وصف التجربة:

سمع أبي عن تفشي وباء التيفوئيد، فسافر حوالي مائة وخمسين ميلاً (240 كيلومترًا) على صهوة جواد للعودة إلى المنزل لتقديم يد المساعدة. يبدو أنه قد أصيب بالمرض بالفعل لأن حالته كانت سيئة للغاية عند وصوله إلى المنزل. يتذكر والدي الحمى وشدة حرارتها، ثم الظلام والمعاناة، وبعدها شعر وكأنه على ظهر جواد جامح وسط الظلام الدامس. كانت المعاناة شديدة لدرجة أنه أراد أن يصرخ. وعندما قذف به الحصان وسقط بقوة على الأرض، تخلص فجأة من الألم وشعر بالهدوء والراحة. نظر حوله فرأى النفق الذي يوجد به النور، فنهض وسار نحوه. كل شيء كان هادئًا للغاية وشعر بأنه حي بشكل لم يعهده من قبل. عند النور، استقبله والده وجده وجدته، وبعض الأقارب القدامى، لكنني لا أتذكر من كانوا بالتحديد إذا كان قد أخبرني بذلك. قال له والده إنه لا يستطيع الدخول بعد، لأن لديه أمورًا مهمة كثيرة لا يزال يتعين عليه إنجازها. كما أعطاه والده أيضًا بعض الرسائل ليوصلها إلى والدته، وبعض المعلومات القانونية المهمة التي كانت ستحتاجها. لم تكن العلاقة بين والدي ووالده جيدة سابقًا، ولم يكن والدي سعيدًا بأنه لا يستطيع البقاء. كان ذلك أكثر ما شغل باله، واستغرق الأمر وقتًا قبل أن ينقل المعلومات إلى والدته.

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: 1919.

عناصر تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ نعم. كان هناك تفشي كبير لحمى التيفوئيد، وتم وضع جميع المصابين في فندق محلي تحت الحجر الصحي حتى الموت أو الشفاء. كان والدي في غيبوبة الموت لبضع ساعات. كان ابن عمه (ديوي) جالسًا بجواره عندما دخل في تشنجات الموت. وعندما توقفت التشنجات وأخرج والدي نفسًا كبيرًا، أصبح جسده مرتخيًا وبدأت عيناه تفقدان بريقهما، لم يتمكن ديوي من العثور على نبض أو نفس، لذا نزل إلى الطابق السفلي لإحضار الطبيب وفريق الدفن. وبمجرد أن أكد الطبيب وفاة والدي، كان يتم دفن المرضى فورًا بسبب المرض. كان أبناء عمومته، چو وغريف، ضمن فريق الدفن في ذلك اليوم. وعاد الأربعة إلى الغرفة في الوقت نفسه. ووجدوا والدي جالسًا يرتدي سرواله وهو يلعن بصوت عالٍ. وكل ما قاله كان: "رأيت والدي، وذلك الوغد لم يسمح لي بالبقاء". (كان والده قد توفي قبل ست سنوات).

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد فقدت الوعي بجسدي.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما هو مذكور أعلاه.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ قال والدي إن الفترة بين النهوض والوصول إلى النور كانت أعظم شعور قد مر به على الإطلاق.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.

هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. تتطابق رواية ديوي مع رواية والدي من حيث الأوقات. الظلام (الغيبوبة)، ركوب الحصان (التشنجات)، السقوط المؤلم على الأرض، ثم السلام والسكينة (الموت)، والمسيرة القصيرة نحو النور، والمحادثة القصيرة، والعودة إلى الظلام والاستيقاظ في السرير، كلها تتطابق مع الوقت الذي استغرقه ديوي للذهاب وإحضار الآخرين.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. غير مؤكّد. باستثناء الشعور بالنشوة الذي شعر به والدي، لم يذكر شيئًا آخر أو أنا لا أتذكر شيئًا آخر.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. غير مؤكّد. باستثناء الشعور بالنشوة الذي شعر به والدي، لم يذكر شيئًا آخر أو أنا لا أتذكر شيئًا آخر.

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.

هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم.

هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟ نعم. قابل والده وجده وجدته، وبعض أفراد الأسرة المتوفين كانوا هناك. قيل له إنه لا يستطيع الدخول بعد، وأُعطي بعض الرسائل الشخصية الأخرى ليحملها معه.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم.

