا وستكون الحياة هنا سلمية. كانت الرسالة دائمًا _ولا تزال_ هي نفسها ومن نفس الكائن؛ الاختلاف فقط في الرسل والمترجمين. وإذا تمسكت البشرية بـ«أساسيات» هذه الرسالة فلن يوجد صدام أو اختلافات.
ما هو دينك الآن؟
معتدل.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟
نعم. أعتقد أن جميع الأديان مترابطة. وأن رسالة الكائن الأسمى _أو الله كما نعرفه_ كلها متشابهة، وهي أن نفعل الخير هنا على الأرض لبعضنا، فعندئذ سنستعيد مسارنا وستكون الحياة هنا سلمية. كانت الرسالة دائمًا _ولا تزال_ هي نفسها ومن نفس الكائن؛ الاختلاف فقط في الرسل والمترجمين. إذا تمسكت البشرية بـ«أساسيات» هذه الرسالة فلن يوجد صدام أو اختلافات.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟
لقد رأيتهم بالفعل.
في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟
نعم. يحدث كل شيء في الحياة هنا على الأرض لحكمة ما، وتوجد بعض التفسيرات العلمية لما نسميه "خارق للطبيعة" ولكن العلم لم يكتشف بعد بشكل كامل تلك المعارف المطلوبة لكشف مثل هذه الألغاز. توجد قوى أكبر في المسرح والتي تحرك مصيرنا _ أنا أومن بما تسميه الفيزياء "تأثير الفراشة"، وهو كيفية وضع بعض الأشياء أو الأحداث في حياتنا موضع التنفيذ. بعض الديانات تسمي هذا بالقضاء والقدر، بينما قد تسميه ديانات أخرى بالكارما لكنهما ذوا صلة. حتى أنه توجد مجموعة من القواعد حول كيفية حدوث "المصاعب" في حياتنا إذ أن كل ابتلاء نقع فيه عادة ما يكون محدِّدًا لنقاط ضعفنا السلوكية. وعادة ما تكون "مخاطر" هذه الابتلاءات في الحياة عالية لأن هذه المخاطر عادة ما تهدد تلك الأشياء التي نرغب فيها أو نعتز بها أو نحتاجها أو نحبها في الحياة حيث يتعين علينا اتخاذ "خيار". يؤدي الاختيار الخاطئ والعقلية (طريقة الشخص التي انطبع عليها في تفكيره) إلى معاناتنا عاطفيًّا داخل ذاتنا. بينما تجعلنا الاختيارات الصحيحة أقوى بل وأفضل كثيرًا، وغالبًا ما "تغير" شخصياتنا وتصوراتنا في الحياة. تتطلب الابتلاءات الصبر والمثابرة والذكاء والشجاعة في أغلب الأحيان لفعل الصواب.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟
نعم. بعض الناس يخافون مني. بينما يأتي بعض الأصدقاء الجيدين الذين يعرفونني ويثقون بي وبهباتي للحصول على المشورة والنصيحة.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟
نعم. محاولة شرح ما يعنيه أن تفقد شعور ارتباطك بالعالم المادي أو امتلاكك جسدًا ماديًّا ومع ذلك لا تزال مدركًا وواعيًا بمحيطك وبالأحداث من حولك.
هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟
نعم. في كل مرة أتجول فيها في الأماكن العامة، لا أشعر بشيء سوى السخط، والحزن، والإحباط، والخوف، والأمل، والصلاة، والندم في الحياة من حولي. استطعت أن أشعر بما وصفه بعض الناس بـ"طاقة الهالة" لكل إنسان بصمة طاقة فريدة ومتصلة بقلبه. إن النساء أكثر حساسية من الرجال من الناحية العاطفية. لدى الرجال الكثير من الإحباط والسخط بينما لدى النساء الكثير من الحزن والخوف، ولهذا أعتقد أنه من الصعب أحيانًا التواصل بين الرجال والنساء. لكن كل الأديان تتحدث عن طاقة "الهالة" هذه. ففي الملايو يسمونها "تيناجا باتين"، ويسميها الصينيون "تشي"، بينما قد يسميها اليابانيون "شقرا". لكن هذه الطاقات حقيقية جدًّا وتتقلب في عدة أنماط وفقًا لمزاج الشخص أو خبراته في الحياة، ولذلك فإن هذه الطاقات في الواقع تحكي "قصة" عن حياة شخص ما تنبع من قلبه. عادة في أوقات المخاوف أو الصدمات، تصدِر هذه الطاقة الجسدية أو الهالة موجة قوية جدًّا أعتقد أنها بطريقة ما يمكن أن تتجاوز الزمن. على سبيل المثال، عندما كنت أتحدث مع صديقتي ليني عبر الهاتف، طلبت منها أن تكون حذرة، وأخبرتها أن أختها الصغرى ستأخذ شيئًا ثمينًا جدًّا من طاولتها في غرفة النوم وستغضب ليني كثيرًا. حاولت الاتصال بها في اليوم التالي لأخبرها بألا تغضب. لكن بعد ثلاثة أيام أكدت لي أن أختها البالغة من العمر ١١ عامًا قد أخذت هاتفها الخلوي من طاولتها دون أن تخبرها وأجرت مكالمتين هاتفيتين. انزعجت ليني لدرجة أنها أخبرت أمها، فصفعت الأمُّ الأختَ الصغيرة على وجهها مرتين. في الحقيقة كان ما شعرت به في هذا الحدث المستقبلي هو غضب ليني وصدمة أختها وألمها، واللذين تردد صداهما من المستقبل. لكن هذه المشاعر التي يتردد صداها بطريقة ما تبدو مألوفة جدًّا في أنماطها كتلك المشاعر التي نطلق عليها "الأشباح" والتي بدت أيضًا "محاصرة" في مكان معين.
هل يوجد جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟
الشعور بالضوء، وذلك النوع من السلام الذي لم أشعر به مطلقًا في حياتي من قبل هنا على الأرض والذي قتل خوفي من الموت تمامًا _ فالموت مجرد جانب طبيعي من الحياة. ما يهم هو ما نفعله بحياتنا هنا على الأرض. وبالتأكيد رؤية جدي يبدو مسالمًا وهادئًا وشابًّا أيضًا. إنني أومن بتلك القصة الإسلامية التي جاءت فيها سيدة عجوز إلى النبي محمد وسألته: «هل يوجد عجائز في الجنة؟» أجاب النبي: «أنا آسف جدًّا، لا يوجد عجائز في الجنة». فبكت السيدة العجوز، فأجاب النبي، «في الجنة يصبح العجوز شابًّا مرة أخرى» فتبسمت السيدة العجوز وفرحت. إن الطريقة الوحيدة التي أستطيع من خلالها وصف التجربة هي تشبيهها بذلك الشعور بالسلام الذي اعتدنا أن نشعر به عندما كنا أطفالًا "مبتهجين"، غارقين في عوالم خيالاتنا، ولا نعرف شيئًا عن حقائق الحياة والأمان. هذا الشعور بالسلام الذي تحصل عليه بمجرد وصولك إلى النور ينسيك كل الآلام والأحزان والتجارب والعواطف السلبية التي عشتها هنا على الأرض، ويشعرك كما لو لم تكن موجودة أصلًا وتشعر ألا وجود لشيء في الكون سوى السلام. وهذا هو السبب في أنني لا أريد شيئًا في هذه الحياة سوى أن أفعل الخير على أمل أنه في يوم من الأيام _عندما يحين وقتي_ أن أصبح مؤهلًا للعودة إلى هناك _ العودة إلى "الوطن".
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم. أصبح البعض خائفًا من قدرتي على قراءة ما بداخلهم. النساء على وجه الخصوص لأنهن يتخذن موقفًا دفاعيًّا صارمًا، طيلة حياتي كنت أعتقد أن المرأة مثل الرجل متفهمة تمامًا لكن الحقيقة هي أنها لا تفهم كثيرًا. لقد لجأ إليَّ بعض الأصدقاء بهدف الحصول على المشورة لأن ما أخبرهم به عن مستقبلهم يحدث في أغلب الأحيان ويكون دقيقًا للغاية، ولذلك يرغبون في معرفة المزيد عن مستقبلهم.
هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟
لا.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟
لا. عذرًا، عندما كنت في الكلية حاولت استعادة التجربة لكنها لم تمنحني أبدًا ذلك الشعور بالسلام الذي شعرت به خلال تلك التجربة، لم يسبق لي أن اقتربت منه أبدًا.
هل يوجد أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟
إذا شعر شخص ما بتلك الأشياء التي وصفتها بمثل ما أشعر بها أو عاش نفس التجربة، فليراسلني رجاءً عبر البريد الإلكتروني.
هل يوجد أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟
سيكون من المفيد معرفة أنني لست الوحيد الذي يشعر بالأشياء أو يرى أحيانًا أشياء/ أحداثًا تحدث في حياة الآخرين قبل حدوثها.