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ لا.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ لقد كان في غاية البهجة والسرور حتى تم رفضه، عندئذ شعر بالغضب وخيبة الأمل.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بالسعادة.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. لم يذكر والدي أنه "راجع أحداث حياته". بل أُعطي معلومات ليعود بها. بعد تلك التجربة أصبح والدي هادئًا بشأن الموت. لم يكن يخاطر كثيرًا لكنه لم يخشَ الموت أيضًا.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لقد ذهب والدي إلى النور، وكان والده في استقباله هناك، وعاد عبر النفق المظلم واستيقظ في سريره.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ محافظ / أصولي. لا يوجد.

هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ لقد استقر والدي بعد التجربة مباشرة، ودرس الدين بحماس، وانضم بعد فترة قصيرة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة.

ما هو دينك الآن؟ محافظ / أصولي. من أتباع كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لقد استقر والدي بعد التجربة مباشرة، ودرس الدين بحماس، وانضم بعد فترة قصيرة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة.

هل رأيت أرواحًا لشخصيات متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:

هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ لقد سألته هذا السؤال على وجه التحديد فقال أنه لم يعرف شيء سوى أن الحياة تستمر في البُعد التالي، وهي حياة أفضل بكثير مما واجهه هنا.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم، يرجى الرجوع للمعلومات المذكورة أعلاه لمعرفة تقييم ابن عمه للتغيير. لم أعرف الجانب القاسي من شخصية والدي، لكنني رأيته وعرفته فقط كرجل مهذب ومتعاون للغاية.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. لقد تحدث عن هذه التجربة مرة واحدة فقط معي. سمعت القصة لأول مرة من ابن عمه الذي كان معه وقت "وفاته" الأولى. والدي أخبر إخوتي الأكبر سنًا ووالدتي بجزء من القصة، ولكن بعد سماعها من ابن عمه، سألت والدي فأخبرني القصة كاملة. لكنه لم يرغب في الحديث عنها كثيرًا.

هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ قال لا، لكن ابن عمه (ديوي) قال إنه تغير كثيرًا. من راع بقر يعيش حياة قاسية ومستعد للشجار في أي لحظة إلى شخص هادئ وودود لم يقل كلمة سيئة عن أحد، وكان مستعدًا لمساعدة أي شخص، حتى أعدائه، رغم أنه قال أنه لم يكن له عدو.

هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ الجواب الوحيد هنا هو أنه قال لي أنه لا يخشى الموت، لكن الرحلة يمكن أن تكون مرهقة.

هل سبق وأن شاركت قصة هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. لقد أخبر أمي وإخوتي الأكبر سناً بالقصة مرة واحدة فقط، ثم أخبرني بها مرة أخرى. أنا الوحيد الذي أخبره بالقصة كاملة.

هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لا، لقد اعتقد والدي لفترة طويلة أن هذه التجربة فريدة من نوعها وحدثت له فقط، وظن أنها مجرد حلم أو شيء من هذا القبيل. أخبر الآخرين فقط بعد سماعه عن تجربة مشابهة في المجتمع. عندما سألته عن التجربة وأخبرني بالقصة، سألته عن رأيه فقال إنه يعلم أنها كانت حقيقية، لكنه حاول تفسيرها واستيعابها باعتبارها حلمًا.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا. لقد سألته عن هذا الأمر تحديدًا. لقد تعرض والدي لهجوم شديد من ثور عندما كان في الثامنة والستين من عمره، وتلقى أنواعًا كثيرة من الأدوية في الثمانينيات من عمره، وفي سن الخامسة والثمانين قال إنه رغم مروره بالعديد من الهلوسات وما إلى ذلك، إلا أن شيئًا لم يقترب من تكرار هذه التجربة.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ أنا المتحدث. بشكل يومي كنت أقضي وقتًا مع والدي في سنواته الأخيرة. في بعض الأيام لم يكن حاضرًا في الوقت الحالي وكان يعيش في الماضي. في تلك الأيام، استذكر تفاصيل دقيقة للمحادثات التي جرت قبل سبعين سنة. وقد تحققت من تلك التفاصيل ووجدت أن تلك الأوقات التي "عاد فيها" إلى الماضي كانت دقيقة للغاية. أعتقد أن كل ما قاله لي كان دقيقًا للغاية رغم مرور زمن طويل.

هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ إن هذا الاستبيان شامل للغاية. وبصفتي راوي هذه التجربة ولست صاحبها، فربما لا تريدون رأيي، ولكن إذا كنتم تريدونه، فيمكنكم توجيه مجموعة أخرى من الأسئلة للأشخاص الذين يسردون التجارب نيابة عن أصحابها.